"فخر العرب".. ما الذي ينقص العراق ليصدر نجمًا مثل محمد صلاح؟
31 أكتوبر 2021
في سابقة مثيرة للاهتمام على المستوى العربي، أعلنت وزارة التربية والتعليم الفني في مصر، سعيها لتدريس تجربة النجاح التي حققها النجم المصري ولاعب كرة القدم، محمد صلاح، في مناهجها الدراسية، باعتباره أحد الرموز الرياضية على مستوى الوطن العربي والعالم.
تبرز معرقلات عدة أمام تحقيق تجربة احترافية عراقية حقيقة أبرزها سوء التخطيط وغياب المؤهلات والتركيز على المال
مسيرة صلاح الذي بات يصنف من بين أفضل 3 لاعبين على الأقل ومن بين أبرز المرشحين لنيل الكرة الذهبية، وضعت بمنهاج باللغة الإنجليزية سيدرس للمرحلتين الإعدادية والثانوية في العام الدراسي 2021-2022،
وقد حصد الجناح المصري الذي يعيش فترة ذهبية جملة جوائز خلال السنوات القليلة الماضية مع استمراره بتحطيم أرقام قياسية، من بينها جائزة أفضل لاعب في إنجلترا 2018، وهداف الموسم 2017 - 2018 وأفضل لاعب أفريقي لعامي 2017 و2018، فضلاً عن جائزة أفضل لاعب أفريقي وفق تصنيف بي بي سي لعامي 2017 و2018، وجائزة الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي أيضًا.
وعدّت مجلة تايم الأمريكية في عام 2019، صلاح ضمن أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم.
ومع أنّ قائمة اللاعبين المحترفين تضم في طياتها الكثير من النجوم العرب، إلاّ اسم العراق يغيب عن التجارب العالمية، وهو ما يثير سؤالاً عن السبب على الرغم من أنّ لعبة كرة القدم تعد الأولى على المستوى الشعبي في البلاد، وتحظى بأهمية فائقة كما الحال في مصر.
وفي هذا الصدد يرى اللاعب الدولي السابق أركان نجيب في حديث لـ "الترا عراق"، أنّ المواهب الرياضية الموجودة في العراق قد تصل لمستوى محمد صلاح، أو حتى أفضل لو استثمرت بشكل صحيح وتم تسويقها بشكل أفضل، بالإضافة لتدريجهم في الأندية والمستويات العمرية، حيث استغل صلاح تواجده في أوروبا بشكل جيد ومتدرج".
ويقول نجيب، إنّ "تجارب اللاعبين العراقيين الذين احترفوا في غير الدوريات الخليجية بائت بالفشل، وهذا يدل على صعوبة البيئة هناك والتأقلم مقارنة بالأجواء والطبيعة المشابهة في دوريات المنطقة".
ويبيّن الدولي السابق، أنّ "اللاعبين الناشئين بعد عام 2000 واجهوا صعوبات بغياب الأكاديميات والمدارس الحقيقية ومنتخبات الفئات العمرية التي لها الدور الأهم في تطوير بنية اللاعب ومهاراته"، مؤكدًا أنّ "كل هذه عوامل أدت إلى وصول لاعبين دون المستوى المطلوب إلى المنتخبات الوطنية، قبل أن يصطدموا بتجاربهم الاحترافية دون تحقيق شيء يذكر".
ويشير اللاعب الدولي، إلى فقدان الاستراتيجيات طويلة الأمد على مستوى الرياضات العراقية، كسبب إضافي يحول دون بناء نجوم حقيقيين، وهو ما يتطلب عملاً جادًا لسنوات طويلة، على حد تعبيره، مؤكدًا في الوقت ذاته "وجود تجارب لشخصيات وأبطال رياضيين عراقيين تستحق أن تدرس ضمن المناهج العامة، أكثرهم من جيل الثمانينيات، وهم أساطير العراق مثل الراحل أحمد راضي".
