قصائد
64 مقال مرتبط
رؤية الأشياء بعين أخرى
لا يعرف إنه نبيٌّ، يجهل معنى النبوة، لكنه صائب الأحداس والنبوءات، لا يحمل سيفًا، ولم يعد أحد بعيش أخير

نجرّ كل هذه الأسماء
الصخب أشبه برصاصٍ حيٍّ يضرب قشرة الجمجمة،/ انظر إلى شواهد القبور إنهم يكتبون ثلاثة اسماء

تجارة الموتى
سوف أضع العويل/ كلَّ العويل/ في جنوب العراق/ داخل شاحنتي/ سآخذ معي كل غرف الأرامل/ والثيابَ الميتة في الدواليب/ ثلاجاتِ الطب العدلي/وغرفَ التشريح.

جئنا من ظلامٍ
ليس للرّيحِ عذرٌ إذا ما تعهد الغصنُ/ بإسقاطِ ضرائب السُكنى على ظهره،/ ليس للوجوه عذر إذا ما مسحت/ عنها فجيعة الغياب/ تقولُ الحكيماتُ من الجدّات:/ في الحكمة يُعرفُ الرّجال،/ وتعرفُ من الضّحكاتِ مقاصد النّساء./ بالنّساءِ تُزهر البيوت

الملاك في جحيمه
كان السبعة مجتمعين تحت عرش النار في كل زمان ومكان، لكن بلا زمان ولا مكان، يحيط بهم الدخان والوهج المتصاعد من البحيرات، أصواتهم تنمو وتعلو في الهاوية كأشجار من الحجارة وعيونهم المتجمدة تفتت رخام الموسيقى، وتحرق عفن التاريخ.. تكلم السبعة بصوت واحد

أمومة ماء وشعير
الرسالة التي كتبتها لكِ / قبل ثلاثة أيام نسيتها/ في البِنطال لكن سرعان ما / غسلت أمي البِنطال دون تفريغ جيوبه / دَارَتْ الرسالة داخل جَيب البِنطال / في آلة لغَسْل لمدة طويلة / ولأن أمي تحب تكرار الْغَسِيلِ/ إعادة البِنطال مرة ثانية لِلْغَسِيلِ

فلاحة عراقية
مثل فلاحةٍ عراقية/ أمدُّ جديلتيَّ الطويلتين؛ كما لو أنهما شعاعان/ يمدان هذي الحياة/ بكل ألوان البهجةِ والتعب/ تؤرقني الأرضَ؛ فأتذكرُ الحرب/ يحترقُ العُشبَ؛ فأتذكرُ الموتى/ يتشظى قلبي؛/ فأتذكرُ أنني أعيش في مثل هكذا وطن

ارفعوا بصماتكم من على الأرض
في الموتِ سنكونُ هناكْ/ يعاقبُ بعضَنا البعضُ/ سَترتحلونَ بآثامِكم/ بعضكم قتلَ أَصْلابنا/ بعضكم أَفسدَ ذكورتَنا/ أيةُ سماءٍ ستشرعُ في نصبِ قيامةٍ لكم/ أيةُ أَرضٍ سَتُلقي بأثقالِها عليكم/ وأجسادَكمْ منيعة بالمعاصي

نبوة معطّلة
رجل يبحثُ عن أنسيةٍ/ تنسيه نبوتهُ/ وتفرش ثوبها/ ليبدد أخطاءه/ ويتلو مع نفسه/ ماذا ينقصك يا رب/ أن تكن ولو لليلةٍ/ قادرًا على كلِّ شيء/ وتجفف كل الدماء/ التي يُنبعها كتابك/ وتكتب أية جديدة/ تحرم النهايات

محادثة أولى
سأمضي يومًا، وأترك ورائي خطًا رفيعًا يدلّ على مكاني/ ماذا ستكون الفكرة حينها؟/ خطوة تلو خطوة، ستمحي الرياح كل شيء/ كل شيء/ كل شيء/ لن تدرك قدماك الطريق/ إذ أن البحث أسطورة/ ليست القصيدة صدى، إنها الثغرة حيث ننتهي