
بورخيس في المتنبي
فجأةً، استدركت أني رأيت هذا الرجل من قبل، وعندما أصبح نظري على كتاب "صانع المتاهات" الذي يحمل صورة بورخيس، عرفت مع من كنت أتكلم، خرجت أبحث عنه ولم أجده، وأعرف أني لو حدثت البقية عن زيارته للمتنبي لن يصدقني أحد في شارع المتنبي

كبرنا في منازل امتلأت بالموت
تبنتي ساحرة، الأمر الذي زاد من ريبة الناس حولي، اصبحت حديث الكل، كما قالوا لي فيما بعد الملعونين، والمنبوذين، وكنت معهم إلى مصير مجهول، اقض الساعات في الجوع، والألم، املأ فراغ معدتي بالذي أسرق، أو اعمله من طلاسم، هذا ما ورثته من أمي الساحرة

نهداك لأرض جفافي
وقتك يختلف عن الساعات،/ وقتك قصائد/ ربما تدوم، ربما تنتهي/ */ نافذة قلبي، عكس المعروف/ تستقطب ظلك، والضوء/ في عالمي، ظلك ضوء/ */ ابتكر الضياع، أسميه أنتِ/ أغادر مني/ أراكِ، وأقول: لست أنت/ تفترس أقدامي الشوارع ولا أصل

مُدَخّن شِعر
في دفتري المدرسي،/ أمنية طفولية قديمة جدًا، وجدتها في غابة أغراضي،/ أزحت عنها التراب والغيوم/ فتردد صدى طفولتي/ واستيقظت الأمنية مثل مطر غزير/ طرقت بابي شاعرة عاشقة/ تكتب قصائدها بالضوء، وهي تدخن/ غرفتي الكئيبة تردد معها القصائد أيضًا

في انتظار المسيح
قبري مجاور لي،/ تحركت نحوي/ قابلت الميت والحي،/ الظل واحد والضوء مختلف،/ وصدى يطرق الجدران ليخرج./ ثمة إكليل ورد ذابل على قبري/ يتنفس التراب كسمكة تموت،/ ليكمل المشهد./ */ أمي لا تملك مالًا لثوب أسود/ لذا ترتدي ظلي، وقليلًا من الليل

نكبر مثل بالون
كان صديقي يكذب، وهو يدعي خوفه من الأماكن العالية/ إذ علقوا صورته على الجسر/ وهو يبتسم/ */ فكرتُ بخلق ليل/ جمعتُ ظلي كله في غرفة/ */البحار، وكل هذا الماء،/ دمع الله / في وحدته/ */ نخاف كل شيء حاد/ مثل الإنسان

قميص الأرض
كنت أقول لابني: تعلم عزف الناي/ قال: لم؟/ قلت: لأن جراح الأرض كثيرة، ولا نملك يدًا كبيرة تداوي/ * أصابع تنبت في العراء/ تشير لقتلانا اللامرئيين/ دون صليب عرجوا إلى السماء،/ ناموا على كف الغيمة،/ يشبهون الزجاج المتكسر/ يحملون حلمًا/ لا يتكرر

قلبٌ تقضي العصافير حاجتها عليه
من فك بكارة الكون/ ليرى بشرًا مثلنا؟ (*) عيناك كاميرا إباحية/ تسجل مشاهد اغتصاب العالم (*) تقذفك الحياة بعد استمناء طويل/ ترى نفسك في مجاري القدر/ تلعن اليد المداعبة (*) أغسل المطر بعاركم/ فيموت الغيم