سياسة

ذكرى غزو العراق.. هل منحت واشنطن خامنئي ما لم يحلم به الخميني؟

9 أبريل 2020
GettyImages-1191140403.jpg
جر الغزو على العراق كل أنواع الأزمات والعنف على مدى 17 عامًا (Getty)
علي الأعرجي
علي الأعرجي صحافي من العراق

ألترا عراق - فريق التحرير

ربما تجسد ذكرى الغزو مبدأ طالما أثبته التاريخ، مفاده أن المنتصر في المعركة لن يكون الرابح بالضرورة، فالولايات المتحدة التي شنت الحرب ضد العراق وتصدرت مشهد إسقاط نظام صدام حسين وقدمت خسائر فادحة في الأرواح والموارد، ما تزال تصارع بحثًا عن مكسب واضح في وجه عدوها الشرس في الشرق الأوسط، متمثلاً بنظام المرشد الأعلى.

قدمت الولايات المتحدة خسائر فادحة في الأرواح والموارد وما تزال تصارع بحثًا عن مكسب واضح أمام إيران في العراق

في هذا الوقت من كل عام، يلقي السياسيون والمحللون والمراقبون الضوء على ما خلفه الغزو في البلاد وما جره على المنطقة من أزمات، ليخلصوا إلى أن طهران ما تزال متقدمة على واشنطن بخطوات في الصراع المحتدم على أرض العراق، بل إنها ربما استطاعت أن تمتلك من النفوذ فيه ما لم يكن يحلم به مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران روح الله الخميني.

اتهم رئيس الوزراء البريطاني السابق، جوردون براون، في كتاب له صدر عام 2017 والذي يحمل عنوان "حياتي وأزمتنا"، الولايات المتحدة، بتوريط الحكومة البريطانية، عن طريق الخداع في المشاركة بعملية غزو العراق، موضحًا أن "البنتاجون" كان على علم بأن بغداد لا تملك أسلحة الدمار الشامل ولم يبلغ لندن بذلك.

اقرأ/ي أيضًا: 16 عامًا على "سقوط بغداد".. الخراب أيقونة للماضي والمستقبل

وذكر براون، الذي كان يتولى إبان غزو العراق في العام 2003 منصب وزير المالية، وخلف توني بلير في مقعد رئيس الحكومة العام 2007، أن التقرير الاستخباراتي السري الأمريكي، بشأن مزاعم عن وجود أسلحة الدمار الشامل في قبضة نظام صدام حسين، لم يسلم أبدًا للحكومة البريطانية، مشيرًا إلى أنه لو حدث ذلك، لتطورت الأوضاع لاحقًا، حسب سيناريو آخر.

سم الديمقراطية!

وبعد 17 عامًا على الغزو، تواجه البلاد مرحلة حرجة، وتعجز الطبقة السياسية منذ أشهر عن إيجاد مخرج لأزمات يرافقها غضب شعبي عبرت عنه احتجاجات عارمة منذ أشهر، بعد أن ذاقوا سموم الفساد والعنف والحرمان مدسوسًا في "عسل الديمقراطية".

تتذوق البلاد منذ 2003 سموم العنف والفساد والحرمان مدسوسًا في عسل الديمقراطية 

وتقول كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش،  في آيار/مايو 2017، إن السبب الحقيقي لاتخاذ الولايات المتحدة قرار غزو العراق هو الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، لا لجلب الديمقراطية للدولة الشرق أوسطية المحورية.

لحظة الفوضى العارمة!

حجم الخسائر والأزمات التي جرها الغزو دفع الرئيس الأمريكي الأسبق وصاحب قرار الحرب، جورج بوش الابن، إلى الاعتراف بفداحة الخطأ الذي ارتكبه، والتعبير عن الندم بعد مرور 11 عامًا، حينما كانت البلاد تقف على شفا الهاية يتربصها تنظيم متطرف وأزمة اقتصادية خانقة.

فيما قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يعاني في اتخاذ القرارات "الصائبة" لمواجهة ماتتعرض له القوات والمصالح الأمريكية أمام إيران وأجنحتها العسكرية والسياسية في العراق، إن غزو العراق هو "أسوأ قرار اتخذ في تاريخ الولايات المتحدة".

وأكد ترامب في مقابلة مع صحيفتي "تايمز" البريطانية و"بيلد" الألمانية في عام 2017، إن الهجوم الأمريكي على العراق ما كان يجب أن يحدث في المقام الأول، مشددًا على أن قرار الغزو كان واحدًا من أسوأ القرارات، وربما أسوأ قرار اتخذ في تاريخ بلاده على الإطلاق.

يقّر البيت الأبيض بفداحة الخطأ الذي ارتكبه منذ 17 عامًا في العراق 

وأضاف ترامب: "لقد أطلقنا العنان.. إنه أشبه برمي أحجار على خلية نحل، إنها واحدة من لحظات الفوضى العارمة في التاريخ".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

التاسع من نيسان.. يوم بُعث الإرهاب

الحلم العراقي.. من الاستبداد إلى المحاصصة!

الكلمات المفتاحية

قائد بعثة الناتو شخويرس.jpg

بعثة الناتو: عملنا سيستمر لأعوام بالعراق.. وندرب قواته على إغلاق الحدود مع سوريا

الاتفاق مع الحكومة العراقية على 32 هدفًا طويل الأمد لدعم مهمة الناتو في العراق


المشهداني السوداني.jpg

"أعتبر النظام مالتي".. المشهداني: السنة لن يقبلوا أن يحكموا الأغلبية بعد الآن

رئيس مجلس النواب يتحدث عن النظام السياسي وزيارة الشرع إلى العراق وقانون العفو العام


الترا-عراق01.png

حكومة السوداني تسحب دعوى قضائية ضد فجر السعيد.. ما القصة؟

أعلنت السفارة العراقية في الكويت سحب الدعوى القضائية ضد الإعلامية فجر السعيد


سهل نينوى.jpg

"مذكرة مسيحية" تطالب بسحب الميليشيات من سهل نينوى وقانون للأحوال الشخصية

طالبت بسحب الميليشيات المسلحة من سهل نينوى وتعديل قانون الانتخابات وإقرار قانون أحوال شخصية لغير المسلمين

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert