نصوص
240 مقال مرتبط
الملاك في جحيمه
كان السبعة مجتمعين تحت عرش النار في كل زمان ومكان، لكن بلا زمان ولا مكان، يحيط بهم الدخان والوهج المتصاعد من البحيرات، أصواتهم تنمو وتعلو في الهاوية كأشجار من الحجارة وعيونهم المتجمدة تفتت رخام الموسيقى، وتحرق عفن التاريخ.. تكلم السبعة بصوت واحد

أبناء العزلة
هذا الخريف يوقظ فينا حواس العالم البعيد/ خيط العتمة الذي يشطر المساء إلى نصفين / الطائر المتواري بين الغيوم الداكنة/ القطة المحتضرة في الحديقة الخلفية / الأشجار وهي تصلي للرياح/ أنين الموسيقى وهي تغرق في بحر الظلمات / لكن لا أحد يبالي بهذه الكينونة

أمومة ماء وشعير
الرسالة التي كتبتها لكِ / قبل ثلاثة أيام نسيتها/ في البِنطال لكن سرعان ما / غسلت أمي البِنطال دون تفريغ جيوبه / دَارَتْ الرسالة داخل جَيب البِنطال / في آلة لغَسْل لمدة طويلة / ولأن أمي تحب تكرار الْغَسِيلِ/ إعادة البِنطال مرة ثانية لِلْغَسِيلِ

مثل عراقيات يضحكن دفعة واحدة
أنت الانثى الوحيدة التي تتقدم بالعمر وتزداد جاذبية مثل نهر/ كم هو حلو الطين الذي تصنع منه شفاه الإناث/ كلما طال شعرك ارتفع النهر/ لهذا كانت أمك تقص أطرافه../ لمنع بيوتنا من الغرق/ الكون لامع/ مثل عراقيات خمس/ يضحكن دفعة واحدة

العرافة
سالت دموعي وأنا أتحدث عن الرجل الذي اغتيل في رحم أمه فلم يمت وعاش ثلاثمئة سنة، وعن أزمة البدايات لديه، وبيته، وجبله، وكانت تعرف كل ذلك إلا أنها لم تقاطعني، بعدما بانت لها حاجتي في الحديث. انتهيت من الحديث فقالت لي اذهب واشرب رشفة ثانية من الماء

أحبكِ مكسوًا بالشقاء
في هذه اللحظة تولدين، ومن وشاح واسع وأبيض، يرتفع عمران وتخفق أجنحة طيور مسالمة، كأنك الوطن الذي يخطه الثائرون على الجدران، وكل شعارات الثورة القادمة، تفردين ذراعيك وتتلين على مسمعي الكلمات، مثل صلاة عميقة أسمعك، وأخشع مثل مؤمن لا يجادل

فلاحة عراقية
مثل فلاحةٍ عراقية/ أمدُّ جديلتيَّ الطويلتين؛ كما لو أنهما شعاعان/ يمدان هذي الحياة/ بكل ألوان البهجةِ والتعب/ تؤرقني الأرضَ؛ فأتذكرُ الحرب/ يحترقُ العُشبَ؛ فأتذكرُ الموتى/ يتشظى قلبي؛/ فأتذكرُ أنني أعيش في مثل هكذا وطن

بورخيس في المتنبي
فجأةً، استدركت أني رأيت هذا الرجل من قبل، وعندما أصبح نظري على كتاب "صانع المتاهات" الذي يحمل صورة بورخيس، عرفت مع من كنت أتكلم، خرجت أبحث عنه ولم أجده، وأعرف أني لو حدثت البقية عن زيارته للمتنبي لن يصدقني أحد في شارع المتنبي

ارفعوا بصماتكم من على الأرض
في الموتِ سنكونُ هناكْ/ يعاقبُ بعضَنا البعضُ/ سَترتحلونَ بآثامِكم/ بعضكم قتلَ أَصْلابنا/ بعضكم أَفسدَ ذكورتَنا/ أيةُ سماءٍ ستشرعُ في نصبِ قيامةٍ لكم/ أيةُ أَرضٍ سَتُلقي بأثقالِها عليكم/ وأجسادَكمْ منيعة بالمعاصي

طائر يعبر الشارع
تصحو من إغمائتك القصيرة، أنت كالهلام، قطعة حلوى رخوة، تسمعُ صرير عظامك، ثقل جلدكَ، أنها الظهيرة، الشمس صفراء، كأنك في مركز الكون، الشمس تضيء عالمك المغبر، تنظر الى الغبار، أشعة شمس تكشف عن جسيمات صغيرة تطفو في الهواء