رأي

سياسيو العراق.. أنفاس الموت الأخيرة

28 فبراير 2020
GettyImages-1199594547_0.jpg
المد الشعبي في الاحتجاجات فاق التوقعات (Getty)
علاء حسين
علاء حسين كاتب من العراق

لم يدر بخلد الطبقة السياسية أن هذه التظاهرات ستكون السهم الأخير في نعشها، ولم يصور لها خيالها المريض أن ممارسة أبشع الطرق مع المحتجين ما هي إلا تأكيد على أنها لن تفي بأي عهد قطعته أمام الله وأمام الشعب بدفع عجلة البلاد إلى الأمام. التنصل والتسويف والرهان على نفاد صبر المحتجين هي ما عولت عليه هذه الطبقة الفاسدة لإنهاء خطر إقصائها من المشهد تمامًا فكل ما كان يدور من حديث في وسائل الإعلام ومنصات التواصل حول تلبية مطالب المحتجين والانصياع لمطالبهم كان مجرد مضيعة للوقت لا أكثر.

كل ما اتجهت القوى السياسية إلى إنهاء التظاهرات بالقوة لاقت المصير ذاته، حشد بشري على مد البصر يرفد ساحات التظاهر دونما شعور

التمسك بالمطالب وإدامة زخم الاحتجاجات أحرج هذه الطبقة كثيرًا فكل ما اتجهت إلى إنهاء التظاهرات وفض الاعتصامات بالقوة لاقت المصير ذاته، حشد بشري على مد البصر يرفد ساحات التظاهر دونما شعور، وهو ما لم تستطع هذه الفئة أن تستوعبه لغاية الآن.

اقرأ/ي أيضًا: ديمقراطية التوافق.. رؤساء بلا أب ومكلف بـ"التواثي"

ومع هذا المد الشعبي الذي فاق التوقعات ألبست هذه الطبقة الحاكمة بعض الجهات ثوب المسؤولية وزجت بها داخل التظاهرات كآخر ورقة يمكن أن تستخدم للحفاظ على هيبتها المنزوعة فقدمت منصب رئاسة الوزراء لمحمد توفيق علاوي على طبق من الدماء وراحت تنزع جلدها كالأفعى الرقطاء وتوهم الشارع أن هذا المرشح خرج من رحم سوح التظاهر وفرضته بقوة السلاح كما جرى في النجف والتحرير.

في هذا الوضع ومع تسارع وتيرة الأحداث وتقلبات الشارع لم يكن أمام المحتجين سوى اللجوء إلى خيار القبول بالمرشح بعد أن تغلبت لغة السلاح على كل بيانات الرفض، ولكن في الوقت ذاته يجب أن تعي الطبقة السياسية أن القبول بالمرشح لا يعني الاستغناء عن المطالب ونسيان كل التضحيات التي باتت جلية في ساحات الاحتجاج، بل هي خطوة تمهيدية لإجراء الانتخابات المبكرة التي من الممكن أن تغير الوضع كثيرًا وتساهم في إنهاء هيمنة الأحزاب السياسية التي باتت تطلق أنفاس الموت الأخيرة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل سيرضى العراقيون بالقليل من حكومة علاوي؟

رسالة إلى القوى الشيعية.. دعوة لركوب الموجة!

الكلمات المفتاحية

الحروب.jpg

2025.. عام الحرب والسلام

الحروب هي في الأساس توترات مؤجلة انفجرت وتصاعدت بسرعة


الدراما في العراق.jpg

المسلسلات في "عام الإنجازات"!

هناك أسئلة عديدة حول المنحة الحكومية للدراما في العراق خلال 2024


احتفالات في غزة.jpg

نعم.. انتصرت غزة

الكيان الإسرائيلي في نكبة ليست أقل من نكبة غزة


مسعود بارزاني السوداني.jpeg

خلافات بغداد وأربيل.. تنافس يوضح المشهد السياسي لانتخابات 2025

لا يمكن أن تأتي إعادة تشكيل القوة في العراق إلا نتيجة لحدث عراقي أو إقليمي كبير من شأنه أن يعيد ضبط اللعبة

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert