في آخر الزمان
26 يونيو 2021
1
لا غافرَ لنا.
لا غافرَ لأنفاسنا دنّستْ هواءَ المراقدِ، وما منْ شفيعٍ لأفواهنا الباصقةِ على المُطلقِ؛ كأنْ على براهينِ الوحيِ تبصقُ أو على جيفةِ الملكوت.
وإذْ لا غافرَ للمعلومِ في هذا المجهول، فلا غافرَ لأقدامنا، حين ـ بأحذيةِ آبائنا ـ دسنا على بساط الحضرة فلم ننبسطْ. لا غافرَ لأصواتنا شعثاءَ تنبحُ قليلاً على حيوان العائلةِ، قليلاً على حيوانِ الله، وطويلاً على كلبِ الغدِ الأجربِ (وتذكروا دائماً: كلبُ الغدِ الأجربُ حكَّ جلده بأعمارنا واختفى).
الخلاصةُ أنْ لا غفرانَ في هذه القيامة. فللعابرين أربابُهم، محفوفون بهزيم الرعد، مأخوذون بياقوتةٍ عمياءَ منسيّةٍ في اليقينِ، كمثل صرخةِ المساءِ تنتظرُ الفجرَ لتفصحَ عن نفسها، أو مثل عبدٍ يسوطونه ويخطئُ في العدِّ؛
أربابُنا متفرقون ينعسونَ في مدارجِ النورِ
درجةً
درجةً
حتى الحضيض،
درجةً
درجةً
إلى آخرِ العبارةِ في آخرِ الزمانِ حيث تجثو الحقيقةُ مفجوعةَ القلب،
لا قلبَ لديها ولا غفران.
2
للعابرين أربابُهم، ولنا أربابنا مصكوكونَ من معدن النكبات وأناشيدها، من رائحة أسمال الشحاذين على بلاط المُلكِ، آنَ يرفع الشيطانُ قرنيهِ على شيعةٍ يأكلونَ الذهبَ، يشربونَ الذهبَ، يبكونَ على التماعِ الذهبِ، يلطمونَ الصدورَ على رنينِ الذهبِ، يحرقونَ الخيامَ من أجلِ الذهبِ. أربابٌ ـ مكائدُ محبوكةٌ في كتابِ الغَيبةِ، أربابُ فخاخٍ يخبئها القاعدُ للقائم، والصامتُ للناطق، والأبيضُ للأسود، بحيثُ أنّ هلالينِ يختصمانِ في أعيادِ الخسف وهم يأكلون ويشربون، ويبكون ويلطمون، وما ذلك إلا لأنّ الدنيا وما فيها زلةُ لسانٍ في فمٍ أدردَ.
3
ضرسُه يؤلمُه وعقيدتُه.
تقواه في مخازن ذخيرته، بينما بيوتٌ تتهاوى بين يديه، وقناديلُ تصطكّ رعباً، وقلوبٌ تخرج بيضاءَ من ثيابٍ بيضٍ عليها رائحةُ قلوب، وأشياءُ وأشياء، حتى إذا قيل له: أخي إنّ القيامةَ على أصابعِ أقدامها واقفةٌ تتطلعُ إليك فارفقْ بنا، قال: "إن شاء اللهُ"، ثمّ إذا قيل له: اعتكفْ على صبيةٍ سودِ العيون يحلّون الضماداتِ عن قلوبهم وينتحبونَ، ارفقْ بهذه البلاد التي أسلمتْها أناتُكَ إلى عينِ القناصينَ، قال:
ضرسي يؤلمُني وعقيدتيْ.
4
وكيف غفرانُنا والسماءُ فاسدةٌ، والنهرُ مليءٌ بالجثث
وأين؟ وبين كل صمتينِ يبسملُ كاتمُ صوتٍ
ولمنْ؟ وبين كلّ عابرينِ مكتبةُ أخطاءٍ إن لم تحفظْها ذبحوكَ
ومتى؟ وكلما انطبقتْ شفةٌ على شفةٍ قال الموتُ للشفتينِ: آمين.
وهبْ أنك غفرتَ حيرةَ الثديِ تلقمه أمُّكَ لصورةٍ في جدارٍ،
أتغفرُ ليدٍ جاءتْ بأباريقِ السمِّ إليكَ ساعةَ العطش؟
5
للأسرّة تخرجُ إلى الطرقاتٍ ممتلئةً بأقنعةٍ وأراملَ؟
أمْ للمهود لاذتْ بالمقابر؟
أمْ لأصابعَ كلما أدارتْ خواتمها نحو الشرق،
أتى ذبحٌ وراياتٌ سودٌ وتوّابون لن ينجوَ منهمْ أحد.
............................
ـ مقاطع من قصيدة طويلةـ
اقرأ/ي أيضًا:
الكلمات المفتاحية

صور: أستاذ عراقي يتطوع لتعليم المسمارية بطريقة مبتكرة
ينظم مدرس مبادرة سنوية لتعليم الكتابة المسمارية عبر مشروع يستهدف طلاب المرحلة المتوسطة

البعثة التنقيبية العراقية الإيطالية تقترح إقامة متحف ثابت في تل محمد
اكتشافات آثارية في تل محمد ببغداد

لا سياج ولا إجراءات تأمين.. "تويوتا العراق" تبرر صعود "لكزس" فوق السد الأثري
بررت شركة "تويوتا العراق" تصوير إعلان تجاري على متن سد جروانة الأثري في محافظة نينوى والذي أثار استياءً كبيرًا وتفاعلاً غاضبًا

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات