قائد "ثوري" غادر غاضبًا.. هل بدأت طهران لعبة التخلص من زعماء الفصائل؟
21 مايو 2021
الترا عراق - فريق التحرير
مع تواتر التسريبات حول الحوار بين الطهران والرياض في بغداد والحديث عن قرب التوصل إلى شكل جديد للاتفاق النووي الإيراني - الأمريكي، يخشى زعماء الفصائل المسلحة في العراق من تضحية محتملة قد تكلفهم مواقعهم، فيما تشير معلومات إلى تكتيك ينتهجه الحرس الثوري في هذه المرحلة بعد تغول الفصائل الكبيرة.
يثير سيناريو الوصول إلى اتفاق بين طهران وواشنطن "فزع" قادة الفصائل المسلحة في العراق
وقالت وكالة "رويترز"، الجمعة 21 آيار/مايو، إنّ طهران عادت إلى أسلوب اتبعته بين عامي 2005 – 2007، ببناء "ميليشيات" جديدة تضم "نخبة الموالين لها"، على خلفية شكوك تشير إلى صلة تسريبات صدرت من فصائل بعملية اغتيال قاسم سليماني مطلع العام الماضي.
اقرأ/ي أيضًا: معادلة وأوراق جديدة.. هل خرجت زيارة ظريف للعراق عن السياق الدبلوماسي؟
ويوضح التقرير الذي ترجمه "الترا عراق"، مستندًا إلى تصريحات مسؤولين وقادة في الفصائل، أنّ "إيران اختارت مئات المقاتلين الموثوق بهم من بين كوادر أقوى حلفائها في الميليشيات في العراق، وشكلت فصائل أصغر ونخبوية ومخلصة بشدة في تحول عن الاعتماد على مجموعات كبيرة مارست معها نفوذًا في السابق".
ويعكس هذا التكتيك رد إيران على "النكسات"، خاصة وأنّ إسماعيل قاآني لا يملك دراية بالسياسة الداخلية في العراق ولم يمارس قط نفس النفوذ على الميليشيات الشيعية كما كان يفعل سليماني، على حد وصف التقرير، مبينًا أنّ "التحول إلى الاعتماد على مجموعات أصغر يجلب مزايا تكتيكية، فهي أقل عرضة للاختراق ويمكن أن تكون أكثر فعالية في نشر أحدث التقنيات التي طورتها إيران لضرب خصومها، مثل الطائرات المسلحة بدون طيار".
ونقل التقرير عن مسؤول أمني عراقي قوله، إنّ "الفصائل الجديدة مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الايراني. إنهم يأخذون أوامرهم منهم وليس من أي جهة عراقية"، وهي رواية أكدها 3 من قادة مجاميع الميليشيات، ومسؤول حكومي عراقي ودبلوماسي غربي ومصدر عسكري غربي، بحسب "رويترز".
وبيّن أحد قادة الميليشيات الموالية لإيران، أنّ "الإيرانيين شكلوا مجموعات جديدة من أفراد اختيروا بعناية كبيرة لتنفيذ هجمات والحفاظ على السرية التامة"، مضيفًا "لا نعرف من هم".
فيما قال مسؤولون أمنيون عراقيون، وفق التقرير، إن "ما لا يقل عن 250 مقاتلاً سافروا إلى لبنان على مدى عدة أشهر في عام 2020، حيث قام مستشارون من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة بتدريبهم على قيادة الطائرات بدون طيار، ونيران الصواريخ، وزرع القنابل، والدعاية للهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي".
ويعتقد أنّ الجماعات الجديدة تعمل سرًا وقادتها، غير المعروفين، هم المسؤولون مباشرة عن الهجمات الأخيرة بالطائرات المسيرة والتي استهدفت قاعدة "عين الأسد" ومطار أربيل وتلك التي نفذت ضد السعودية، فيما يتصلون مباشرة بضباط الحرس الثوري الإيراني.
وعززت تلك المعلومات مصادر أخرى قالت إنّ المحادثات الجارية في فيينا بين إيران والولايات المتحدة حول العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 "قد أفزعت الفصائل المسلحة العراقية، التي تخشى أن تصادرها طهران مقابل تخفيف العقوبات"، مشيرة إلى أنّ "المسؤولين الإيرانيين يشعرون بإحباط متزايد بسبب تعنت الجماعات المسلحة العراقية المتحالفة معهم، مع استقالة الرجل المكلف بالإشراف عليها من دوره احتجاجًا".
والقائد في الحرس الثوري، المشار إليه، هو مساعد قاسم سليماني سابقًا، ويدعى "حيدر الأفغاني"، حيث تقول مصادر في الفصائل المسلحة إنه "غادر العراق إلى مدينة مشهد الإيرانية بسبب فشله في مهمته ورفض قادة عدد من الفصائل العراقية المسلحة الانصياع لأوامره".
وتتصدر حركتا "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق"، التمرد ضد السياسة الإيراني الراهنة، بحسب التسريبات، فيما يقول مصدر مطلع لـ "الترا عراق"، إنّ "التسريبات ربما تكون دقيقة، خاصة بعد أن تغول زعماء الفصائل الكبيرة في العراق عبر هيمنة اقتصادية ونفوذ واسع في المؤسسات الأمنية والوزارات والبرلمان وحتى الحكومة".
اقرأ/ي أيضًا:
الكاظمي يمهد لولاية ثانية.. قصة مفاوضات إيران والسعودية في العراق
الكاظمي "يهدد" إيران بكشف ظّهر الفصائل.. وطهران تبعث قاآني إلى بغداد
الكلمات المفتاحية

بعثة الناتو: عملنا سيستمر لأعوام بالعراق.. وندرب قواته على إغلاق الحدود مع سوريا
الاتفاق مع الحكومة العراقية على 32 هدفًا طويل الأمد لدعم مهمة الناتو في العراق

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات