ثقافة وفنون

الجرح الصغير على السبابة اليمنى

10 يوليو 2016
11402955_10207697306014601_6008889052918389343_n.jpg
نوال السعدون/ العراق
علي رياض
علي رياض شاعر من العراق

كذبة العالم

على هذا العالم أفتح عينيَّ كل يوم، لأنظر للصورة من زاوية جديدة: في الشارع طفل، أمام الطفل رصيف، وراء الرصيف جدار، وراءه سر، وتحيط السر حماقة. تصدم الطفلَ سيارةٌ خرجتْ من بين الحماقات، تفتَّح السرُ كوردة دامية وأُفشيَّ عطرًا حول الطفل الملقى على الرصيف، السائق مضى خلف جدار وأصبح سرًا آخر، سيسير يومًا على الرصيف وتصدمه دراجة نارية.

على هذا العالم أفتح عينيَّ كل يوم، لأتعلم الكذبة؛ أن العالم واسع: على شاطئين متقابلين، شجرتا جوز هند متشابهتان بكل شيء سوى فرق السن، بين الشاطئين محيط ماء ألَّفته قطرةٌ استنسخت نفسها، تعوم فيها حكايات أطفال خيالية صدقتها القطرة فامتلأت بها، الشجرة الأولى كانت بذرة، كبرت وألقت إلى القطرات بذرة منها حملتها إلى الشاطئ الآخر. هذا العالم واسع بقدر قطرة ماء وبذرة.

على هذا العالم أفتح عينيَّ كل يوم، وأحدثه: هذا الضوء في الأمس كان هناك، وسيكون هناك غد، كما أنا هنا الآن وبعد قليل في المطبخ، لو كان لي لسانك لكنت ملايينًا من الأشخاص يقطعون الأرض: واحد لم يعد من السوق، سطى على متجر الحلي، وسافر إلى أستراليا، آخر انتحر قبل أعوام طويلة، والطالب الذي كان مجتهدا بقيَّ مجتهدًا ودخل كلية الطب وتزوج امرأة غنية وجميلة، أنا صادق لأن لا نسخة مني سوى التي تحدثك الآن، وأنت صامت مخادع، لسانك يرسم الصورة وعليَّ أن أفتح عينيَّ عليك كل يوم لأعرف الخدعة.

صلاة المسافة

لهذه الصورة أصلي كما صليت لقبلها، لألق الشوق والوجع في العينين الناعستين، ولقفزة الطفل وسع المحجرين بهجة، ولحنق الحدقة اللامعة، وسكرة الجفنين الدائخين. لهذه الصورة أصلي ولما بعد الصورة، طية اللحاف وعرق الرقبة الذي التصق بخصلة، وطرف الثوب العالق بين الفراش وخشب السرير.

وأصلي لأربع أصابع تبعج الوجنة اتكاءً، ولقلادة مراهقة تغالي في تدليها، تلك النجمة السوداء سجدتي، على العنق هناك.. نعم يا ليلي الأبيض. وأنا شعرة الجفن الساقطة يسار أرنبة الأنف في دعاء الأمس، وأنا الجرح الصغير على السبابة اليمنى في دعاء اليوم.

اقرأ اليأس في الصوت قصيدة قبل المغيب، الشعر صلاة من لا معبد له، وقصائد الصمت التي يغنيها الشهيق والزفير أسمعها وأبكي، قلت الشعر صلاة وقرأته حتى بأثر القدمين على عتبة الباحة الخلفية، نغمت رقصة حبل الغسيل على إيقاع القلب وغنيت في قلبي، صوت القلب لا ينشز ولا يعرف السوء في اهتزاز أطراف حروفه.

أيتها الصورة ومن خلفك الصوت، شبح جميل أحبه كل صباح، وحضن كلما أغمضت عينيَّ مزجتكما معا. أيتها الفتاة خلف الصوت الذي أمامه الصورة، أيتها البعيدة أنا عطش وروحي تفطرت في العراء، مدي يدك متوغلة في شعري مرة ليضيء رأسي، وافركي بإبهامك تراب الروح لتنبت فيه الحياة، أيتها الصورة ومن خلفك الصوت أحبك، أيتها البعيدة من هنا خطوة إثر خطوة حتى هناك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الموتى أيضًا يصرخون

فان غوخ في قريتنا

الكلمات المفتاحية

مدرس.jpg

صور: أستاذ عراقي يتطوع لتعليم المسمارية بطريقة مبتكرة

ينظم مدرس مبادرة سنوية لتعليم الكتابة المسمارية عبر مشروع يستهدف طلاب المرحلة المتوسطة


الهيئة العامة للاثار والتراث.jpg

البعثة التنقيبية العراقية الإيطالية تقترح إقامة متحف ثابت في تل محمد

اكتشافات آثارية في تل محمد ببغداد


جروانة.jpg

لا سياج ولا إجراءات تأمين.. "تويوتا العراق" تبرر صعود "لكزس" فوق السد الأثري

بررت شركة "تويوتا العراق" تصوير إعلان تجاري على متن سد جروانة الأثري في محافظة نينوى والذي أثار استياءً كبيرًا وتفاعلاً غاضبًا


المخرج العراقي محمد شكري جميل.jpg

أخرج "المسألة الكبرى" وشارك في أفلام عالمية.. رحيل المخرج العراقي محمد شكري جميل

النقابة والوزارة تنعيان المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل عن عمر 88 عامًا

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert