صفقة أمريكية وتكتّم من الكاظمي.. قافلة المنقبات تثير رعبًا في العراق

بعد عدة محاولات من قبل الحكومة العراقية ومنظمة الصليب الأحمر ومنظمة الهجرة الدولية، دخلت عوائل مقاتلي تنظيم "داعش" العراق لتستقر في مخيم الجدعة جنوب مدينة الموصل شمال العاصمة بغداد.

أثارت إعادة عوائل مقاتلي "داعش" إلى العراق امتعاضًا ومخاوف أمنية 

100 عائلة هي الوجبة الأولى وقد نقلت عبر 50 مركبة وبحماية عسكرية عراقية من مخيم الهول بسوريا إلى الداخل العراقي وسط امتعاض شعبي كبير، ومخاوف من تأثيرات على الأمن الاجتماعي.

ويتألف عدد العراقيين الموجودين في مخيم الهول في سوريا، والذي من المقرر نقلهم إلى مخيم "العملة" من 30 ألف شخص، 95% منهم من عوائل تنظيم داعش.

ويقول النائب في البرلمان عن نينوى شيروان الدوبرداني لـ "الترا عراق"، "لقد بذلنا كل ما بوسعنا، و بح صوتنا، وواجهنا الكثير من الاتهامات والانتقادات، وضغطنا على أنفسنا سعيًا لتحقيق حلمنا جميعًا بعدم السماح لعودة عوائل داعش للعيش بيننا".

اقرأ/ي أيضًا: النصر المتوهم.. تسريب حصري يجيب سؤال إلى أين ذهب عناصر داعش في العراق؟

ويشير الدوبرداني، إلى فشل عدة محاولات للتصدي إلى القرار، مبينًا أنّ "محافظة نينوى تعاني أساسًا من هذه المشكلة بسبب وجود مخيمات مماثلة تستقبل عوائل عناصر داعش في جنوب المحافظة منذ عام 2017".

ويشدد النائب، على ضرورة "خضوع سكان تلك المخيمات إلى برامج مكثفة لإعادة التأهيل".

وتتمثل أكبر المخاوف في مساهمة تلك العوائل في إعادة تنظيم خلايا مسلحة للتنظيم المتشدد في مناطف محافظة نينوى، كما يقول النائب عن المكون الإيزيدي، صائب خدر.

وهاجمت السياسية الإيزيدية، فيان دخيل، وهي نائبة سابقة في البرلمان العراقي، رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لـ "نقل عوائل مقاتلي تنظيم داعش في باصات حكومية تحت حماية القوات الأمنية".

وقالت دخيل في بيان، إنّ "الصفقة إهانة كبيرة جدًا لجراح الضحايا التي ما تزال تنزف، وصفعة أخرى في وجه الإنسانية وفي وجه الألم الذي ما زلنا نعيشه".

وتتكتم الحكومة على تفاصيل "الصفقة" التي جرت بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفق تقارير صحافية.

وكشف مسؤول أمريكي في تصريح لـ "أسوشيتد برس"، أنّ "نقل الأشخاص من المخيم يعتبر ملفًا من ملفات عدة تناقشها الحكومتان الأميركية والعراقية، ضمن سعيهما لوضع خارطة طريق للعلاقات الدبلوماسية والعسكرية المقبلة فيما بينهما".

ويعيش في مخيم الهول نحو 70 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وكثير منهم كانوا قد نزحوا بسبب الحرب في سوريا والمعارك ضد تنظيم داعش، نحو نصفهم من العراقيين.

ويقول علي غوان، باحث سياسي، لـ "الترا عراق"، إنّ "نينوى لن تكون مكب للنفايات كما يريد البعض"، مطالبًا بإخضاع عوائل التنظيم إلى برامج تأهيل لـ "انتزاع أفكارهم المتطرفة وخاصة الأطفال المتأثرين بفكر داعش".

ويؤكد الباحث، أنّ "الراي العام ليس على معرفة تامة بالخطوة الحكومية، ويجهل الكثيرون أنّ العائدين هم مواطنون عراقيون والسلطات ملزمة بإعادتهم وفق القوانين الدولية سواء كانوا إرهابيين أو غير ذلك".

ويبيّن غوان، أنّ "مخيمات جنوب المحافظة التي تضم عوائل عناصر داعش هي أمر واقع"، عازيًا اختيار محافظة نينوى لإيواء عوائل التنظيم إلى "وجود المنظمات الدولية المختصة، وكذلك قربها من إقليم كردستان حيث يقيم أعضاء تلك المنظمات".

فيما يرى الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الأقليات نهاد القاضي، إعادة توطين تلك العوائل "أمرًا منطقيًا بحكم المسؤولية القانونية للحكومة"، لكنه يشدد في الوقت ذاته على ضرورة "حجزهم في إصلاحيات تتضمن برامج إعادة تأهيل لتجذير هويتهم الوطنية والإنسانية".

يؤكد مختصون ومراقبون على ضرورة إعادة تأهيل عوائل مقاتلي التنظيم وفق برامج مدروسة

ويؤكد القاضي، أن "أهم محور يجب التركيز والتأكيد على تحقيقه وبأساليب صحيحة تحمي المجتمع وتبني أفراد أصحاء ذهنيًا وعقائديًا، هو الجانب الديني، وهذا يقع على عاتق الوقف السني والوقف الشيعي والجهات الدينية المعنية، مما يشكل مسؤولية كبيرة".

اقرأ/ي أيضًا: 

بينهم أحد منفذي "سبايكر".. القصّة الكاملة لصفقة تسليم عناصر داعش من مصدر خاص

المخابرات العراقية تخترق "داعش" في سوريا.. وتفكك أكبر شبكات تمويله