وتهدف التجربة التعليمية المصرية، وفق المسؤولين عنها، إلى "تعزيز ثقافة النجاح"، عبر عرض مسيرة "مو صلاح"، والصفات الشخصية والجسمانية التي أدت لنجاحه، فضلاً عن عرضه كنموذج رائع للبطل القدوة "role model" الذي يهتم بتقديم الدعم المعنوي والمادي لأهل بلده في الصف الأول والثاني الثانوي، حيث ستعتمد الجهات المعنية مبدأ الفهم وليس اشتراط الحفظ لتدريس المادة.
ويستبعد المحلل الرياضي، صفوان عبد الغني، إمكانية استنساخ التجربة في العراق في ظل غياب التجارب الاحترافية الحقيقة للرياضيين العراقيين على مستوى كرة القدم "حيث يعد الاحتراف بالنسبة لهم مجرد فرص لكسب المال".
ويقول عبد الغني لـ "الترا عراق"، إن "لاعبي المنتخبات لم يخوضوا تجربة التدرج العمري بشكل صحيح، كما يحصل في أقرب البلدان العربية المجاورة وصولاً للبلدان الأوروبية"، مبينًا أنّ "المسؤولين عن الرياضة في العراق لا يعملون وفق خطط صحيحة، بدليل النتائج المحبطة التي مني بها المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم حتى الآن".
وبدأ محمد صلاح مسيرته في الدوري المصري لاعبًا في نادي "المقاولون العرب" قبل أن يدخل أوروبا بوابة بازل السويسري والذي قدّمه بعد ذلك كهدية لتشيلسي لكن مورينيو رفضها، فرحل صلاح لفيورنتينا ثم إلى روما على سبيل الإعارة، قبل أن يشتريه نادي العاصمة الإيطالية من البلوز حيث تألق هناك، ليضرب موعد مع محطته الأبرز ليفربول.
ويسعى نادي ليفربول لتجديد عقد لاعبه المصري الذي ينتهي في 2023 من الآن، بعد أن ارتبط اسم النجم المصري بأندية كبيرة كريال مدريد وبرشلونة، فيما تشير تسريبات صحافية إلى أنّ راتب الجناح المتألق قد يصل إلى 400 ألف جنيه استرليني أسبوعيًا بالإضافة للحوافز والمكافآت.
من جهته، يعتقد الصحافي الرياضي، محمد خليل، أنّ تدريس نجاح "الفرعون المصري"، خطوة ممتازة اتخذتها الحكومة المصرية لتسليط الضوء على مسيرته، فيما رأى أنّ تكرار التجربة في العراق تواجه مشاكل كبيرة.
ويقول خليل في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ "الموهبة العراقية سرعان ما تموت وتنسى، نتيجة العقلية والإهمال سواء من قبل اللاعب أو من قبل المدربين وإدارات الأندية والمسؤولين عن الاتحادات"، مبينًا أنّ "تكرار تجربة محمد صلاح ليست مستحيلة بالنسبة للاعبين العراقيين، بشرط توفر الجرأة والطموح، والسعي الحثيث عبر المواظبة على التدريب واكتساب المهارات والصبر على الأجواء الجديدة".
ويرى خليل، أنّ "اللاعب العراقي الوحيد الذي نجح احترافيًا إلى حد ما، هو علي عدنان، بتجربتيه في تركيا وإيطاليا، في حين بائت تجربتا مهند علي وعلاء عباس بالفشل في البرتغال، بسبب صعوبة اللغة وتغير الأجواء ونمط التدريبات".
وعلى الرغم من ذلك، يؤكد الصحافي الرياضي، أنّ "العراق يستحق استذكار نجومه السابقين بمناهج دراسية، خاصة جيل 1986 الذي تأهل إلى كأس العالم، وجيل 2007 بطل آسيا، حيث سيمثل هذا دافعًا محفزًا للاعبين الحاليين، بالإضافة لأهمية تخليد ذكرى الراحل أحمد راضي صاحب الهدف الوحيد للعراق في نهائيات كأس العالم".
اقرأ/ي أيضًا:
جستن ميرام يفتح النار على أدفوكات: "لم أشاهد مدربًا كهذا في حياتي"
الكلمات المفتاحية

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات