عراق ما بعد الخراب.. صيف جديد دون كهرباء
2 يوليو 2021
دخل الصيف على العراقيين لتشهد حياتهم زيادات في استهلاك الكهرباء، على نحو متصاعد، مع ارتفاع درجات الحرارة بالتزامن مع ظهور تحديدات في القدرات الإنتاجية للوحدات التوليدية العاملة في المحطات الكهربائية.
أسئلة كانت أجوبتها قادرة على رسم صورة ما هو متوقع من مستوى أداء المنظومة الكهربائية الوطنية البائسة
ينكب المعنيون في قطاع الكهرباء سنويًا، وعلى وجه التحديد، العاملون في دوائر التخطيط، على وضع الأرقام المتوقعة لتطورات الزيادة في الطلب على الطاقة الكهربائية في فصل الصيف والذي يطلق عليه (موسم ذروة الطلب)، ويسخر لذلك قاعدة بيانات واسعة لدعم هذه العملية التي تسمى تنبؤات الأحمال ويجري ذلك بجهود هندسية متخصصة ومتمرسة تدعم ببرامج حاسوبية متطورة، بهدف الوصول إلى توقعات تقترب بدقتها (ما أمكن) من الحدود الفعلية التي تؤشر بموجبها متطلبات توفير شروط الإيفاء لتحقيقها بوساطة تطوير الإمكانات المتاحة، أو إسنادها بعوامل وقدرات مضافة ويشمل ذلك حلقات السلسلة الخاصة بخدمة الكهرباء كافة مثل (الإنتاج، النقل، التحويل والتوزيع) وما يتصل بها من حلقات ثانوية أخرى.
غالبًا ما يتم إنجاز هذا النوع من الفعاليات؛ (التنبؤ بالأحمال) قبل مدة زمنية مناسبة من حلول مواسم الصيف ذات الأيام اللاهبة، فهل يا ترى تم الانتهاء من وضع الخطط المستقبلية اللازمة وتوفير مستلزمات تنفيذها لتجاوز أزمة الكهرباء المتوقعة هذا الصيف أو جرى توفير جزءٍ منها لتخفيف تأثيرات هذه الأزمة؟ وهل سيكون تجهيز التيار الكهربائي لعموم المناطق أفضل من الصيف الماضي؟ وهل ستكون الإفاقة من جرعة التخدير الربيعية صادمة للمواطن أمام تردي خدمة خدمة الكهرباء أو فقدانها (لا سمح الله) بعد أن كانت شبه مستمرة بفعل الأجواء المعتدلة للأيام الربيعية الماضية؟ وماذا عن وعود إنجاز الربط الكهربائي الخليجي مع الشبكة السعودية؟ وماذا عن إنجاز فعاليات الصيانة السنوية لمكونات المنظومة الكهربائية كافة؟ وهل رفدت شبكات التوزيع بمحولات إضافية لمواجهة زيادة الأحمال المتوقعة؟ وماذا عن ضمانات استمرار تدفق كميات الغاز والكهرباء من إيران؟ وهل وهل وهل؟
أسئلة كثيرة طرحناها مبكرًا وكانت أجوبتها (في حالة توفر الدقة والشفافية فيها) قادرة على رسم صورة ما هو متوقع من مستوى أداء المنظومة الكهربائية الوطنية البائسة التي تدل على حالة التخبط والفشل في توفير أدنى متطلبات مواجهة الأحمال الكهربائية (الثقيلة) في هذا الصيف، وذلك بفعل العجز الحكومي عن وضع المعالجات الجذرية الحاسمة لمشكلات قطاع الكهرباء المركبة والمختلفة بعيدًا عن الحلول الترقيعية المكلفة.
قبل الاحتلال سنة 2003 كانت المنظومة الكهربائية العراقية تعاني العديد من جوانب الضعف في الأداء نتيجة لإجراءات الحصار الاقتصادي الخانقة التي فرضت على المؤسسات الحكومية المختلفة حيث استمرت هذه الإجراءات لغاية إعلان الاحتلال، فماذا فعلت الجهات الحكومية المسؤولة عن ملف الخدمات بعد رفع العقوبات الدولية عن العراق (إجراءات الحصار)، بعد سنة 2003؟ هل تم ترميم هذه المنظومة المتعبة خلال 18 سنة مضت في ظل ما تم رصده لها من عشرات المليارات الدولارية لانتشال واقعها إلى حالة تعافٍ؟ وهل استطاعت هذه المنظومة العمل بشروط ومواصفات آمنة لرفد مرافق المجتمع المختلفة بطاقة كهربائية مستقرة لتوفر إحدى متطلبات رفاهية وراحة المواطن العراقي المشروعة، بعد انتظار طويل كانت معاناته كبيرة نتيجة تردي إحدى الخدمات الرئيسة (خدمة توفير الكهرباء).
هذا الصيف سيكون أسوأ من الذي سبقه، فالعراق يعيش حالة ما بعد الخراب الآن وذلك ما يتوقع أن يزيد أوار الثورة الشبابية المظفرة استعارًا.
اقرأ/ي أيضًا:
انهيار منظومة الكهرباء: قبول استقالة الوزير.. وقرارات طارئة من الكاظمي
وزارة الكهرباء تكشف لـ "الترا عراق" سبب انهيار منظومة الطاقة
الكلمات المفتاحية

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات