مرشحو الانتخابات المبكرة هم الأقل خلال 18 عامًا.. ما هو "الرهان الأكبر"؟
10 مايو 2021
ألترا عراق ـ فريق التحرير
ترقب شديد يحيط بخامس انتخابات سيشهدها العراق منذ عام 2003، مرفق بتطلعات واسعة لنتائج قد تكون مغايرة وغير مسبوقة ربما في الدورات الانتخابية السابقة، لكونها أول انتخابات تأتي بعد تظاهرات تشرين التي تعدّ الأكبر منذ انطلاق النظام الجديد، وما أفرزته من قانون انتخابي جديد لا يشبه القوانين السابقة.
سيجري العراق انتخاباته الخامسة بأقل عدد من المرشحين منذ أول عملية انتخابية أجريت عام 2005
وبينما تحضر التطلعات المتفائلة أو توقعات أولية بأن النتائج المقبلة ستحدث خلخلة في موازين القوى وصعود بعض الأطراف ونزول أخرى، ترى بعض الجهات السياسية أن لا تغيّر كبير ستشهده الانتخابات المقبلة، وهي رؤية يتبناها اليائسون من الجماهير التي يبدو أنها حسمت أمرها مبكرًا وقرّرت عدم الذهاب للانتخاب.
اقرأ/ي أيضًا: بعد موعدين.. هل سيتمّ تأجيل موعد الانتخابات المبكرة مرة ثالثة؟
يقول النائب عن تحالف سائرون رياض المسعودي، في تصريحات صحفية تابعها "ألترا عراق"، إن "الانتخابات البرلمانية المبكرة، مقسمة من الآن بين الأحزاب السياسية والمكوّنات، والكل يعرف من المرشحين، الذين سيفوزون في الدوائر الانتخابية".
ويبيّن أن "مناطق إقليم كردستان مقسمة بين حزبين وبعض المقاعد القليلة ستذهب إلى أحزاب أخرى، وكذلك الحال بالنسبة للمناطق السنية فهي مقسمة بين حزبين أيضًا، أما المكوّن الشيعي فستكون مقاعده البرلمانية بين أربع جهات سياسية"، مشيرًا إلى أن "80 % من مقاعد مجلس النواب المقبل، ستكون مقسمة بين هذه الجهات السياسية، وما يبقى من مقاعد برلمانية بنسبة 20% ستكون مقسمة بين الأحزاب الصغيرة والشخصيات المستقلة".
أقل عدد مرشحين خلال 5 دورات انتخابية
وبينما يتضح الإحباط المبكر من النتائج "المتوقعة" للانتخابات المقبلة المزمع إجراؤها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، إلا أن شيئًا من المعطيات الأولية قد يُمكّن من دراسة أولية لما أفرزته الاحتجاجات وأجرى اختلافًا أوليًا عن الانتخابات السابقة.
ومن بين هذه التغييرات، هو عدد المرشحين، حيث سيجري العراق انتخاباته الخامسة بأقل عدد من المرشحين منذ أول عملية انتخابية أجريت عام 2005، حيث صادقت مفوضية الانتخابات على 3523 مرشحًا، ربما سيتمّ إقصاء بعضهم بعد إنهاء مفوضية الانتخابات عمليات التدقيق في سجل المرشحين، وهو ما يمثّل نحو نصف عدد المرشحين في انتخابات عام 2018، الذي بلغ عددهم حينها 7178 مرشحًا، فيما شهدت انتخابات 2014 أكثر من 9 آلاف مرشح، بينما شهدت انتخابات الدورة الأولى والثانية في عامي 2005 و2010 أكثر من 6 آلاف مرشح.
ويورد الخبير الدولي في الانتخابات والمدير العام الأسبق في مفوضية الانتخابات الدكتور وليد الزيدي، 3 أسباب وراء انخفاض عدد المرشحين للانتخابات المقبلة مقارنة بالانتخابات السابقة.
ويقول الزبيدي في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "من هذه الأسباب هو القانون الجديد للانتخابات لم ينص على ترشيح الأحزاب لمرشحين بقدر ضعف عدد المقاعد في كل دائرة انتخابية كما نصت عليه القوانين الانتخابية السابقة، فضلًا عن طبيعة النظام الانتخابي الحالي الذي يسمى بالصوت الواحد غير المتحوّل، أي التصويت لمرشحين أفراد وليس لتحالفات أو أحزاب، وبغياب صيغ احتساب المقاعد مثل سانت ليغو، جعل الأحزاب تقلل من عدد المرشحين بغية عدم تشتيت أصوات ناخبيها، فكثير من الأحزاب قدمت مرشحًا واحدًا فقط في كل دائرة انتخابية، مع أن بعض الدوائر تسمح لها بترشيح خمسة مرشحين للتنافس على مقاعد الدائرة".
ومن الأسباب الأخرى يشير الزبيدي إلى "عدم ثقة المرشحين ولا سيما المستقلين بالعملية الانتخابية في أن تضمن فوزهم لما شهدته الانتخابات السابقة من تزوير وتلاعب واضحين في الانتخابات الماضية ولأكثر من حدث انتخابي، بالرغم من تخفيض مبلغ التأمينات المالية إلى مليوني دينار للمرشح".
