نصوص
240 مقال مرتبط
الاستمرارية
أحبك بقوة الاختلاف، بلمسة الآخر الغائب، المماثل بالجوهر والمخالف شكلًا. أحبك سائلَين على نفسينا، كأن أكون منديلك وتكونين مرهمي، وأجمل جفنيّ بسوادِك، حتى أكون أنثاك. وأحبك جائرَين بتقاطعنا، كأن أكون سوطك وقيدك ومُلهاك، أجرحك بفحولتي، وتقضميني ببربرية

أشياء تنزل من أماكن عالية
تعصر هي الطين تصاب أنت بحكة.. لا ترتاح أنت حتى تبني منزلًا مثلما تفعل زها حديد وهي طفلة حائطًا منحنيًا محشوًا بصلاة سريالية/ مزينٌ أنت بحليب الثدي، وافرازات الصفصافة، وفضلات تسقط من أماكن عالية/ في رأسه دومًا/ في خاصرته تمسك منجلًا وتقلّم أظافرها

التي لا تسمى
ضجرت فناديتك بكل ما أعرف: أيتها الشراب والطعام والغطاء، أيتها الصلاة والهداية والخطيئة، أيتها النوم والصحو والثمالة، أيتها الرغبة والغريزة والجمال، أيتها القصيدة.. في أولها وحيرتها ولا نهايتها، في معقولها ولا معقولها، في بحثها عنك وتصويرك وعجزها

رؤى من سعدي يوسف وإليه
نحن نكتب متجاوزين البكاء ونقرأ لنبكي؛/ يعاود الضوء التجاسر/ يطرق باب الغرفة/ والصورةُ الوحيدةُ تبتسم بحزنٍ/ صدى الغرفةِ الفارغةِ/ نائم/ وعلى حافةِ النافذة مات عصفور. يَتسلل الحزن، مجدداً، ومن بين ثنايا الصورة/ يتوسد العتمة

رسالة من الجحيم
ثمة حديث طويل يتسرب من تشققات شفاهي، يتجمع أحيانًا فيتكور وأغص به، ويتقطع أحيانًا فتسقط منه جواهر المعنى. ثمة حديث يقال بنفس واحد أطول من طاقتي، يستهلك لغة كاملة ويطلق الكثير من الصرخات، حديث القصيدة التي تشتعل بنداء ولا تنتهي

أطفال ونساء ونوارس
الشجرة الأولى: العطش/ الثانية: الشوق/ */ قلوبهم رخوّة تشبه طينًا ممزوجًا بالعسل/ أجسادهم مشتعلة بضوء أخضر كأنها ورق الذرة أو العنب/ أظافرهم لؤلؤ الآلهة/ وممحاة العدو لن تمحو مجوهراتهم المنتشرة في الهواء/ الضاحكة في نوافذ المنازل

24 ساعة
هذا الرجل المتعب أنا/ الحبل الذي يسحبه النوم من طرف، والشعر من طرف/ الرجل الذي أحب حتى استنفد كلماته/ وجلس بعد منتصف الليل محبطًا/نشر حوله عشرات الفراشات/ صبغ الإنارة بالغشاوة/ والخلوة بالأوهام/ استعاد شجرة الأمس وقطف منها الظهيرة

ثلاثة أوقات للقتل
منذ أن بدأتِ الحرب وأنتَ لم تشاهد النجوم، لم تتكلف عناء النظر إلى السماء في الليل، توقن كم كنت مخطئًا، وكم نجمة قد ضاعت في هذا الكون، وأنت تبقى مكتفيًا بالنظر إلى دخان سيجارتك في الليل. الفضاء خلفية مسرحنا، الليل يخترق الجلد

في أحلامي ينقصني الهواء
حلمٌ،/ والواقعُ يخمدني/ */ صرختْ بي عجوزٌ/ فتطايرتْ ذراتُ لُعابُهَا والتصقتْ بشعري/ كانت أشبه بعناكبَ صغيرةٍ/ أخذتْ تتجول وتتجول/ اجتاحتْ الجمجمة وبنت بيوتًا/ المكان نظيف/ خال من رائحة الأحلام/ طاب لها المبيت

لا أسألُ أين الجميع؟
أطيرُ مثل شاهين/ وأرى الطبيعةَ أصغرَ مما في ذهني/ فتسقطُ فضائلها كأمٍّ/ نعتمد مبدأ الأخذ والعطاء/ فينزاح عن كاهلي ثقل البر بها/ وأظلُّ/ وحيدًا في سماءٍ تشبهني، جهاتها صديقة/ وسعتها تُشبع جوع جناحيّ/ لينافسا أجنحة موازية/ موجودة على قدر السؤال عنها