سرد
21 مقال مرتبط
بقع الطفولة الحمراء
دخلت مجموعة من رجال الشرطة مسدّدين أسلحتهم بوجه يونس. هجموا عليه، أوقعوه أرضًا، شدّوا ذراعيه إلى الخلف وعصبوا عينيه. كنت أسمع صراخه رغم اللاصق السميك الذي دفنوا به فمِه. لم يحاول التملص منهم بقدر ما كان يحاول الصراخ ليثبت لهم حقيقتي المريضة

طائر يعبر الشارع
تصحو من إغمائتك القصيرة، أنت كالهلام، قطعة حلوى رخوة، تسمعُ صرير عظامك، ثقل جلدكَ، أنها الظهيرة، الشمس صفراء، كأنك في مركز الكون، الشمس تضيء عالمك المغبر، تنظر الى الغبار، أشعة شمس تكشف عن جسيمات صغيرة تطفو في الهواء

مشاهد صماء
أغنية تهدرُ من زاوية الغرفة، من زاوية في الكون، الزمن متوقف، يأتيك صوت الأغنية ثقيلًا وخافتًا، كأن شمعًا صُب في أذنيك الكبيرتين، أنت صامت، تتلمس الجلد، تلتصقُ أصابعك الطويلة بالجلد الناعم، البطن الرخو للفتاة، تشعر بأن جلدكما يذوب مثل شمعة واحدة

طفولةُ الخَرس الجديدة
هل هذه طفولة ثانية أختارها بمحض إرادتي؟ لا سيما أنها تبدو متسامحة وعفوية وصلدة، لكن المرء لا يتذكر من طفولة بغداد سوى الأسمال، أو طين في الأرضيّة مختلطًا بغبار الهجمات الجوية. نعم، إنني أختارُ طفولةً جديدة، طفولة بديلة عن طفولة لم أخترها

بأسنان متوحشة تضحك الحياة
لن تعِي هَذِه الحياة في عالم اليوم حتى تكون وحشًا، أعرف أنك بريء بنفس القدر الذي أعرف به أنك أحمق وغبي، والحكم الذي أصدرته عليك هو النصيحة الأخيرة لك من هذا العالم أن تكون وحشًا. ضحكتُ لدرجة أن هذا القاضي العظيم الذي مسك ذراعي بقوة أصبح يرتجف

هواء مُحتضر
تُعانق الحشائِش بكفِ يدها يتخللُ التراب أَظْفارها ويتركُ حرقةً غريبةً، تحملُ التُرابَ، مخلوطًا بدمهِا وحشائش قليلة، إلى فمها تأخذُ نفسًا عميقًا وتبدأ بفركهِ، تُلوِثُ شفتيها الورديتين وجانب خَدّها الأيسر، تلعَقُ أطْراف أصابعها بحثًا عن قطرةِ دم

حروب مجاورة
في حروبنا العديدة، حروبنا المجاورة للقلب وبعتمة مطلقة في السماوات الغريبة وكأنه ظلك الأخير أيها الوجه، أعود إليها متأخرًا كل ليلة، وكنجمة نحيلة كالأيام، نعلّق أمنية في سقف الغرفة، ونصلي لها كي تكبر، لكننا نخسرها معًا في الصباح الأكيد

مكان بارد جدًّا
- الجو بارد هنا ، سأتجمد… أوف يا الله باردة/ - أرجوك اتركنا ننام يا أخي… أعلم أنَّها باردة، لكن ليس لديك ما تخاف عليه من البرد/ - من أنت ؟ ها… من يكلمني؟/ - تسأل، على أساس أنك بحاجة إلى الاسم فقط وتعرفني؟- أين؟ أنت… أنا لا أراك

واضعًا عينيّ في جيب الجينز الخلفي
أبحثُ عن بوكيمونات بين الخيم آملًا أن أدخُل خيمةً ما ألمحُ فيها شيئًا من رندة التي كانت ملامحها تشبه ملامح مُنى جارة خيمة جدي التي ماتت بعد أن دهستها سيارة الإسعاف خاصة المركز الصحي للمخيم، مُنى التي كنتُ أُشبِّهها بكِ بعض المرّات