قفزة بعدد المرشحين المستقلين.. هل يستحوذون على 25% من البرلمان؟
لم يسبق أن أعلنت مفوضية الانتخابات خلال الدورات الانتخابية السابقة، عن عدد المرشحين المستقلين من بين مجمل أعداد المرشحين، فبينما فاق عدد المرشحين في انتخابات 2018 الـ7 آلاف مرشح، توزعوا مجملهم على 88 قائمة انتخابية و205 كيانات سياسية، التي شكلت بدورها 27 تحالفًا.
أما في الانتخابات المقبلة، فقد صادقت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على 44 تحالفًا و267 حزبًا، فيما بلغ مجموع المرشحين نحو 3523 مرشحًا، قدمت التحالفات 1002 مرشحًا منهم، فيما كان 1634 مرشحًا قد قدمته الأحزاب، بينما بلغ عدد المرشحين المستقلين 887 مرشحًا، أي أن المستقلين يمثلون 25% من المرشحين عمومًا.
ويبدو أن الذهاب نحو الترشح الفردي فضلًا عن تقليل مبلغ التأمينات إلى مليوني دينار للمرشح بدلًا من 5 ملايين، قد دفع وشجع المستقلين إلى الترشيح في الانتخابات المقبلة، خصوصًا مع تصاعد الغضب الشعبي وعدم المقبولية تجاه كل الأحزاب والمنتمين وعدم الوثوق بهم، إلا أنه بالمقابل، ما زالت الأحزاب الكبرى مستمرة بترشيح مرشحيها تحت أسمائهم الحزبية، الأمر الذي يفسره رهان هذه الأحزاب على "جمهورهم الثابت"، بعد العجز عن استقطاب ناخبين جدد.
وبالعودة إلى منع القانون الجديد من تقديم الأحزاب لمرشحين ضعف عدد المقاعد، فإنه جاء بتأثير مباشر من فقرة الترشيح الفردي، الذي حيث يبيّن الزبيدي أن "عدم نص القانون على مضاعفة عدد المرشحين كما في السابق، لانعدام جدوى ذلك وبسبب عدم وجود أحزاب في ورقة الاقتراع، فسابقًا تذهب أصوات ناخبي هؤلاء المرشحين إلى الحزب أو المرشح، وبالتالي يستفاد منها في الحصول على مقاعد أكثر لدى تقسيم المقاعد، أما اليوم فتذهب الأصوات إلى مرشحين فقط وكلما قل عددهم زادت حظوظ الأحزاب في الفوز بمقعد".
وحول الفرق بين المرشح الفردي ومرشح الحزب، يبيّن الزبيدي أن "مرشح الحزب يكون ضمن قائمة الحزب بعد الانتخابات فيما يبقى الفردي حرًا وهو من يقرر إلى أي كتلة ينضم لتشكيل الحكومة أو لا ينضم، وهذه ميزة المرشح الفردي، أما التصويت فهو بنفس الآلية أي التصويت للشخص فقط دون القائمة".
المرشحون المستقلون الذين سيرشحون للانتخابات المبكرة يمثلون 25% من المرشحين عمومًا
ويؤيد الزبيدي أن "مخرجات التظاهرات المتمثلة بقانون المفوضية المستقلة للانتخابات وقانون الانتخابات الجديد، سيغيران كثيرًا في الخارطة السياسية بسبب النظام الانتخابي الجديد فضلًا عن شكل الدوائر الانتخابية".
اقرأ/ي أيضًا: "مقاطعون".. اغتيال إيهاب الوزني يلهب مطالب "إسقاط النظام" في العراق
وإذا كانت احتمالية انتخاب وصعود المستقلين إلى البرلمان في الانتخابات القادمة، تساوي نسبتهم من العدد الكلي للمرشحين والبالغة 25%، فهذا يعني أن عدد مقاعد المستقلين في البرلمان المقبل قد تكون حوالي 82 مقعدًا، وهو يفوق عدد مقاعد الكتلة الأولى في البرلمان الحالي "سائرون" والبالغة نحو 54 مقعدًا، وفقًا لمراقبين اشترطوا ذلك بنزاهة العملية الانتخابية.
وعلى هذا الأساس، يبقى الرهان الأكبر متمثلًا بضرورة أن يجتمع المرشحون المستقلون في حال فازوا بعدد كبير من المقاعد في البرلمان، على رؤية مشتركة تجعل منهم تحالفًا له تأثير واضح، لا أن يتوزعوا بعد الفوز بالانتخابات على التحالفات والكتل الأخرى فتتشتت رؤيتهم وتأثيرهم، خصوصًا وأنهم رشحوا كمستقلين منذ البداية، الأمر الذي يجب أن يعني بالضرورة أنهم لا يتشاركون في الرؤى مع مجمل الأحزاب والتحالفات الموجودة.
وبعد مقتل الناشط والمحتج إيهاب الوزني من كربلاء دشن مغردون وسم #مقاطعون للدعوة لمقاطعة الانتخابات النيابية في العراق، واصفين إياها بـ"غير الشرعية"، ومشددين على ضرورة "غياب الميليشيات" لتهيئة مناخ سياسي ديمقراطي حقيقي، لتصدر بعد ذلك، مواقف سياسية عديدة تُعلن مقاطعة النظام السياسي بالكامل.
اقرأ/ي أيضًا:
الكلمات المفتاحية

بعثة الناتو: عملنا سيستمر لأعوام بالعراق.. وندرب قواته على إغلاق الحدود مع سوريا
الاتفاق مع الحكومة العراقية على 32 هدفًا طويل الأمد لدعم مهمة الناتو في العراق

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات