فصل الذكور عن الإناث في المعاهد.. غضب وانتقاد لوزارة التربية

اجتاحت موجة غضب عارمة مواقع التواصل الاجتماعي في العراق جرّاء قرار وزارة التربية القاضي بفصل الذكور عن الإناث في معاهد التدريس الأهلية في عموم المحافظات، بعد أن أصدرت وزارة التربية، الأسبوع الماضي، توجيهات صارمة تنظم إجراء المعاهد الأهلية الخاصة بدورات التقوية واللغات، فيما قررت تشكيل لجان قطاعية لمتابعة مدى الالتزام بالأوامر الوزارية.

قرار وزارة التربية بفصل الجنسين في المعاهد الأهلية دفع مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مهاجمة الوزارة معتبرين هذه الخطوة كـ"تكريس لأسلمة المجتمع"

وجاءت قرارات التربية على خلفية انتشار مقطع فيديو مسرّب من حفل توديع أقيم في بغداد لمعهد تدريس أهلي، رافقه عبارات نابية وصخب في الحفل، كما نشر مقطع فيديو آخر لأستاذ فيزياء يلقي كلمات اعتبرت "خادشة للحياء" على طلابه في معهد تقوية أهلي أيضًا.

ودفع مقطع الفيديو وزارة التربية إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة وتحويل المدرِّس للتحقيق، فيما قررت في آخر المطاف سحب الصفة التربوية منه بتهمة "الإساءة لقدسية التعليم والذوق العام" ونقله إلى وظيفة إدارية.

آراء التدريسيين

وعند سؤال التدريسيين عن قرار التربية الأخير، أجاب رشيد ناجي وهو أستاذ في إحدى مدارس بغداد، أنّ "قرار فصل الذكور عن الإناث في معاهد التقوية الأهلية صائب وصحيح".

وبرر التدريسي رأيه بالقول إنّ "الفترة الماضية شهدت العديد من الحالات التي خرجت عن العادات العراقية في المعاهد المختلطة"، مشيرًا إلى أنّ "الطالب أو الطالبة عند حضورهم لهكذا معاهد لا بد أن ينصب تركيزهم على الدراسة فقط".

واقترح ناجي، خلال حديثه لـ "ألترا عراق"، "تخصيص أيام محددة للذكور وأيام أخرى للإناث تجنبًا لاختلاطهم والوقع بحوادث أخرى بعيدة عن التربية والتعليم".

في المقابل، يقول خالد جبار، وهو تدريسي آخر، إنّ "القرار لا يدخل ضمن الإصلاح التربوي في العراق وغير صائب، كون وزارة التربية ركزت على معاهد التقوية وأهملت المدارس الحكومية والأهلية".

وفي حديث لـ "ألترا عراق"، أشار جبار وهو من العاصمة بغداد، إلى أنّ "قرار فصل الكوادر التدريسية لا يعد صائبًا بنسبة كبيرة"، داعيًا في ذات الوقت وزارة التربية إلى "التركيز على تطوير المدارس الحكومية بدلاً من الاهتمام بتلك المعاهد".

والتركيز على تطوير القطاع التربوي الحكومي يعمل على إلزام الطلبة بالمدارس فقط والابتعاد عن المعاهد الأهلية خصوصًا لذوي الدخل المحدود، وفقًا لكلام جبار.

تعليق غاضب من النقابة

وفي تعليق لنقيب المعلمين العراقيين عباس السوداني، أكد فيه أنّ "اتخاذ وزارة التربية هكذا قرار، جاء لإرضاء الرأي العام الغاضب من تصرفات معلم مسيء".

وقرار التربية جاء إرضاء للناس فقط- بحسب تعليق السوداني- الذي قال أيضًا إنّ "الطلبة سيذهبون إلى الجامعة في النهاية وسيكون هناك اختلاط"، كما بيّن أنّ "قرار وزارة التربية هو رد فعل على إساءة أحد المعلمين في معهد للتدريس، إلا أنه ولد رد فعل مستهجن على وسائل التواصل الاجتماعي".

ماذا قال الطلبة؟

حيدر عباس وهو طالب سادس ويتلقى دورات التقوية في أحد المعاهد ببغداد، يقول إنّ "قرار التربية بشأن فصل الطلبة إيجابي كونه يتيح للطلبة التركيز أكثر على الدراسة خصوصًا للمراحل المنتهية".

وبحسب حديث عباس لـ"ألترا عراق"، فإنّ "الطلبة في هذه المرحلة لن يتلقوا حصصًا تدريسية بحضور الفتيات وبالتالي ستكون هناك العديد من المعوقات التي تقف أمام استكمال الدراسة".

في حين عارضته ياسمين أحمد، وهي طالبة سادس أيضًا بالقول إنّ "هناك العديد من السلبيات التي رافقت قرار التربية بشأن معاهد التقوية".

وتساءلت أحمد، "هل وزارة التربية عقب اتخاذ هذا الإجراء حلت المشكلات التي رافقت الأحداث الأخيرة في معهد واحد ببغداد"، مستطردة بالقول إنّ "فصل الطلبة في العراق والذي يبدأ من المراحل الابتدائية ووصولاً إلى الجامعة سبب إعاقة كبيرة في التعامل بين الجنسين".

وقلة الاختلاط بين الجنسين- والكلام للطالبة ياسمين أحمد- يسبب العديد من الصعوبات التي تواجههم مستقبلاً سواءً في المراحل التعليمية أو المراحل الاجتماعية عقب التخرج من الجامعات.

غضب شعبي

هذا القرار، دفع مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي بمهاجمة وزارة التربية، معتبرين هذه الخطوة كـ"تكريس لمبدأ أسلمة المجتمع".

ورصد "ألترا عراق"، غضب في مواقع التواصل الاجتماعي حيث أشار أغلب المعلقين على القرار إلى أنّ "فصل الذكور عن الإناث في المؤسسات التعليمية ومنع الاختلاط يدخل ضمن مشروع أسلمة الدولة وتخريب القيم الحضارية للعراق التي حافظت عليها أجيال عديدة".