يوميات
9 مقال مرتبط
حميمية في بغداد
أضواء اللوحات الإعلانية ترتسم على جسديكما العاريين أحمر باهتًا على النهد، زُرقة على القدم. تكملان السيجارة، يتطاير الدخان فوق رأسك، هي لم تهدأ بعد، صمت بلون العتمة، الزمن يمضي تحت جسدكَ، تُقبل جبين الفتاة، تغمض عينيك، تشم رائحة جسدها

مشاهد صماء
أغنية تهدرُ من زاوية الغرفة، من زاوية في الكون، الزمن متوقف، يأتيك صوت الأغنية ثقيلًا وخافتًا، كأن شمعًا صُب في أذنيك الكبيرتين، أنت صامت، تتلمس الجلد، تلتصقُ أصابعك الطويلة بالجلد الناعم، البطن الرخو للفتاة، تشعر بأن جلدكما يذوب مثل شمعة واحدة

ثلاثة أوقات للقتل
منذ أن بدأتِ الحرب وأنتَ لم تشاهد النجوم، لم تتكلف عناء النظر إلى السماء في الليل، توقن كم كنت مخطئًا، وكم نجمة قد ضاعت في هذا الكون، وأنت تبقى مكتفيًا بالنظر إلى دخان سيجارتك في الليل. الفضاء خلفية مسرحنا، الليل يخترق الجلد

طفولةُ الخَرس الجديدة
هل هذه طفولة ثانية أختارها بمحض إرادتي؟ لا سيما أنها تبدو متسامحة وعفوية وصلدة، لكن المرء لا يتذكر من طفولة بغداد سوى الأسمال، أو طين في الأرضيّة مختلطًا بغبار الهجمات الجوية. نعم، إنني أختارُ طفولةً جديدة، طفولة بديلة عن طفولة لم أخترها

حيث تتيه الأرواح المقتولة
تقف عند باب حديدي كبير، تنظر الى طوله، تتلمسهُ، تشعر بأنه خلاصك من هذا الحلم، لكن الليل يهبط بوحشته، ظلام يبتلعك، تقول بأنك ستكمل القصيدة، سيكون هذا الجزء عن الليل، يخطف شبحًا في ذاكرتك، شبحًا لشخص قد مات في الاقتتال الطائفي، ربما ستكتب عن الليل

ثلاثة أيام من الحرب
صنع أبي لي ولقريبين بنادق من الخشب، كانت البنادق تشبه البندقية الروسية "كلاشينكوف"، كان حجمها بحجم البندقية الحقيقية، وضعنا شريطًا من القماش على طرفي البندقية الخشبية، لكي نستطيع أن نحمل عبء بندقية على ظهورنا الصغيرة

أحذية عالية
عرفتُ ورأيت نساء كثيرات، كن جميلات جدًا، لماذا لم أنتبه لهذه التفصيلة من الجمال من قبل؟ أم أنها كانت جذابة بشكل جنوني؟ لم أشعر بمثل هذا الجارف من قبل، أعتقد بأني أطير مثل طائر صغير، طائر بريش رقيق.. تحيا الأحذية العالية

هدنة مسروقة
هذه خريطتي التي سأقفز من فخاخها إلى هدفي مباشرة، فللهدف مجانية وضعها لنفسه وأعني لي، فلا هو يملكني ولا أنا أملكه، ولا يمانع أحدنا بسرقة الآخر، سأخطفه وأبعثر أحلامه على الأرض، وربما يتكسر بعضها وينجرح الهواء

بغداد.. الساعة الخامسة والعشرون
لم تعد بغداد، وهذا حالها، سوى ريف كبير. مدينة مأزومة لا أحد يعرف كيف وعلى هوى من. لا يعرف الساكن في بغداد مستقبله فيها، فهي مدينة مُعدّة للفوضى، لحروب السلطات المتعددة في أي لحظة، وهي أيضًا مدينة تعبث فيها الإشاعات