بعد الشراكة مع الرابطة الإسبانية.. هل يمكن إقامة دوري المحترفين في العراق؟

تنتظر الأندية العراقية، واتحاد كرة القدم المعني باختيار من يشارك في دوري المحترفين في العراق، مهام كثيرة، بعد توقيع عقد شراكة بين الاتحاد العراقي ورابطة الدوري الإسباني، وسط تساؤلات عن إمكانية تطبيق النظام.

يتساءل متخصصون عن إمكانية إقامة دوري المحترفين في العراق العام المقبل

 

وبالإضافة إلى مشروع يخص الفئات العمرية، نص العقد على تنظيم مسابقة دوري المحترفين من قبل رابطة "لا ليغا" بما في ذلك للإجراءات المتعلقة بتسويق مسابقة الدوري، عبر التنسيق بين الإدارة التنفيذية لدوري المحترفين في العراق والمقرّ الرئيس لرابطة الدوري الإسباني في مدريد، بحسب عدنان درجال.

ورغم حديث اتحاد الكرة العراقي عن المسابقة المنتظرة، وتصريح رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس عن تطوير الكرة العراقية، إلا أن تساؤلات كثيرة تُطرح حول إمكانية تطبيق دوري المحترفين، وما ينتظر أندية الدوري العراقي من شروط ومتطلبات.

 

بإشراف إسباني: شروط مشددة وتطبيق قريب

عن ذلك يقول المتحدث باسم لجنة التراخيص في اتحاد الكرة بلال زكي، إن "دوري المحترفين سيقام بتواجد كوادر عراقية وإشراف إسباني حيث أن اتحاد الكرة سيختار رابطة المحترفين التي من شأنها تنظيم هذا الدوري".

وسبق للجنة التراخيص أن كانت لها زيارات إلى عدة أندية؛ وأكد زكي أن "هذه الزيارات كانت لإعطائهم الرخصة للمشاركة بالدوري الممتاز وأيضًا البطولات الآسيوية".

ويشير زكي في حديث لـ"ألترا عراق" إلى أن "تراخيص دوري المحترفين لا تطابق التراخيص الآسيوية بنسبة مئة بالمئة لكنها قريبة منها إلى حد ما"، مستدركًا بالقول، إن الموسم المقبل سيشهد تشديدًا كبيرًا على الأندية فيما يخص هذه المسألة".

إجراءات مشددة حول تراخيص الأندية.. مليون دولار في حساب بنكي

وعن الشروط التي يجب أن تتوفر في الأندية المشاركة بالدوري الممتاز، يقول زكي إن "كل مدربي الأندية يجب ان تكون لديهم شهادة (برو)، فضلًا عن الحسابات البنكية لكل نادي يجب أن تكون فيه سيولة ولا تقل عن مليون دولار، وملعب خاص، وفي حال تم تأجير ملعب فيجب تقديم عقد الإيجار".

ومع عقد الشراكة بين اتحاد الكرة والرابطة الإسبانية، فأن تطبيق دوري المحترفين أصبح قريبًا، في الموسم المقبل، ويؤكد المتحدث باسم لجنة التراخيص أن ما "تحت" دوري المحترفين "سيكون الدوري الممتاز وبعده دوري الدرجة الأولى الذي أيضًا ستطبق عليهم تراخيص تبدأ من موسم 2023 – 2024".

 

 

أغلب الأندية قد ترفض!

بمقابل التشديد على متطلبات الترخيص، يرى المدرب والمحلل الكروي حمزة داود أن "خطوة توقيع دوري المحترفين ليست كما يتصورها الكثيرون بأن فيها منافع عدة للتطوير الفني والمهاري والإداري"، إذ إن "التطوير" وفق داود، "يبدأ من الأسفل؛ ولكن ما حصل هو بداية من الأعلى".

وكان الاتحاد العراقي أعلن في نيسان/أبريل من العام 2022 تطبيق نظام دوري المحترفين والاستعانة بخبراء من الاتحاد الإماراتي لنقل تجربة دوري المحترفين الإماراتي إلى العراق، لكن ذلك لم يحدث.

سترفض أغلب الأندية عقد دوري المحترفين لوجود معضلات كثيرة

وفي حديث لـ"ألترا عراق"، يطرح المدرب تساؤلات آلية المشاركة "ومن يمتلك القرار بالانخراط بدوري محترفين" سواء أكانت إدارات الأندية أم اتحاد الكرة، كما تساءل عمّا إذا "رفضت أغلب الأندية هذا العقد وبحسب رأيي سترفضه فالمعضلات كثيرة وكبيرة ولا قدرة للأندية بتقبل التغيير الشامل لعملها"، مقترحًا "العمل بهذا الاتفاق والبدء بتغير خارطة الأندية أولًا".

 

دعم حكومي وانتظار موسمين 

منسق اتحاد الكرة في السعودية ووكيل بعض اللاعبين، محمد إبراهيم وصف عقد الشراكة مع رابطة الدوري الإسباني بـ"الشيء الممتاز والبداية الموفقة" لكنه تساءل عن كيفية "تهيئة الأندية وتوفير الحكومة للأموال بالنسبة للأندية"، وذلك لأن "رابطة (لا ليغا) سوف تعمل على أسس صحيحة من ضمنها أن الأندية لديها مصادر أموال وتسويق".

ويرى إبراهيم في حديث لـ"اأترا عراق" أن "المنظومة الرياضية بشكل عام بحاجة لعمل كبير"، مؤكدًا "صعوبة إقامة دوري المحترفين العام المقبل بالصورة التي يتمناها الشارع أو اتحاد الكرة العراقي"، مستدركًا بالقول: "لكن في الموسمين القادمين من الممكن أن نصل إلى مرحلة مقاربة لما موجود في دول الخليج".

وحتى ينجح مشروع إقامة دوري المحترفين، يقترح ابراهيم أن "تدعم الحكومة الأندية بالمال وبعدها على الأندية أن تسوّق نفسها وتحصل على رعاية وأموال والمبالغ لنفسها لأن من ضمن الخطة الخاصة بالرابطة الإسبانية هو إقامة النشاطات الاجتماعية والإعلانية للأندية وتطوير الكفاءات".

يؤكد منسق اتحاد الكرة صعوبة تطبيق دوري المحترفين في العراقم الموسم المقبل

ولا تتمتع الأندية العراقية باستقلالية بالنسبة لمواردها المالية بل تعتمد على موازنات تخصصها مؤسسات الدولة الراعية لها التي تمتلك منشآتها وبناها التحتية، الأمر الذي يخالف لوائح الاتحاد الآسيوي.

 

 

معركة محتملة!

لاعب المنتخبات الوطنية السابق والمدرب الكروي الحالي قصي هاشم رحب بهذه الخطوة، لكن في الوقت ذاته حذّر من "معركة محتملة بين اتحاد الكرة والهيئة العامة".

وقال هاشم في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "دوري المحترفين قد يتشكل من 16 ناديًا أو أقل، والنظام الأساس يقول هناك 20 ناديًا وهذا ربما سيفتح مواجهة بين اتحاد الكرة والهيئة العامة"، متسائلًا: "فكيف سيتم حل هذا الأمر".

ولا يستغرب هاشم إنْ حدث التلكؤ في إقامة دوري المحترفين، إذ رأى أن "أي مشروع في بدايته قد يواجه الصعوبات حتى يصل إلى المرحلة الكاملة".