رأي

لحظة الاختبار.. الدولة أو الانهيار

14 ديسمبر 2021
GettyImages-1235979792.jpg
ترتكز معايير التضامن على أساس الولاءات العرقية الطائفية
علي المظفر
علي المظفر كاتب عراقي

تبرز أزمة الهُوية الجامعة وتعارضها مع المصالح الخاصة (الفئوية) كعائق أمام كل محاولة تغيير نحو بناء دولة مستقرة، وهذا ما نجده في نموذج لبننة الدولة والمجتمع العراقي والعربي.

فإذا نظرنا إلى التكوينات الاجتماعية المتعددة من حيث الانتماءات والعصبيات القبلية والطائفية والعرقية والجهوية أو المحلية داخل المجتمع العربي نجدها على درجة عالية من التمايز، استنادًا إلى معايير متعددة مثل الموقع ونمط المعيشة والنظام العام والوضع الاقتصادي والموارد الطبيعية والتفاهم في إطار المجتمع والتفريق في الموقع والحقوق المدنية والسياسية، وهو ما ينعكس بشكل أو آخر على بنية المجتمع ومؤسساته وفي طبع الثقافة العامة والحياة السياسية وحتى الكيان العام للدولة بطابعها الخاص مثلما يصمم نظام الحكم على أساسها.

شُوهت هوية الفرد بعد عام 2003 إثر الغزو الأمريكي والتدخلات الإقليمية والدولية

وهكذا في المشرق العربي نجد أنّ معايير التضامن في دول مثل لبنان وسوريا والعراق ترتكز على أساس الولاءات الدينية العرقية الطائفية. وربما يبرز نموذج لبنان بشكل أكبر والعراق بشكل أقلّ لوصف تناقضات أسس بنية المجتمع المتعدد القائم على الولاءات الفرعية منذ قيام الدولة.

ففي لبنان تمتعت تلك التضامنيات بامتيازات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية في صلب نظامها السياسي السائد، وفي سوريا كذلك استندت تكويناتها الاجتماعية إلى جماعات فرعية متنوعة من حيث الانتماء الديني والطائفي والعرقي والجهوي، وهي بمجملها ذات تأثير على بنية الدولة وطبيعتها.

أما في العراق فقد تشوهت هوية الفرد بعد عام 2003، إثر الغزو الأمريكي والتدخلات الإقليمية والدولية وما سببته من دمار أمني واقتصادي واجتماعي، وتداخلت فيما بيننا ليطغى عليها الدين مرة والطائفة أخرى أو العشيرة والمناطقية. كل ذلك أدى إلى نسف القيم والعادات الاجتماعية، وخلف بشكل مباشر أو غير مباشر إشكالية كبيرة للنظام السياسي وهيكلة الحكومة.

هذه الإشكالية التي لطالما سعت لحلها بعض النخب الدينية والثقافية وإن كان بمحاولات بسيطة جدًا، بل وحتى النخب السياسية مرة لإرضاء جمهورها ومرة لتدارك موقف وحدث معين، تبرز بقوة الآن على أعتاب مرحلة جديدة يعنونها سؤال كبير عن مدى قدرة القوى السياسية والسلطة القضائية على التغلب على الضغوط والمسميات الجزئية، حيث يعني الفشل انهيار البلاد في مستنقع محاصصة أعمق.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

اختيار رئيس الوزراء وعقدة التوافقية في النظام.. شرط واحد لتحقّق الأغلبية

هل هناك معنى لمفهوم "الأغلبية الوطنية"؟

الكلمات المفتاحية

الحروب.jpg

2025.. عام الحرب والسلام

الحروب هي في الأساس توترات مؤجلة انفجرت وتصاعدت بسرعة


الدراما في العراق.jpg

المسلسلات في "عام الإنجازات"!

هناك أسئلة عديدة حول المنحة الحكومية للدراما في العراق خلال 2024


احتفالات في غزة.jpg

نعم.. انتصرت غزة

الكيان الإسرائيلي في نكبة ليست أقل من نكبة غزة


مسعود بارزاني السوداني.jpeg

خلافات بغداد وأربيل.. تنافس يوضح المشهد السياسي لانتخابات 2025

لا يمكن أن تأتي إعادة تشكيل القوة في العراق إلا نتيجة لحدث عراقي أو إقليمي كبير من شأنه أن يعيد ضبط اللعبة

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert