رأي

من يخشى السؤال يخجل من التعلم!

3 يوليو 2019
سؤال.jpg
يعمل الاستبداد في مجتمعاتنا على تخويف الناس من الأسئلة وعدم تقربهم منها (تويتر)
شيماء صباح
شيماء صباح كاتبة وصحفية من العراق

من أهم الامثال الشعبية الدنماركية التي تحث شعوبها على السؤال كونه البوابة الأولى للعلم ومفتاح للتجارب التي تؤدي للاختراعات والإبداعات في شتى المجالات المختلفة، ومنذ عصور سحيقة  كان السؤال من أرباب الاختراع بل الأساس في الاختراعات كافة، سواء كانت علمية أو فكرية أو دينية.

كان اديسون وعندما اخترع المصباح  مستندًا لسؤال: "كيف نولد ضوءًا ينير المكان؟ وكانت الأديان التي سميت بـ"الوثنية" هدمت بناءً على سؤال: "كيف نعبدها ونحن نصنعها؟"

كان اديسون وعندما اخترع المصباح كان اختراعه مستندًا لسؤال: "كيف نولد ضوءًا ينير المكان؟ وكانت الأديان التي سميت بـ"الوثنية" هدمت بناءً على سؤال بعد مخاض عسير لإثبات أحقيته: "كيف نعبدها ونحن نصنعها؟".

اقرأ/ي أيضًا: صانع الأسئلة

يخشى الكثير من الناس الأسئلة أمام معظم المشاكل التي يواجهونها على المستوى الخاص وفي المجال العام، أنهم لا يعون بالطبع ما يكتنز خلف الأسئلة من علم وآفاق كثيرة قد تنفتح وتكشف المسكوت عنه والمغيّب، بل لا يعون أنه حق طبيعي فطري منذ أن خلقنا رقن بجانبنا.

دينيًا، ما إن تسأل في بعض المجتمعات الإسلامية حتى تلطم على فاك بـ"يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم"، حالها حال الكثير من الآيات التي فسرت اجتهادًا مغلوطًا وأصبحت عهدة وشريعة لها يد في بقاء الناس يدورون بحلقة مفرغة وغير مجدية، الأمر الذي يناقض الدروس الإلهية بهذا الأطر، والتي تجسدت جليًا حين سمح الله لإبليس أن يسأله ويحاوره، كما جاء في القرآن، وحين سمح محمد النبي وغيره من الأنبياء أصحاب الرسالات العميقة. للجانب المخالف أن يطرقوا أسألتهم ويسافروا على أجنحتها.

السؤال حق مكفول لكل إنسان، وهو من أهم الحقوق التي تبني العقلية الإنسانية الواعية، فلا تخشى أن تمارس حقك، حيث أن مناقشة السؤال بصيغة حضارية حوارية تضمن احترام الآخر، وهذا رقي ومجد يعود بمنفعة للذات الإنسانية التي كرّمها الرب بوعي وميزها بعقل. فيما يعتبر سلب حقك بالسؤال بأي جانب، حتى وإن كان سؤالًا يبحث عن الذات الإلهية معناه أن نجردك من كينونتك الواعية، ونصنع منك إنسانًا تابعًا لا تملك وعيًا يؤهلك  لتفرز بين الخاطئ والصائب.

الكثير تناسى الدروس الإلهية بهذا الشأن، وحملوا على أكتافهم تهمة الالحاد. ما إن تطرق أي سؤال حتى تكون ملحدًا أو مرتدًا أو تتهم بتهمة غريبة، وهو أمر غريب، وهذا من صنع بعض المشايخ والذين يعتقدون أنهم رعاة الدين، وعلى عاتقهم يقع هذا الوعي القاصر الذي تغذى عليه الأفراد حد الإشباع.

يخشى الكثير من الناس الأسئلة أمام معظم المشاكل التي يواجهونها، أنهم لا يعون بالطبع ما يكتنز خلف الأسئلة من علم وآفاق كثيرة قد تنفتح

الاجتهادات المغلوطة طرحت من رحمها أفكار مغلوطة، فبات المجتمع مشوه الملامح والرؤى، ولا يمكنه أن يكون سويًا الا بتداخل توعوي يجمل ملامحه المشوهة ويقطب جراحه الفكرية، هذا التداخل لا يتطلب مالاً، بقدر ما يحتاج عقول تسافر على أجنحة الوعي المكنون في متون السؤال، السؤال الذي سيكشف ما غاب عن الناس وما يغيّب عنهم عمدًا.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ضياء جبيلي.. عنفٌ أقل في أرض الأسئلة

كتاب الهوامش لإدمون جابيس.. إيقاظ الأسئلة النائمة

الكلمات المفتاحية

الحروب.jpg

2025.. عام الحرب والسلام

الحروب هي في الأساس توترات مؤجلة انفجرت وتصاعدت بسرعة


الدراما في العراق.jpg

المسلسلات في "عام الإنجازات"!

هناك أسئلة عديدة حول المنحة الحكومية للدراما في العراق خلال 2024


احتفالات في غزة.jpg

نعم.. انتصرت غزة

الكيان الإسرائيلي في نكبة ليست أقل من نكبة غزة


مسعود بارزاني السوداني.jpeg

خلافات بغداد وأربيل.. تنافس يوضح المشهد السياسي لانتخابات 2025

لا يمكن أن تأتي إعادة تشكيل القوة في العراق إلا نتيجة لحدث عراقي أو إقليمي كبير من شأنه أن يعيد ضبط اللعبة

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert