سياسة

مبادرات قد تحول الانتخابات لـ"فضيحة".. الحكيم يغامر وشرارة تشرين تُنسج مجددًا

17 نوفمبر 2021
GettyImages-1235797270_0.jpg
أهداء أوزان مجانية لكتل لا تمتلك شيئًا (Getty)
الترا عراق
الترا عراق الترا عراق

ألترا عراق ـ فريق التحرير

بدأ مستوى الارتياح يرتفع في أوساط "قوى السلاح" وعاد الموقف القوي يسيطر على أحاديثها، بعد أن "ضُغط" موقفها تدريجيًا، خصوصًا عقب محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

جاء تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم بمبادرة لإعادة تشكيل "الأوزان السياسية" بعيدًا عن عدد المقاعد

ولم تأتِ قوة الموقف هذه من فراغ، بل منحت مجانًا إلى هذه القوى من أطراف محلية ودولية، تمثلت بحراك زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم الذي التقى مؤخرًا الأمين العام لميليشيا "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، وقيام ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت بزيارة الأمين العام لميليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، فضلًا عن زيارة أخرى لرئيس الحكومة المُقالة بفعل الاحتجاجات عادل عبد المهدي، في تحرّكات غير مفهومة وأثارت استهجانًا كبيرًا في الأوساط الشعبية.

إعطاء أوزان لكتل لا تملك شيئًا

وما يجعل هذه التحرّكات "محيّرة" ومثيرة لاستياء الأوساط الشعبية، وغير مفهومة حتى بالنسبة للمراقبين، هو أن جميع هذه القوى لا تمتلك مقاعدًا برلمانية كافية تؤهلها لتكون طرفًا مهمًا في تحديد شكل الحكومة المقبلة، ما يطرح تساؤلات عما إذا كان عدد المقاعد ليس هو المعيار الحقيقي لـ"الأوزان السياسية"، بل السلاح، وهو العامل المشترك الوحيد بين الخزعلي والولائي الذين حازا على زيارات من قبل بلاسخارت وزعيم تيّار الحكمة والأطراف السياسية الوسيطة الأخرى.

اقرأ/ي أيضًا: مبادرة الحكيم.. خلطة لجمع الفائزين بالخاسرين وتحذير من دماء

ومن هنا جاء تيار الحكمة برئاسة الحكيم بالفعل بمقترحات لإعادة تشكيل "الأوزان السياسية" بعيدًا عن عدد المقاعد، وهذا ما أكده عضو تيار الحكمة بشير الدراجي، في تصريحات تابعها "ألترا عراق"، بإن "لدى تياره نظرية جديدة قد تمثل حلاً لأزمة نتائج الانتخابات، وهي نظرية الأصوات والمقاعد".

وتتلخص هذه "النظرية" بحسب الدراجي، بالاعتماد على "المجموع الكلي لأصوات الإطار التنسيقي الشيعي الذي يناهز مليوني صوت، بينما أصوات الكتلة الصدرية تناهز 800 ألف صوت، وإذا صار ممكنًا التوصل إلى ترضية تنص على "توزيع أوزان الحكومة المقبلة" وفق حجم الأصوات مع حجم المقاعد فسيُمكن أن يحصل اتفاق"، حسب قوله.

هذه إحدى مؤشرات "ضخ الدم" وإعطاء حجم لكتل سياسية لم تحقق عددًا كبيرًا من المقاعد، وهو ما لا يحصل في أي عملية ديمقراطية حول العالم، بحسب القيادي في التيار الصدري رياض المسعودي الذي يشير إلى أن "هذه القوى السياسية ما زالت تتعكز على الماضي".

ويقول المسعودي في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "هذه القوى السياسية لا تدرك أن هناك خارطة سياسية تحدث بعد كل انتخابات وهذه الخارطة معيارها عدد المقاعد الانتخابية"، مشيرًا إلى أنه "لذلك نجد قوى سياسية تمتلك مقعدين أو 3 تجري حوارات ولقاءات وتحضر اجتماعات بينما تأثيرها النوعي والعددي لا يذكر".

