ذكرى 25 تشرين.. حضور يرد على "التسويف" ومواجهة مع "راكبي الموجة"
26 أكتوبر 2020
مرت الذكرى السنوية الأولى للجولة الثانية من احتجاجات 25 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وسط قلق ومخاوف من استغلالها من جهات سياسية لتصفية الحسابات مع الحكومة، بالوقت الذي يتهم محتجون الحكومة بالمماطلة والتسويف لمطالب الساحات، والتي تتقدمها محاسبة قتلة المحتجين.
قال متظاهر إن السيطرات الرئيسية في مداخل العاصمة منعت الباصات الكبيرة والصغيرة من الدخول، بتعليمات من قيادة العمليات فيما تجاوز بعض المتظاهرين السيطرات سيرًا على الأقدام
شهدت أيام التحشيد ليوم 25 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، دعوات لتنظيم احتجاج مركزي لجميع المحافظات في العاصمة بغداد، مع اختيار منطقة العلاوي في جانب الكرخ، كبديل لساحة التحرير، سبقها عقد سلسلة اجتماعات بين متظاهرين عدد من المحافظات، تمخض عنها اختيار لجنة تنظيمية مركزية للتظاهرات، أخذت على عاتقها أصدار حزمة توجيهات، بالإضافة إلى اختيار الناشط ضرغام ماجد من الحلة رئيسًا للجنة.
اقرأ/ي أيضًا: 25 تشرين.. رفاق صفاء السرايّ يطلقون جولة جديدة من الاحتجاجات
وأكد بيان للجنة على الالتزام والتعاون مع اللجان المنظمة والقوات الأمنية، والتركيز على الهتافات الوطنية، وعدم حمل الآلات الجارحة، فيما أضاف البيان الذي أطلع عليه "ألترا عراق"، "أيها الثوار الأحرار أهالي بغداد ومحافظاتنا الكرام أن وحدة صفنا وكلمتنا دليل على قوتنا وعزمنا على تحقيق المطالب والثأر لدماء شهدائنا، وعليه نهيب بكم الانضباط العالي والتعامل الحسن مع كل المتغيرات و سيكون التجمع في العلاوي يوم الأحد المصادف 25 في الساعة التاسعة صباحًا وإتباع ما يلي :"الالتزام والتعاون مع اللجان المنظمة، والتعاون مع القوات الأمنية في الحفاظ على الأجواء العامة و إبعاد المندسين، والتركيز على الهتافات الوطنية الهادفة التي تمثل ثورة تشرين ودماء أبنائها، تشرين التي (تريد وطن) لن تسمح لأحد ممن يريدون تشويهها بالتعدي على الممتلكات العامة و الخاصة، ويمنع حمل الآلات الجارحة أو اللثام".
حاولت السلطة عرقلة وصول المحتجين إلى بغداد، بحسب المحتج أحمد الشريفي، والذي يقول إن "السيطرات الرئيسية في مداخل العاصمة، منعت الباصات الكبيرة والصغيرة من الدخول، بتعليمات من قيادات العمليات، بالإضافة إلى منع الشباب، والتفتيش الدقيق لهم"، مبينًا أن "الشباب تجاوزوا السيطرات الرئيسية سيرًا على الأقدام، أو بالتخفي مع العوائل الوافدة إلى العاصمة".
وأضاف الشريفي لـ"ألترا عراق"، أن "ساحة التحرير ومنطقة العلاوي شهدتا توافد الآلاف من المحتجين، لكن القمع في الأخيرة كان أشد، إذ استخدمت القوات الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع بالإضافة إلى الضرب بالهراوات والاعتداء على المحتجين".
من جهته، يعتبر الناشط حسين الغرابي، أن ما حدث هو توهج لثورة تشرين، خاصة في ظل التنظيم الذي حصل، وبقاء جزء من الفاعلين في محافظاتهم، بالرغم من استمرار استغلال المليشيات للضعف الحكومي والأمني، خاصة وأن الحضور كان كبيرًا ويليق بذكرى تشرين، وهو رد على التسويف والمماطلة الذي تمارسه الحكومة إزاء مطالب المحتجين.
