رأي

عندما يكون الصمت "شريكاً"

5 أغسطس 2016
عندما يكون الصمت شريكاً.jpg
مجموعة من اللاجئين العراقيين والسوريين فى مخيم ادوميني والذى يضم أكثر من 13 ألف لاجئ أثناء الشتاء في آذار/ مارس 2016 حيث كان سقوط المطر على مخيماتهم Photo by NurPhoto/NurPhoto via Getty Images
مصطفى سعدون
مصطفى سعدون صحفي من العراق

الثالث من آب/أغسطس 2016، يصادف الذكرى الثانية للنكبة الإنسانية التي حصلت في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، شمالي العراق، عندما اختطف تنظيم "داعش" الآلاف من الأيزديين، نساء ورجال وأطفال، عقب اجتاح القضاء الذي يعتبر موطن الأيزديين.

عندما دخل عناصر تنظيم "داعش" قبل عامين إلى قرى الأيزديين، لم يبق شيء إلا وفعلوه بهم. قتل. اغتصاب. حرق. تعذيب. اختطف التنظيم حينها ما يقارب الـ6 آلاف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال. جميعهم أخذهم إلى مدينة الموصل ومن ثم رحل بعضهم إلى مدينة الرقة السورية. ومازال يحتجز أربعة آلاف شخص تقريبًا.

تعاملت الحكومة العراقية مع ملف الأيزديين المختطفين بشكل خجل يؤشر على وجود إهمال كبير لملف حقوق الإنسان

لم تكن عملية اختطاف الأيزديات هي المأساة الأكبر، فهذا متوقع أن يدخل تنظيمًا إرهابيًا إلى أي مدينة فيستبيح كل شيء، خاصة إذا كان يسكن هذه المدينة "كفار" بحسب فكره، لكن الجريمة الأكبر كانت بالصمت المخزي على المستويين المحلي والدولي إزاء هذه الجريمة الكبرى.

اقرأ/ي أيضًا: هل يصلي الدواعش؟

تعاملت الحكومة العراقية مع ملف الأيزديين المختطفين بشكل خجل يؤشر على وجود إهمال كبير لملف حقوق الإنسان ولملف الإبادة الأيزدية التي يتعرض لها أبناء هذه الديانة، وفي ذات الوقت لم تتخذ خطوات حقيقية لتحرير المختطفات، وأبقت الأمر للصدف أو لمراحل التحرير في مدينة الموصل.

بيعت النساء الأيزديات في سوق النخاسة بمدينتي الموصل العراقية والرقة السورية، وكذلك الأطفال أصبحوا جزءًا مما يعرف بـ"جند الخلافة"، وبعضهم حمل السلاح ضد القوات الأمنية العراقية، وبعضهم ترسخت في عقله أفكار تكفيرية دفعته لتكفير أهله وأبناء ديانته.

لم يكن تنظيم "داعش" هو المسؤول الوحيد عن كل هذه المجازر، فالصحافة والإعلام والحكومة العراقية والمجتمع الدولي، جميعهم يتحمل مسؤولية صمته التي أخرت تحرير المختطفين وأودت بحياة العشرات منهم، فكلما تأخرنا في إنقاذهم، كلما كانوا في مأساة صعب التخلص منها.

صمت المجتمع الدولي ازاء عمليات الإبادة التي يتعرض لها الأيزديين، لا يمكن إلا أن نصفه بالشريك غير المشترك بالجريمة. فالصمت على الأفعال اللاإنسانية، لا يمكن أن يكون إلا صمتًا مؤيدًا لها، فمثل هكذا انتهاكات لحقوق الانسان لا يمكن أن نتأخر حتى في إبداء المواقف المضادة لها والمجرمة لها.

اليوم ونحن ندخل الأيام الأولى من العام الثالث على اختطاف الآيزديين، فإن الحكومة العراقية مطالبة بتحرك جاد وفعلي، عبر مجموعة من المختصين والدبلوماسيين، لحث المجتمع الدولي على إعطاء الأولوية في عمليات التحرير للمختطفين الأيزديين، وإلا لا قيمة لأي نصر عسكري ما دامت هناك انتهاكات لحقوق الانسان وقتل جماعي يقوم به تنظيم "داعش".

الموقف البارد من الحكومة العراقية لا يمكن إلا أن تقابله مواقف أبرد من المجتمع الدولي، فالحكومة التي لم تحرص على سلامة المدنيين الذين يعيشون داخل الحدود المسؤولة عنها، لا يمكن لأحد أن يأتي من الخارج ليكون حريصًا وساهرًا على سلامتهم، لذا من الضروري التحرك لانقاذ المختطفين، وإيقاف أسلوب "اللامبالاة" تجاه القضايا الإنسانية المهمة.

اقرأ/ي أيضًا:

الجولاني ينفصل عن القاعدة: إلى أين؟

الحشد الشعبي.. المليشيا في مواجهة الدولة من الداخل

حلب..الصراع على الورقة الرابحة في المعركة

الكلمات المفتاحية

الحروب.jpg

2025.. عام الحرب والسلام

الحروب هي في الأساس توترات مؤجلة انفجرت وتصاعدت بسرعة


الدراما في العراق.jpg

المسلسلات في "عام الإنجازات"!

هناك أسئلة عديدة حول المنحة الحكومية للدراما في العراق خلال 2024


احتفالات في غزة.jpg

نعم.. انتصرت غزة

الكيان الإسرائيلي في نكبة ليست أقل من نكبة غزة


مسعود بارزاني السوداني.jpeg

خلافات بغداد وأربيل.. تنافس يوضح المشهد السياسي لانتخابات 2025

لا يمكن أن تأتي إعادة تشكيل القوة في العراق إلا نتيجة لحدث عراقي أو إقليمي كبير من شأنه أن يعيد ضبط اللعبة

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert