"صليبيون" و"معركة الحسين".. لغة دينية جديدة في خطاب الانتقام لسليماني والمهندس
6 يناير 2020
ألترا عراق ـ فريق التحرير
تسبّبت عملية استهداف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، بصدمة مزلزلة أثرت على طرق التعاطي مع الحدث، وغيّرت الكثير من الحسابات السياسية والاجتماعية، وكان لهذه التغييرات حصّة واضحة في خطاب "الفصائل".
كان قتل سليماني والمهندس محفزًا لظهور خطابات تصعيدية لاستمالة العواطف الشعبية والدينية بشكل لم يسبق له الظهور من قبل
وبدأ يطغى على بيانات وتصريحات "الفصائل" خطاب تصعيدي جديد يستميل العواطف "الشعبية" والدينية بشكل لم يسبق له الظهور في خطابات ما قبل ليلة الغارة على المطار.
اقرأ/ي أيضًا: القصة الكاملة لاغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في بغداد
بدايةً، وكما رأى مراقبون، تشير الخطوات والتصريحات الصادرة عن الفصائل وبعض شخصياتها سواء بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، إلى رغبة الفصائل بتحشيد فئات إضافية وانضمام متطوعين جدد من المقاتلين إلى صفوفها، ولعل أكثرها صراحةً على سبيل المثال، دعوة المسؤول الأمني لكتائب حزب الله إلى "فتح باب التسجيل للراغبين بالتطوّع لتنفيذ عمليات استشهادية ضدّ القوات الأجنبية الصليبية". وبتتبعِ البيانات الأخيرة الصادرة عن بعض "الفصائل"، ولا سيما كتائب حزب الله في سياق التصعيد ضد القوات الأمريكية عقب مقتل سليماني والمهندس، يظهر فيها تكرار وصف القوات الأمريكية بـ"الصليبيين".
وفي تصريحات لقائد عمليات كتائب حزب الله، دعا القوات الأمنية العراقية للابتعاد عن القواعد التي تضم القوات الأمريكية لمسافة لا تقل عن 1000 متر، ابتداءً من مساء الخامس من كانون الثاني/ يناير، مضيفًا أنه "على قادة الأجهزة الأمنية الالتزام بقواعد السلامة لمقاتليهم وعدم السماح بجعلهم دروعًا بشرية للصليبيين الغزاة".
فيما أيدت حركة النجباء في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، ما ورد في تصريحات قائد عمليات كتائب حزب الله مبينين أن "موقفنا ثابت مع موقف إخوتنا في كتائب حزب الله".
قائد عمليات كتائب حزب الله: على قادة الأجهزة الأمنية الالتزام بقواعد السلامة لمقاتليهم وعدم السماح بجعلهم دروعًا بشرية للصليبيين الغزاة
اقرأ/ي أيضًا: صواريخ قبل "ساعة الصفر".. تحذير من الكتائب والنجباء وترامب يحدد 52 هدفًا!
بيان آخر أصدره المكتب السياسي لحزب الله تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، للضغط على الحكومة والبرلمان بإخراج القوات الأمريكية من العراق، مشيدًا بما قال إنه "فضل" المهندس وسليماني على العراقيين بمختلف قومياتهم ومذاهبهم وأن لهم "دَينًا" في رقاب الجميع.
وقال المكتب في بيانه إن "أمريكا كشفت عن وجهها القبيحِ المعادي للشعوبِ، وأسفرت عن أهدافها الشيطانيّة في إعادة احتلال العراق والهيمنة عليه، وذلك عندما ارتكبت جريمةَ استهداف القائد أبو مهدي المهندس، ذلك المجاهد الذي صُبغَت لحيته الشريفة بترابِ أرضنا المقدّسة بعدَ أن أدّى دورًا بارزًا ومُشرفًا في تحريرِها، وضيّف العراقُ المستشار ولواء الإسلام العظيم القائدَ الشهيد قاسم سليماني الذي طالَمَا شهدت له ساحاتُ القتال حضورًا ميدانيًّا فاعلًا، ومؤازرًا لأبناء العراق في الدفاع عن بلدهم، وله دينٌ في أعناق شعبنا؛ بعربه وأكراده، وتركمانه، وشبكه، ومسيحيّيه، وأيزيدييه؛ فضلًا عن سنته وشيعته، وقد شهِد له الجميع بدوره الكبير في تحرير العراق من دنس عصابات داعش الإجراميّة".
كما تضمن بيان المكتب "تذكير" بعض القوى الكردية التي تتأمل مساعدة أمريكية لإتمام انفصال الإقليم بأن أمريكا ليست حليفًا مضمونًا، قائلًا: "نحن نعلمُ أن بعض القوى الكرديّة تميل إلى جانب إبقاء هذه القوّات لغاياتٍ تتعلق بأحلام اﻻنفصالِ مع أن الجميع يعلم أن أمريكا ليست حليفًا مضمونًا، وﻻ صديقًا موثوقًا، وﻻ يمكن الركون إلى تعهداتها، ثمّ إن بعض القوى قد لا تعطي هذا الأمر أهمية، أو أولوية، فتتّخذ مواقف بعيدةً عن الشعور بالمسؤولية"، محذرة بـ"فضح الخونة والمتآمرين وحرمهم من دخول بغداد والتعامل معهم إذا لم يكونوا في خندق الحق لإخراج القوات الأمريكية".
وفي ذات السياق، دعا النائب عن كتلة "صادقون" الجناح السياسي لحركة عصائب أهل الحق حسن سالم، العراقيين للاختيار بين "الحسين" وأمريكا، وقال سالم في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه: "ليس هنالك متسع من الوقت، فإما أن تكون مع أمريكا أو تكون مع الحسين".
أضاف سالم: "إما أن تتوقف عند حدود الزمن وتكون عظيمًا، وإما أن تسير مع الأعداء لمصلحتك وتكون فطيمًا"، مشيرًا إلى أن "الأفضل أن تكون ممن يخلدهم التاريخ، وتكون من العظماء وفي طريق الشهداء، وأن تجعل العقيدة أساس مبدأ حياتك وأهلك ومن المقربين إليك فالباطل زائل، والحق مخلد".
واثق الهاشمي لـ"ألترا عراق": استخدام مصطلحات من قبيل الصليبين وما شابه، تنذر بسابقة خطيرة كون البلاد تحتوي على أديان مختلفة ومسيحيين
بدوره قال المحلّل الأمني والسياسي واثق الهاشمي في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "استخدام مصطلحات من قبيل الصليبيين وما شابه، تنذر بسابقة خطيرة كون البلاد تحتوي على أديان مختلفة ومسيحيين، وهذا الاستخدام قد يشعرهم بأنهم أصبحوا غير مرغوبٍ فيهم".
اقرأ/ي أيضًا: الصدر "يرث" سليماني والمهندس.. هل تتسع العباءة لـ "الميليشيات" والتحرير؟!
وأكد الهاشمي أن "الوضع الآن هو حرب إيرانية أمريكية بأيادٍ عراقية، وفي الحرب يتم التحشيد واستمالة عواطف الناس"، معتبرًا أن "استخدام كلمة الصليبيين هو لتحشيد المتطوعين من جميع الطوائف".
اقرأ/ي أيضًا:
لحظات المهندس وسليماني الأخيرة.. شكوك وتفاصيل "سرية"
تحذير من الحرب المحتملة.. كيف سيؤثر تعليق أنشطة حلف الأطلسي على العراق؟
الكلمات المفتاحية

بعثة الناتو: عملنا سيستمر لأعوام بالعراق.. وندرب قواته على إغلاق الحدود مع سوريا
الاتفاق مع الحكومة العراقية على 32 هدفًا طويل الأمد لدعم مهمة الناتو في العراق

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات