
محادثة أولى
سأمضي يومًا، وأترك ورائي خطًا رفيعًا يدلّ على مكاني/ ماذا ستكون الفكرة حينها؟/ خطوة تلو خطوة، ستمحي الرياح كل شيء/ كل شيء/ كل شيء/ لن تدرك قدماك الطريق/ إذ أن البحث أسطورة/ ليست القصيدة صدى، إنها الثغرة حيث ننتهي

رؤى من سعدي يوسف وإليه
نحن نكتب متجاوزين البكاء ونقرأ لنبكي؛/ يعاود الضوء التجاسر/ يطرق باب الغرفة/ والصورةُ الوحيدةُ تبتسم بحزنٍ/ صدى الغرفةِ الفارغةِ/ نائم/ وعلى حافةِ النافذة مات عصفور. يَتسلل الحزن، مجدداً، ومن بين ثنايا الصورة/ يتوسد العتمة

في أحلامي ينقصني الهواء
حلمٌ،/ والواقعُ يخمدني/ */ صرختْ بي عجوزٌ/ فتطايرتْ ذراتُ لُعابُهَا والتصقتْ بشعري/ كانت أشبه بعناكبَ صغيرةٍ/ أخذتْ تتجول وتتجول/ اجتاحتْ الجمجمة وبنت بيوتًا/ المكان نظيف/ خال من رائحة الأحلام/ طاب لها المبيت

نبيذ الموت
عُدّ الشهداء مفقودين ولم تولول أمهاتهم/ الإخوة وحدهم يعرفونَ الحقيقةَ؛ إنهم سيموتون فجرَ غدٍ/ والشابُ الحزينُ سيصعدُ على ظهرِ السفينةِ/ لن يمنحَ المدينةَ التفاتةً أخيرةً وقبلَ أن يتركَ كأسه على حافةِ الطاولةِ، تضيع النظرة

هناك سُلّم دومًا
"ماذا أفعل هنا؟"، تساءلت! وكأنه الحلم الذي اُجيد تخمينه ككل مرة. إنه الحلم، حيث وجدتُ من العدم، تتوسد روحًا، لا أملكها، صفعاتك، إهاناتك، تُهمك الباطلة. "ماذا أفعل هنا؟" لا أنفك أسأل ذاتي هذا السؤال الذي يتردد صداه في أرجاء ممرات فارغة

هواء مُحتضر
تُعانق الحشائِش بكفِ يدها يتخللُ التراب أَظْفارها ويتركُ حرقةً غريبةً، تحملُ التُرابَ، مخلوطًا بدمهِا وحشائش قليلة، إلى فمها تأخذُ نفسًا عميقًا وتبدأ بفركهِ، تُلوِثُ شفتيها الورديتين وجانب خَدّها الأيسر، تلعَقُ أطْراف أصابعها بحثًا عن قطرةِ دم

تاءٌ يتراقصُ على بياضٍ
كذبةٌ خلاقةٌ، تشبهُ وجودي/ وكيف للطاهرةِ أن تلتقيَّ بي؟/ -أتوهمُ، أنني، المفتاحُ الأيسرُ لكفَكِ الأيمن/ المفتاح الأسود الذي سينهي هذه السمفونية/ بحركاتٍ رشيقة، يُنهي الوجود والأزل/ لأُعاود-/ أُعاود التَوهم، بأنكِ لي/ كألفٍ مقصورةٍ تُنهي الحديث

ذاكرة مزدحمة
فجأة عاد الظل، اقتربت من النافذة أكثر، في تلك اللحظات التي استجمعتُ بها كامل قوتي واستحضرتُ كامل تركيزي مَرت امرأتان ورجل، يضحكون بصوت عالٍ وصوت القناني بين أيديهم أعلى من استنجاد الظل بي، كانت التفاتة بسيطة، التفاتة لم تدم ثانية واحدة