ويبيّن أن "هذه القوى لا زالت تتعكز على الماضي وتتحدث عن امتلاك قواعد جماهيرية وهذا الأمر ليس له وزن، فالسيادة في التجارب الديمقراطية بكل دول العالم لعدد المقاعد وليس لأي معيار آخر، وهذا أمر طبيعي، فهناك أحزاب تصعد وأخرى تهبط تبعًا لعدد المقاعد وتختفي ولن يكون لها حضورًا في الحكومة كما حدث في المغرب".

ويضرب الباحث العراقي، حارث حسن، مثالًا بما حدث في عام 2016 بالانتخابات الأمريكية مقارنةً بمبادرة الحكيم، قائلًا: "في عام 2016، فازت كلنتون بأصوات أكثر من ترامب لكنها خسرت الانتخابات. لو طبقنا مبادرة السيد الحكيم، فمعنى ذلك أنه كان يجب أن تتقاسم كلنتون المناصب مع ترامب وربما يتداول الاثنان الرئاسة، مبينًا "تبدو لي المبادرة مجرد صيغة أخرى للقول: علينا أن ننسى نتائج الانتخابات". 

هل تقدم القوى السياسية على "الحماقة"؟

تحركات الحكيم وأحاديث قوى الإطار التنسيقي وقوى الفصائل التي أبدت "ارتياحًا" لمقترحات الحكيم وتحرّكات بلاسخارت، يقف قبالتها صمت تام من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وهو صاحب الكتلة الفائزة بأكثر عددًا من حيث المقاعد، إلا أن شرارة لـ"تشرين" جديدة، قد يكون بدأ نسيجها في حال حدوث أي تلاعب أو "ترضية" لإعطاء أوزان أو مقاعد مجانية لكتل خاسرة، وهو ما قد يمثل "انقلابًا على نتائج الانتخابات" وإفراغها من رصانتها، بحسب ما يصف مراقبون.

ورصد "ألترا عراق" جملة من الاعتراضات الغاضبة في مواقع التواصل الاجتماعي على هذه التحركات، التي أكدت بوضوح أن المضي بهذا الاتجاه سيولد ثورة جديدة أقسى مما شهدته تشرين "لا تبقي ولا تذر".

ويتفق القيادي في التيار الصدري رياض المسعودي، على إمكانية حدوث حراك شعبي قوي، إذا ما مضت القوى بالتوافق والإرضاء مجددًا.

ويبيّن المسعودي أن "موقف الصدر واضح بأن العملية السياسية يجب أن تتكون من جهة تتحمل مسؤولية الحكومة بالكامل، وأخرى معارضة أو غير مشتركة"، مشيرًا إلى أن "أي ذهاب جديد نحو حكومة توافقية سينتظرها حراك شعبي وتدخل دولي وإقليمي لأن حكومة توافقية يشترك فيها الجميع هذا يعني أنها فاشلة مسبقًا ومصيرها معروف".

امتداد تراقب بحذر.. والعراق قد يكون أمام ثورة!

حركة امتداد هي الأخرى لم تتخذ موقفًا بعد، وبالرغم من ذلك، إلا أنها أكدت أنها تراقب بحذر، وسيكون لجماهيرها وربما لـ"جمهور تشرين" عمومًا موقفًا في حال تحقق أي شيء من هذه المبادرات.

المتحدث باسم حركة امتداد منار العبيدي أكد في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "امتداد كحركة مشاركة في العملية السياسية تراقب عن كثب كافة الرؤى والتوجهات التي تطرح في الساحة السياسية".

وأوضح أن "كل ما قيل هي آراء لم تنضج بعد ولم تصل إلى مرحلة التحول إلى واقع"، مبينًا أنه "متى ما تحولت إلى واقع سيكون لنا موقف، أما الآن لا يمكننا أن نتخذ موقفًا اعتمادًا على رؤى تطرح من مختلف القوى".

