رأي

ليست الاحتجاجات.. المحاصصة هي المؤامرة!

5 ديسمبر 2019
GettyImages-1185522095.jpg
واجهت السلطات العراقية الاحتجاجات بخطاب المؤامرة منذ انطلاقها (Getty)
محمد علي
محمد علي محام عراقي

تحاول عبثًا حكومة المنطقة الخضراء إيهام بسطاء الناس بأنها تتعرّض لمؤامرة خارجية، تشترك فيها أطراف دولية وإقليمية، لضرب الاستقرار والسلم الداخلي عبر التركيز على ما شهدته التظاهرات من أعمال عنف تبدو للوهلة الأولى مألوفة في أغلب دول العالم عندما ينزل الناس فيها إلى الشوارع لأي سبب كان، وباستعارة منصاتها الإعلامية لمصطلح "الفتنة" من الفقه الديني الموالي للسلطة.

تقول بعض الأطراف السياسية إن التظاهرات مدفوعة من أمريكا مع أن الأخيرة تمتلك أكبر سفارة في العالم ببغداد

الإنسان العراقي عمومًا، حاد الطباع عصبي المزاج، وعندما يتعرض حامل تلك الصفات لقمع وحشي سيلجأ في بعض الأحيان لرد فعل عنيف دون أن نغفل حقيقة وجود مندسين تقف خلفهم جهات سلطوية شيطنت هذه التظاهرات قبل انطلاقها، حتى حاولت حرف مسارها السلمي لتبرير قمعها، ولسنا هنا بحاجة لبيان ماهيتها الواضحة، قبل أن يفشل شيوخ الناصرية ونساؤها حمام الدم المخطط له سلفًا. 

اقرأ/ي أيضًا: الاستقالة وطريق النضوج.. تحوّل المتظاهر إلى ناشط

وبالعودة للمؤامرة المفترضة، يحق لنا التساؤل عن الدول المحركة لها؛ فهل هي الولايات المتحدة مؤسسة هذا النظام السياسي وصاحبة السفارة الأكبر في العالم بعاصمته، فضلًا عن عدة قواعد عسكرية متفرقة في أنحاء البلاد؟ أم هي السعودية التي ما إن أعادت سفيرها لبغداد حتى توافد عليه جموع السياسيين والنواب لأداء مناسك الحج في فندق الرشيد، وهي الغارقة في حرب اليمن والساعية بدورها للاستعانة بالغرب لدرء الخطر الإيراني عنها، أو قد تكون الإمارات والتي تشكل ظروف العراق الحالية فرصة ذهبية لها للنمو والازدهار الاقتصادي أكثر على حساب موانئه المعطلة واقتصاده الهش بسبب سوء الإدارة والفساد الحكومي!

وباختصار هناك قرار خارجي على عدم عودة العراق لمكانته المعهودة، واستعادة دوره الإقليمي من خلال الإبقاء على نظام 2003 عمومًا لأنه وفّر لكل القوى الدولية والإقليمية فرصة لا تتكرر كثيرًا لاختراق أمن العراق القومي واستباحة سيادته بشكل لا مثيل له تاريخيًا، من خلال لوبيات متعددة الولاءات داخل هذه السلطة تنفذ أجندة الخارج وترعى مصالحه على حساب مصلحة الوطن والمواطن في العراق.

لذا ترى الجميع صامتًا عن حجم الانتهاكات الرهيب الذي تخلل التظاهرات بشكل لا يفهم منه إلا إشارة عدم ممانعة غير مباشرة لحفلة الموت المستمرة في هذه البلاد.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

معركة "الوجود المريح".. النفوذ الأمريكي والإيراني

انتفاضة الغضب: حين يُفقد الوطن والأمل والعمل!

الكلمات المفتاحية

الحروب.jpg

2025.. عام الحرب والسلام

الحروب هي في الأساس توترات مؤجلة انفجرت وتصاعدت بسرعة


الدراما في العراق.jpg

المسلسلات في "عام الإنجازات"!

هناك أسئلة عديدة حول المنحة الحكومية للدراما في العراق خلال 2024


احتفالات في غزة.jpg

نعم.. انتصرت غزة

الكيان الإسرائيلي في نكبة ليست أقل من نكبة غزة


مسعود بارزاني السوداني.jpeg

خلافات بغداد وأربيل.. تنافس يوضح المشهد السياسي لانتخابات 2025

لا يمكن أن تأتي إعادة تشكيل القوة في العراق إلا نتيجة لحدث عراقي أو إقليمي كبير من شأنه أن يعيد ضبط اللعبة

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert