قصائد
64 مقال مرتبط
تمارين النسيان
أضربُ بالحظِ يدي/ أضربُ باليد قلبي/ أضربُ بالحزنِ عميقَ روحي/ وأقسو على جلدي الميتِ بأمرِ غيابِ يديكِ/ أبعَدَ من الوصول أمد جسدي/ أبعدَ من الوضوح كذلك/ أمدُه سهمًا خارقًا صمتَ الليل وظلامِه/ حابسًا فيه الجرائمَ/ وجروحَ الفوز/ على سريرٍ موحشٍ أمدُه

فوضى الخيط
خيط لا يرى/ يموج في الهواء، يعلو وينزل/ يدور مع الرقصة وينبسط/ يسحب الراقصة وتسحبه/ على الأرض ينسحبان، على النغمة/ يقفزان ويجيئان ويذهبان/ يبتل الخيط بعرقه اللامرئي/ ويتناثر في الهواء عرق الفتاة/ تعرت المرأة، فنفخ إسرافيل بالبوق

ثمن الهواء
الأيادي التي تركتْني بنصفِ ضحكةٍ/ تزيدُ الليلةَ مِنَ الأوكسجينِ المذابِ/ على حرقةِ قلبي/ الليلُ هنا قابلٌ للاشتعالِ/ إذًا تعالَ نواسي الأمواتَ/ أطفالُ هذهِ القريةِ الخضراءِ/ انكمشتْ بشرتُهُمْ باكرًا/ ذابتْ ملامحُهُمْ قبلَ صِياحِ المآذنِ

كما تنفخين بفمِ غريقٍ
أيّتُها الشّجَرة/ يا بنتَ الطبيعة/ وأُمّ النّباتات/ الخَريفُ الذي جاءَ من نافذتي/ كانَ أليفًا/ لا يعرفُ العَواصِف/ أيّتُها الغيمةُ/ يا أنثى المطر/ الغريبُ الذي بلّلتهُ أمطارُكِ/ صار رصيفًا/ من بعد ما كان غصنًا يافعًا/ في شجرةِ البيت

كيس العجوز
أية نهاية/ أن يجلس الشاعر أمام نافذته/ ليحدق بجدار؟/ أية خيانة/ أن تصبح الثورة قميصًا في الدولاب/ مضى موسمه دون عودة، والثائر/ مادة جامدة يقاس بالمسطرة؟/ أية حياة/ أن تشعل سيجارة/ وتحتضن الحاسوب بدلًا من القرطاس/ وتفشل في كتابة قصيدة

الاستمرارية
أحبك بقوة الاختلاف، بلمسة الآخر الغائب، المماثل بالجوهر والمخالف شكلًا. أحبك سائلَين على نفسينا، كأن أكون منديلك وتكونين مرهمي، وأجمل جفنيّ بسوادِك، حتى أكون أنثاك. وأحبك جائرَين بتقاطعنا، كأن أكون سوطك وقيدك ومُلهاك، أجرحك بفحولتي، وتقضميني ببربرية

أشياء تنزل من أماكن عالية
تعصر هي الطين تصاب أنت بحكة.. لا ترتاح أنت حتى تبني منزلًا مثلما تفعل زها حديد وهي طفلة حائطًا منحنيًا محشوًا بصلاة سريالية/ مزينٌ أنت بحليب الثدي، وافرازات الصفصافة، وفضلات تسقط من أماكن عالية/ في رأسه دومًا/ في خاصرته تمسك منجلًا وتقلّم أظافرها

رؤى من سعدي يوسف وإليه
نحن نكتب متجاوزين البكاء ونقرأ لنبكي؛/ يعاود الضوء التجاسر/ يطرق باب الغرفة/ والصورةُ الوحيدةُ تبتسم بحزنٍ/ صدى الغرفةِ الفارغةِ/ نائم/ وعلى حافةِ النافذة مات عصفور. يَتسلل الحزن، مجدداً، ومن بين ثنايا الصورة/ يتوسد العتمة

رسالة من الجحيم
ثمة حديث طويل يتسرب من تشققات شفاهي، يتجمع أحيانًا فيتكور وأغص به، ويتقطع أحيانًا فتسقط منه جواهر المعنى. ثمة حديث يقال بنفس واحد أطول من طاقتي، يستهلك لغة كاملة ويطلق الكثير من الصرخات، حديث القصيدة التي تشتعل بنداء ولا تنتهي

أطفال ونساء ونوارس
الشجرة الأولى: العطش/ الثانية: الشوق/ */ قلوبهم رخوّة تشبه طينًا ممزوجًا بالعسل/ أجسادهم مشتعلة بضوء أخضر كأنها ورق الذرة أو العنب/ أظافرهم لؤلؤ الآلهة/ وممحاة العدو لن تمحو مجوهراتهم المنتشرة في الهواء/ الضاحكة في نوافذ المنازل