
حروب مجاورة
في حروبنا العديدة، حروبنا المجاورة للقلب وبعتمة مطلقة في السماوات الغريبة وكأنه ظلك الأخير أيها الوجه، أعود إليها متأخرًا كل ليلة، وكنجمة نحيلة كالأيام، نعلّق أمنية في سقف الغرفة، ونصلي لها كي تكبر، لكننا نخسرها معًا في الصباح الأكيد

الطائر الوحشي
أنا طائر وثنيّ مكابر وجل/ لا أؤمن إلا بكِ/ "أعمى يقودني إليك" على ضوء صلاتكِ/ وكنت أدحرج أمنياتي التي لم تعد صالحة/ في جلال العراء/ بعد إن تركت باقة ورد عند الباب/ هذا ما احتوته الأصابع من برود المصافحة/ وما أنجبه وعاء الوجوه من الأسئلة

لا صابئة في محلة الصابئة
تلك أيام خارجة من قيامة الله/ تلك سنوات برابرة نعصرها بلا نديم، لا عزاء لك/ لا أحد يمنحك جناحيه/ كلّ منا يحمل شاهدة قبره/ نحن ننحدر، ننحدر بشدة أيها المندائي/ مربوطين بحبل سريّ إلى أحشائك أيتها المدن الرثّة/ مدن مهرولة خلف رائحة ضحاياها

كل ما يحدث في غيابك
كل ما يحدث الآن في غيابكِ: قصائدي تغير لونها كثيرًا، ثم تساقطت كورق الصفصاف فلا تصغ لأحد، اصغ لقلبك مرة واغفر له كي يغفر لك، لا تتركه وحيدًا مثلك، صافحه الآن، عانقه طويلًا كي تكونا معًا أنت وقلبك، غنِّ له وحده كي يغني لك وحدك

خذي غيابك وأوصدي خلفه الباب
يا فيض يدي وحماقاتها/ وهي تتكئ على سياج الإسطبل/ أنا ميراثك كما تدعي/ ومأتمك الأبهى كما أدعي/ ذلك وضوح حثيث/ لا تجيده يد مشلولة وفم أدرد/ ولا ما يتداوله الصبية من جمل/ مبتورة لا يفهمون مغزاها/ هناك لا شيء سوى/ أطلس البور بين أيديهم

قفار للقتل
ستنسى إذًا وجه من أحببت، شيئًا فشيئًا ثم يختفي، ثم تنسى نفسك وتختفي، اسمكِ يردده أسلاف كثر في الطرقات، وأنا أرتجي يدكِ مثل عتبة منفى دافئة، اسمكِ خيط دم يسيل على حائط غرفتي. ومثل غصة أسمع "تعال" وأتلفت، لا شيء سوى قلب يهرم

مقاطع من طفولة آدم
حوائي/ لقد اطمأنت أطرافي لمساميرها/ واطمأن قلبي/ أنكِ تنتظرين/ بزوغ آدم المعلّق في صليبه/ قد تكونين ممسوسة بالوهم/ وقد تكونين الريح التي داعبت الصفصاف يومًا/ وألقت الطفولة بالنهر/ وبقيت أبحث بلا طفولة/ عن الطفولة

ندب زرق للذكرى
من أجل الأيامِ التي شوّهوا سمعتها ذاتَ يومٍ/ وهي أكثر نصاعةً من جباههم/ من أجلِ مرورِ الموتى سالمين، اتكأنا على صبرنا/ من أجل طوابير الموتى المُنتظرين خلفي/ من أجلِ الغيومِ التي تغير مسارَهَا عندما تقتربُ من صحرائَي

هناك قبر يشير إليكِ كثيرًا
هل جثوتِ على ركبتيكِ وتأملتِ في عمق الهاوية؟ هل نجحتِ أخيرًا في اصطياد زنابق الموت اليانعة وهي تُريق دمها؟ تركتِ حزنًا ينزّ، الأجدر بك أن تمسحيه كما كنت تفعلين دائمًا مع القبل بعد عناق طويل، في استراحاتكِ القليلة من الشعر

صحراء غرفة النوم
لا أثر لأحد كي تقتفيه أيها القلب العابر/ */ طويت سماواتك فماذا تنتظر؟/ احزم نساءك، احزم يديك كي لا تلوح لأحد/ بعد الآن/ وامسح أثر أصابعك من فوق الجدران/ وأنت تغادر/ */ مضرجًا يسقط عند باب الغريب/ طائر المنفى يلطخ بياض القصيدة