عمليات "ثأر الشهداء" من زواية مجهرية
9 فبراير 2021
بين وجود الخليفة وغياب الخلافة، تبرز القيادات الأكثر توحشًا والأقل خبرة، هكذا هو الخط الأول الحالي لتنظيم داعش في العراق، إذ تتسم قيادات التنظيم الحالي بخط جهادي تكتيكي بغياب استراتيجية واضحة المعالم إن لم تنعدم تلك الاستراتيجية، ما جعل التنظيم يجنح إلى عمليات "الذئاب المنفردة" بعد بيان إعلان النصر وتحرير الموصل نهاية العام ٢٠١٧، حيث عمدت تلك الخلايا على العمل وفق مستويات جغرافية ذات تضاريس غير مستوية -على الأغلب - وفق مصادر تمويل ضئيلة اعتمدت على الأتاوات والتهريب بصورة كبيرة، فضلًا عن فقدان البيئة الجاذبة للتجنيد المحلي واقتصار البيعة على مناطق في مثلثاث الموت والبوادي والقرى النائية.
بين روايتين، أن الانتحاريّين الذين فجرا نفسيهما في ساحة الطيران في العاصمة بغداد كان أحدهما محليًا، والآخر من جنسية غير عراقية (على رواية التنظيم)، وأن الانتحاريين عراقيان وهي الرواية العراقية، تنكشف سلسة من خطابات "داعش" ذات الاتجاه التعبوي، وهو يقول إن التنظيم ما زال قادرًا على التجنيد الخارجي (المهاجرين) وقدرة إدخالهم وتجهيزهم، وإيصالهم إلى "مربع الفداء"، أي منطقة التفجير، بينما ينعكس ذلك في ثنايا الملفات الأمنية ومنها؛ الخط الفتي الذي تمثل بـ"والي العراق ونائب الخليفة" أبو ياسر العيساوي ذو الأربعين عامًا، الذي قتل بضربة جوية في وادي الشاي جنوب كركوك، كذلك مقتل أبو حسن الغريباوي القيادي في التنظيم الذي كان يشغل شبكة عملياتية، تمثلت بوالي الجنوب ومهندس تفجيرات الفرات الأوسط والجنوب، ومدير ملف التجنيد والنقل والتفخيخ وفتح المضافات في الصحاري وبوادي المدن والوديان، ما يشير إلى اختزال المهام بشخصيات معينة لعدم توافر القدرة على استقطاب قيادات مختصة تتسنم مهام مختلفة في الهيكل التنظيمي لداعش، أضف إلى ذلك؛ انسحاب الكثير من المجندين المحليين بعد فقدان تلك القيادات والعودة إلى الخلايا الخاملة أو الهرب خارج الحدود تجنبًا للضربات الجوية أو الاعتقالات، لتنتهي بقطع خطوط الإمداد الفردية، وانسحاب الجباة من أخذ الأتاوات التي تمثل أحد المصادر الضعيفة للتنظيم.
انتقال العمليات الإرهابية من استراتيجية (العمليات الشبكية) إلى (العمليات الخيطية) قد يكون سببًا رئيسًا في تأخير العمليات ضد التنظيم، وعلى سبيل المثال عمليات (ثأر الشهداء) التي انطلقت للقصاص من تفجير ساحة الطيران المزدوج في 21 شباط/فبراير 2021، ما يشير إلى التريث الكبير في استئصال هذه القيادات، وبالتالي، يفسر غياب عمليات الاعتقال واستبدالها بالاستهداف المباشر، كون هذه المجاميع تعمل بانفصال شبه متكامل عن بعضها البعض، ذاك السبب الذي قد يفوّت الفرصة على اعتقال بقية المجاميع في حال إحكام القبضة على أحدها، وربما التخادم الخارجي الذي يضغط زر الإنذار لاختباء العناصر أو هروبها.
اقرأ/ي أيضًا:
العقل المدبر لهجوم بغداد المروع.. معلومات جديدة عن عملية مقتل "الزئبق"
الكلمات المفتاحية

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات