شعر
214 مقال مرتبط
نكبر مثل بالون
كان صديقي يكذب، وهو يدعي خوفه من الأماكن العالية/ إذ علقوا صورته على الجسر/ وهو يبتسم/ */ فكرتُ بخلق ليل/ جمعتُ ظلي كله في غرفة/ */البحار، وكل هذا الماء،/ دمع الله / في وحدته/ */ نخاف كل شيء حاد/ مثل الإنسان

ظنّي سَيئ فيك أَيها الوطن
العنفُ الذي تدوسهُ أقدامي/ كلُّ يوم/ ملقىً في الطرقات/ معلق على حبلِ الغسيل/ وموضوع في الرفوفِ بينَ طياتِ الكتبْ/ العنفُ الذي تدوسه أقدامي/ كلُّ يوم/ ينتشرُ في الأزقةِ والأحياءِ الفقيرة/ والدروبِ الضيقة/ ويستريحُ ليلًا في غرفِ نومنا

ندب زرق للذكرى
من أجل الأيامِ التي شوّهوا سمعتها ذاتَ يومٍ/ وهي أكثر نصاعةً من جباههم/ من أجلِ مرورِ الموتى سالمين، اتكأنا على صبرنا/ من أجل طوابير الموتى المُنتظرين خلفي/ من أجلِ الغيومِ التي تغير مسارَهَا عندما تقتربُ من صحرائَي

هناك قبر يشير إليكِ كثيرًا
هل جثوتِ على ركبتيكِ وتأملتِ في عمق الهاوية؟ هل نجحتِ أخيرًا في اصطياد زنابق الموت اليانعة وهي تُريق دمها؟ تركتِ حزنًا ينزّ، الأجدر بك أن تمسحيه كما كنت تفعلين دائمًا مع القبل بعد عناق طويل، في استراحاتكِ القليلة من الشعر

صحراء غرفة النوم
لا أثر لأحد كي تقتفيه أيها القلب العابر/ */ طويت سماواتك فماذا تنتظر؟/ احزم نساءك، احزم يديك كي لا تلوح لأحد/ بعد الآن/ وامسح أثر أصابعك من فوق الجدران/ وأنت تغادر/ */ مضرجًا يسقط عند باب الغريب/ طائر المنفى يلطخ بياض القصيدة

ثناء متأخر
مرة أوحى لي غراب روحي/ أن آخذ بيد كل من أظل باب الحانة/ حيث عشاقكَ الهائمون بك كثر/ هناك الفناء بمحبتكَ/ أنتَ الجدير والرحيم ونحن صلصال يديك/ قلتَ لنا كونوا، فكنا عشاقًا بخمرتكَ./ في هذا الزمن الرخو، كن كفؤًا بمن تحب

دليل عمل لرجل إطفاء عراقي
نكره الأشجار التي تتربى في البساتين (...)، ونحب الأشجار البرية التي تكبر وحدها في الغابات والبراري، الأشجار التي لا تطعم الإنسان؟ انظر إلى الدخان الذي يرتفع كل يوم من جثثنا التي تحترق، الدخان الذي صار غيمًا وسقى الأشجار التي تطعمنا

علي ذرب.. أتصفح تصاوير من قمتُ بقتلهم
"سأتذكر أنني كلب وأعضك أيها العالم" مجموعة للشاعر العراقي علي ذرب (1988)، صدرت حديثًا عن "دار مخطوطات للطباعة". المجموعة التي احتوت على "32" نصًا متباينة في الطول، تدور، في معظمها، في فلك الواقع الدموي الذي يعيشه العراق اليوم

تاءٌ يتراقصُ على بياضٍ
كذبةٌ خلاقةٌ، تشبهُ وجودي/ وكيف للطاهرةِ أن تلتقيَّ بي؟/ -أتوهمُ، أنني، المفتاحُ الأيسرُ لكفَكِ الأيمن/ المفتاح الأسود الذي سينهي هذه السمفونية/ بحركاتٍ رشيقة، يُنهي الوجود والأزل/ لأُعاود-/ أُعاود التَوهم، بأنكِ لي/ كألفٍ مقصورةٍ تُنهي الحديث

الجرح الصغير على السبابة اليمنى
أيتها الصورة ومن خلفك الصوت، شبح جميل أحبه كل صباح، وحضن كلما أغمضت عينيَّ مزجتكما معا. أيتها الفتاة خلف الصوت الذي أمامه الصورة، أيتها البعيدة أنا عطش وروحي تفطرت في العراء، مدي يدك متوغلة في شعري مرة ليضيء رأسي