لا ينفي الغرابي في حديثه لـ"ألترا عراق"، وجود محاولات لـ"ركوب" الاحتجاجات من قبل قوى سياسية متنفذة، وهي جزء من محاولات متكررة، فيما يراهن الغرابي على "تجذر تجربة ووعي الشباب المحتج خلال السنة من عمر الاحتجاج، والتي كانت محاولات الاستغلال السياسي للاحتجاج مستمرة خلالها".
المحتجون الانقياء
إزاء ذلك، برزت المخاوف من زج جهات حزبية عناصرها إلى ساحات الاحتجاج، وارتكابها تجاوزات على القوات الأمنية باسم المحتجين.
يعتقد رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، استخدام الاحتجاجات من قبل القوى السياسية جزء من أوراق الضغط التي تمارسها قوى سياسية لتصفية حساباتها مع شركاءها أو مع الحكومة، مبينًا أن "تلك المخاوف لا تعني أن الاحتجاج تابع بشكل كامل إلى تلك الجهات، وإنما هي حالة طبيعية، ولا تنفي وجود دوافع حقيقية في الواقع للاحتجاج".
قال رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري إن الغلبة بالنهاية للشعارات التي تطالب باستعادة الدولة، وإنهاء الفساد واحتكار السلطة، ومحاسبة قتلة المحتجين
وأضاف الشمري في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "المحتجين الانقياء لهم الأغلبية بشكل عملي، من خلال أعدادهم ومطالبهم التي تحدد خارطة طريق للاحتجاج، أما الشعارات السياسية التي تستهدف جهة دون أخرى، تكشف من يقف خلفها، ولكن الغلبة بالنهاية للشعارات التي تطالب باستعادة الدولة، وإنهاء الفساد واحتكار السلطة، ومحاسبة قتلة المحتجين، ستعكس وجود السواد الأعظم في الساحات من المحتجين الانقاياء".
اقرأ/ي أيضًا: 25 تشرين.. فاصل تاريخي بطله التحدي
يتصور رئيس مركز التفكير السياسي، أن الكاظمي يدرك وجود من يريد توريطه في دماء المحتجين، ولهذا اتخذ سلسلة قرارات على مستوى قيادات العمليات في بغداد والمحافظات بسب الأسلحة من القوات الأمنية في ساحات الاحتجاج ومقترباتها، بالإضافة إلى أن "القيادات اتعظت من أخطاء الاعتداءات السابقة، خاصة ونحن أمام طاقم حكومي مختلف عن السابق بعهد رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي".
وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، إصابة 32 متظاهرًا و138 منتسبًا في الأجهزة الأمنية خلال تظاهرات 25 تشرين الأول/أكتوبر 2020، التي شهدتها بغداد وبعض المحافظات الأخرى يوم أمس الأحد.
وقالت المفوضية في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، إنه "تواصل فرق المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق رصدها للتظاهرات الحاصلة في العاصمة بغداد وباقي المحافظات، وتعبر المفوضية عن قلقها وأسفها البالغ لسقوط جرحى ومصابين بين المتظاهرين والقوات الأمنية نتيجة للمصادمات بين القوات الأمنية والمتظاهرين في بغداد، والتي بلغت (31) مصابًا من المتظاهرين إضافة إلى إصابة وجرح (138) منتسبًا من القوات الأمنية بينهم (7) ضباط، إضافة إلى إصابة متظاهر ومنتسب في محافظة الديوانية ليصبح المجموع الكلي في عموم العراق (32) متظاهرًا مصابًا، و(139) منتسبًا".
وأضافت أن "ذلك جاء نتيجة استخدام بعض المتظاهرين غير السلميين ثلاث قنابل يدوية وقنابل المولتوف تجاه القوات الأمنية إضافة إلى استخدام الحجارة والهراوات والعصي، والحاق إضرار بعجلتين تابعة للدفاع المدني وحرق خيمتين في ساحة التحرير، في حين لم تشهد باقي المحافظات أي أحداث عنف أو تصادمات تذكر".
اقرأ/ي أيضًا:
الكلمات المفتاحية

بعثة الناتو: عملنا سيستمر لأعوام بالعراق.. وندرب قواته على إغلاق الحدود مع سوريا
الاتفاق مع الحكومة العراقية على 32 هدفًا طويل الأمد لدعم مهمة الناتو في العراق

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات