نثر
23 مقال مرتبط
بقع الطفولة الحمراء
دخلت مجموعة من رجال الشرطة مسدّدين أسلحتهم بوجه يونس. هجموا عليه، أوقعوه أرضًا، شدّوا ذراعيه إلى الخلف وعصبوا عينيه. كنت أسمع صراخه رغم اللاصق السميك الذي دفنوا به فمِه. لم يحاول التملص منهم بقدر ما كان يحاول الصراخ ليثبت لهم حقيقتي المريضة

باب القتلى: العائلة
ذباب يطن فوق رأسك، الهواء متوقف، السماء رمادية، زهور برية خلف المشهد، ذهول على جانب الطريق. مستلقٍ أنت، هواء يلامس وجنتك، جسدك متصلب، سيارات النقل البري تبطء الحركة، كأن ملحمة قد جرت فوق رأسك، الزمن متوقف عند جثتك الصامتة

المعري ثلاثي الأبعاد.. وبورخيس وأبو نواس
من غيمته، انسل ممر طويل يبدو كمكتبة قديمة تناثرت فيها مخطوطات وكتب، وبرزت منها تلال صغيرة حوت مشاهد خاطفة لمعارك قديمة، ونسوة يغنين، ومشهدٌ لأميرة تشرب سُمًّا فتموت، وأخرى تضرب عنق أحدهم بالسيف، وثالثة تتذوق طعامًا من قدرِ ضخم

حميمية في بغداد
أضواء اللوحات الإعلانية ترتسم على جسديكما العاريين أحمر باهتًا على النهد، زُرقة على القدم. تكملان السيجارة، يتطاير الدخان فوق رأسك، هي لم تهدأ بعد، صمت بلون العتمة، الزمن يمضي تحت جسدكَ، تُقبل جبين الفتاة، تغمض عينيك، تشم رائحة جسدها

ثلاثة أوقات للقتل
منذ أن بدأتِ الحرب وأنتَ لم تشاهد النجوم، لم تتكلف عناء النظر إلى السماء في الليل، توقن كم كنت مخطئًا، وكم نجمة قد ضاعت في هذا الكون، وأنت تبقى مكتفيًا بالنظر إلى دخان سيجارتك في الليل. الفضاء خلفية مسرحنا، الليل يخترق الجلد

طوطم الكتاب
قال المدير غاضبًا: أخبرونا أنك إنسان أمين ولم تسرق طوال حياتك، فما الذي جرى لتسرق إحدى مخطوطات المكتبة النفيسة، والتي لا يسمح حتى بإعارتها خارج المكتبة، لقد شهدت كاميرات المراقبة على كل شيء وما من داعٍ لأن أسمع تبريرات

مكان بارد جدًّا
- الجو بارد هنا ، سأتجمد… أوف يا الله باردة/ - أرجوك اتركنا ننام يا أخي… أعلم أنَّها باردة، لكن ليس لديك ما تخاف عليه من البرد/ - من أنت ؟ ها… من يكلمني؟/ - تسأل، على أساس أنك بحاجة إلى الاسم فقط وتعرفني؟- أين؟ أنت… أنا لا أراك

من يقف خلف أسباب الغياب؟
إنها الثالثة فجرًا. ضوءٌ يلوي يدَ الليل منتقمًا من أذيتنا التي سببتها عتمته. كنتُ مستيقظة وقلقي نسترجع لهيب الجرح حينَ رحل مصطفى، تذكرتُ يومها كيفَ بكت الريح متنكرةً بالمطرِ خلفَ اتفاقهما على المكابرة

صرخات غير مبررة
تجرأت أحلام وفتحت الباب لترى أم آدم وهي تنفث شعرها الأشيب جالت عيونها في زوايا الغرفة ولكنها لم تجد أحدًا، ليستقر نظرها على صورة داخل إطارٍ مُذَهَّبٍ يقع في زاويتها خط أسود مع تاريخ 3 تموز 2016، الذي أعاد إلى ذهن أحلام ذكرى فاجعة الكرادة الأليمة.

مجزرة سجائر في شقتي
وجدنا شقةً في الطابق الثاني، في إحدى البنايات التي بدت نظيفة بالنسبة للأماكن الأخرى التي كنا نقصدها، وبالصدفة، كانت الشقة لمومس، يا للحظ! لم يقل لنا صاحب البناية ذلك، سبّب لنا سوء الحظ هذا مشاكل صغيرة مع زبائن المرأة