
طائر يعبر الشارع
تصحو من إغمائتك القصيرة، أنت كالهلام، قطعة حلوى رخوة، تسمعُ صرير عظامك، ثقل جلدكَ، أنها الظهيرة، الشمس صفراء، كأنك في مركز الكون، الشمس تضيء عالمك المغبر، تنظر الى الغبار، أشعة شمس تكشف عن جسيمات صغيرة تطفو في الهواء

مقاطع حالمة
الشمسُ منبسطة بمهل فوق العشب، قطرات من الماء تتلألئ، رابية متموجة من العشب أمامك، تجلس على مسطبة خشبية، وسط صراخ الأطفال الذين ينظرون إليكما، تبتاع حلوى للفتاة، تبدو رائعة، أشعة الشمس تسقط على نصف وجهها الأسمر، قصائد بودلير في رأسك

باب القتلى: العائلة
ذباب يطن فوق رأسك، الهواء متوقف، السماء رمادية، زهور برية خلف المشهد، ذهول على جانب الطريق. مستلقٍ أنت، هواء يلامس وجنتك، جسدك متصلب، سيارات النقل البري تبطء الحركة، كأن ملحمة قد جرت فوق رأسك، الزمن متوقف عند جثتك الصامتة

حميمية في بغداد
أضواء اللوحات الإعلانية ترتسم على جسديكما العاريين أحمر باهتًا على النهد، زُرقة على القدم. تكملان السيجارة، يتطاير الدخان فوق رأسك، هي لم تهدأ بعد، صمت بلون العتمة، الزمن يمضي تحت جسدكَ، تُقبل جبين الفتاة، تغمض عينيك، تشم رائحة جسدها

مشاهد صماء
أغنية تهدرُ من زاوية الغرفة، من زاوية في الكون، الزمن متوقف، يأتيك صوت الأغنية ثقيلًا وخافتًا، كأن شمعًا صُب في أذنيك الكبيرتين، أنت صامت، تتلمس الجلد، تلتصقُ أصابعك الطويلة بالجلد الناعم، البطن الرخو للفتاة، تشعر بأن جلدكما يذوب مثل شمعة واحدة

ثلاثة أوقات للقتل
منذ أن بدأتِ الحرب وأنتَ لم تشاهد النجوم، لم تتكلف عناء النظر إلى السماء في الليل، توقن كم كنت مخطئًا، وكم نجمة قد ضاعت في هذا الكون، وأنت تبقى مكتفيًا بالنظر إلى دخان سيجارتك في الليل. الفضاء خلفية مسرحنا، الليل يخترق الجلد

حيث تتيه الأرواح المقتولة
تقف عند باب حديدي كبير، تنظر الى طوله، تتلمسهُ، تشعر بأنه خلاصك من هذا الحلم، لكن الليل يهبط بوحشته، ظلام يبتلعك، تقول بأنك ستكمل القصيدة، سيكون هذا الجزء عن الليل، يخطف شبحًا في ذاكرتك، شبحًا لشخص قد مات في الاقتتال الطائفي، ربما ستكتب عن الليل

لحن فاغنر
تجلس الآن على كنبتك العتيقة، العرق يقطر، رائحة حامضة في المكان، دخان سيجارتك يختلط مع هواء الغرفة الملوث بغبار الشارع، أنت لم تكتب شيئا ذا معنى منذ نصف سنة، ربما لم تكتب شيئًا ذا معنى أصلًا، ربما لن تكتب شيئا في حياتك، لكنك ما زلت تضاجع الحياة، بحزنك

مجزرة سجائر في شقتي
وجدنا شقةً في الطابق الثاني، في إحدى البنايات التي بدت نظيفة بالنسبة للأماكن الأخرى التي كنا نقصدها، وبالصدفة، كانت الشقة لمومس، يا للحظ! لم يقل لنا صاحب البناية ذلك، سبّب لنا سوء الحظ هذا مشاكل صغيرة مع زبائن المرأة

ثلاثة أيام من الحرب
صنع أبي لي ولقريبين بنادق من الخشب، كانت البنادق تشبه البندقية الروسية "كلاشينكوف"، كان حجمها بحجم البندقية الحقيقية، وضعنا شريطًا من القماش على طرفي البندقية الخشبية، لكي نستطيع أن نحمل عبء بندقية على ظهورنا الصغيرة