اقرأ/ي أيضًا: عمار الحكيم يطرح "المبادرة" المثيرة للجدل على مسعود بارزاني

لكن رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري يرى أن مبادرة "التعويض" هذه، هي محاولة إنعاش سياسي للقوى الخاسرة، وستؤدي لقناعة بأن العملية الديمقراطية غير قادرة على التغيير مما سيجعلنا أمام ثورة جديدة تستهدف النظام بالكامل ولا تنادي بإصلاحه.

ويبين الشمري في حديث لـ"ألترا عراق"،  أن "مبادرة التعويض هذه خارجة عن الدستور والأطر القانونية، وترسخ السياسة الاسترضائية التي سارت عليها العملية السياسية بإشراك الجميع في السلطة وهو خلاف العمليات الديمقراطية في العالم".

ويشير إلى أن "العودة للتوافق لوحده حتى قبل وجود هكذا مبادرات، سيفجر الشارع العراقي، فمحاولة إعادة وانعاش قوى خاسرة تعني أن الانتخابات ليست ذات قيمة ويعزّز القناعة لدى الشارع العراقي أنه لا جدوى من الانتخابات أو الآليات الديمقراطية لأي عملية تغيير".

ويضيف أن "هذه المبادرات بالإضافة إلى استمرار وجود محفزات الثورة مثل الفساد والمحاصصة وتقاسم مؤسسات الدولة وإقصاء العقول العراقية، والتبعية للخارج، مع مع عودة التوافق جميعها ستزيد الإحباط واليأس بشكل كبير جدًا ويعمل على تفجير الشارع العراقي من جديد بطريقة لا تطيح فقط بالحكومة القادمة وإنما سيسقط النظام السياسي بالكامل لأنه يوفر الشرعية لكل عمليات الفساد والمحاصصة والإقصاء، وسيكون النظام هو المستهدف في المرة القادمة".

رأى رئيس مركز التفكير السياسي أن مبادرة الحكيم محاولة إنعاش سياسي للقوى الخاسرة وستجعل العراق أمام ثورة جديدة تستهدف النظام بالكامل ولا تنادي بإصلاحه

ويشير الشمري إلى "مثلث تشرين" وهو القوى السياسية المقربة من تشرين الفائزة بالانتخابات، ونظيرتها المقاطعة، فضلًا عن "الموج الشعبي لتشرين، سيعيد نشاطه من جديد وسيتحرك بقوة خصوصًا وأنه فهم اللعبة الآن بشكل جيد، وقد نكون أمام فعل أكبر بكثير من تشرين 2019".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مبادرة الحكيم.. المعول الأخير لهدم الديمقراطية

دولة ديمقراطية أم "مبادرات" لجبر الخواطر؟

الكلمات المفتاحية

قائد بعثة الناتو شخويرس.jpg

بعثة الناتو: عملنا سيستمر لأعوام بالعراق.. وندرب قواته على إغلاق الحدود مع سوريا

الاتفاق مع الحكومة العراقية على 32 هدفًا طويل الأمد لدعم مهمة الناتو في العراق


المشهداني السوداني.jpg

"أعتبر النظام مالتي".. المشهداني: السنة لن يقبلوا أن يحكموا الأغلبية بعد الآن

رئيس مجلس النواب يتحدث عن النظام السياسي وزيارة الشرع إلى العراق وقانون العفو العام


الترا-عراق01.png

حكومة السوداني تسحب دعوى قضائية ضد فجر السعيد.. ما القصة؟

أعلنت السفارة العراقية في الكويت سحب الدعوى القضائية ضد الإعلامية فجر السعيد


سهل نينوى.jpg

"مذكرة مسيحية" تطالب بسحب الميليشيات من سهل نينوى وقانون للأحوال الشخصية

طالبت بسحب الميليشيات المسلحة من سهل نينوى وتعديل قانون الانتخابات وإقرار قانون أحوال شخصية لغير المسلمين

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert