نثر
23 مقال مرتبط
الصورة التي انتظرتها الأم
ومن بعدها عرض تقرير عن الحادثة في شاشة عرض كبيرة. الأم تتابع ودموعها تحفر على خديها قصة الحزن، وقفت ورفعت يديها وصرخت بأعلى صوتها: اوقفوا الصورة إن هذا الشاب الذي يظهر أمامي هو ابني

روح يد تخنق شفتين
شيء ما يدفع نهايات الثياب وأعناق الصغار إلى ظلال العائدين في آخر اليوم بجيوب فارغة إلى منازلهم. شيء ما يدفع الأصابع عن الأقدام ويترك شجرة ميتة وسط الشارع ترميك بعينيها، وكذلك قطعة قماش تدفن بائع الخضار تحت ظلها وتراك امرأة يحضنها الرصيف منذ سنوات

فم الخيبات
لا تطلق النار/ من أوهمني أنك عدوي/ خرج ضاحكًا من أرض المعركة/ */ شيخ يخاطب أحفاده:/ أنتم الآن في عصركم الدموي/ عليكم أن تحلموا كيف تكونون أطفالًا/ */ من يخبر الرصاصة أنها عندما تصيب قلب العاشق/ تقتل قلبين في آن واحد

ثلاثة أيام من الحرب
صنع أبي لي ولقريبين بنادق من الخشب، كانت البنادق تشبه البندقية الروسية "كلاشينكوف"، كان حجمها بحجم البندقية الحقيقية، وضعنا شريطًا من القماش على طرفي البندقية الخشبية، لكي نستطيع أن نحمل عبء بندقية على ظهورنا الصغيرة

للغائب سبعون ألف عذر
كنت أفكر قبل يومين كيف يمكن أن نكون ألف شخص في شخص، كنت في الحافلة وكان الركاب قرابة الثلاثة عشر راكبًا وراكبة، فكرت لو اصطدمت الحافلة ومات من فيها، سأموت أنا وأمي معي لأنني حياتها، وتضعف حيلة أبي ويذبل عمر أختي

محاولة في الحياة
تُمضي سنتين على علاقتك بها، ترعبك الذكرى، كيف أنك استطعت أن تمضي سنتين، تنظر إلى عينيها الواسعتين، إلى الفرح المخلوط بالحزن، تريد أن تقبل جبينها، لكنك كئيب الآن. تكمل وجبتك، تطلب صحنًا من الحلوى، تنبهك الفتاة إلى شجرة في وسط المطعم

المرآة التي تعرّفنا بنا كل صدفة
عدت أدارجي إلى الخيمة وكانت أمي قد أعدتِ العشاء، قال أبي مع أوّلِ لقمةٍ، من منكم يسرق الرصيد من هاتفي، شعرت بالتوتر بلعت لقمة إثر لقمة بسرعة لم أكن لأتخيل، كلهم أشاروا بأصابع الاتهام لأختي التي تصغرني بأربع سنوات

قفار للقتل
ستنسى إذًا وجه من أحببت، شيئًا فشيئًا ثم يختفي، ثم تنسى نفسك وتختفي، اسمكِ يردده أسلاف كثر في الطرقات، وأنا أرتجي يدكِ مثل عتبة منفى دافئة، اسمكِ خيط دم يسيل على حائط غرفتي. ومثل غصة أسمع "تعال" وأتلفت، لا شيء سوى قلب يهرم

هدنة مسروقة
هذه خريطتي التي سأقفز من فخاخها إلى هدفي مباشرة، فللهدف مجانية وضعها لنفسه وأعني لي، فلا هو يملكني ولا أنا أملكه، ولا يمانع أحدنا بسرقة الآخر، سأخطفه وأبعثر أحلامه على الأرض، وربما يتكسر بعضها وينجرح الهواء

كيومِ بلاد لا خَضَارَ في نزهاتِها
عجلٌ مساءُ المدينةِ يلتفُّ كعاقرٍ على أولادِ الخيالِ. المصاطب تعلن إفلاس الشواربِ، لا مهنةَ في مساءِ الرجوع إلى الصِّبا. لا حكاية ولا بطولة، حنين فقط لتذكارِ مَنْ ذهبوا في معادنِ الأشهرِ، في ركام الأرقام تتقافز في الساحاتِ، في كبريتِ البردِ لا يحترق