جدل الدعوى ضد أحمد وحيد مستمر.. من يغذي التضييق على الحريات؟ 

أثارت قضية رفع دعوى ضدّ الممثل والكاتب أحمد وحيد، على خلفية مشهد تمثيلي اعتبر "إساءة للقضاء"، جدلاً واسعًا، وسط تضامن الأوساط الفنية والشعبية مع الفنان العراقي.

اعتبر أحد المشاهد التمثيلية التي قدمها الفنان أحمد وحيد "إساءة" للقاضي الذي حكم بالإعدام على صدام حسين

وقبل أيام قليلة، رفع محام عراقي دعوى قضائية ضد أحمد وحيد بتهمة الإساءة إلى القاضي محمد عريبي، الذي أصدر حكم الإعدام بحق رئيس النظام السابق صدام حسين، في إحدى حلقات برنامج قط أحمر 3.

 

يذكر أن القاضي محمد عريبي الخليفة، كان قد رشح نفسه للانتخابات البرلمانية خلال العام 2018 لكنه خسر فيها، ليتوفى في شهر نيسان/أبريل 2021 عن عمر ناهز 52 عامًا في بغداد إثر مضاعفات فيروس كورونا في ذاك الوقت.

تعليق جديد من وحيد

ويقول أحمد وحيد لـ"ألترا عراق"، أنا "لم أقلد أي شخص بعينه"، مؤكدًا أنّ "الحلقة التي أثارت الجدل لم تتناول شخصية القاضي محمد عريبي ولا أي قاض آخر باسمه"، مضيفًا أنه "تقمص دور قاضي بشكل عام، لكن للأسف البعض اعتمد على شكل الشارب ليعتبرها دليلاً على استهداف القاضي المرحوم وهذا غير صحيح بالمرة".

ووفقًا لكلام وحيد، فإنّ المشهد لم يجسد أو يقلد صوت وحركات القاضي عريبي، مستطردًا بالقول إنّ "شخصية القاضي التي تقمصها لم تكن سيئة وإنما شخصية إيجابية تحاسب المسيء وتحافظ على أرواح الناس".

ويعبر وحيد، عن استغرابه بمفردة "الإساءة"، التي وردت في ورقة المحامي التي قدمها للقضاء، مشيرًا في ذات الوقت إلى أن "القضاء لم يقم باستدعاءه حتى الآن".

وعن موقف القناة التي تبث البرنامج، يؤكد وحيد، أنها "خصصت فريق دفاع مستعد للتحرك عند أي استدعاء قضائي".

تضامن شعبي وفني

وأطلق فنانون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن مع الفنان أحمد وحيد، إزاء الدعوى القضائية، منتقدين الهجمات التي يتعرض لها الممثلون في العراق.

وفي هذا الصدد، يقول الفنان والمخرج العراقي، علي فاضل عبر صفحته على "فيسبوك"، "لا أعرف ماذا أقول من بداية مشكلة أحمد وحيد، لأنني مررت بهذه الأزمة سابقًا وأعرف الظلم"، مضيفًا "ما يجري هو عيب ووحيد أكبر من هذه التهمة"، لافتًا إلى أن "كل من يمد يده على أزمات البلد تنفتح عليه أبواب جهنم".

في المقابل، طالب السيناريست حامد المالكي، بـ"عدم تأويل المشاهد بشكل مريض"، مطالبًا بالتركيز على دعم الأعمال الفنية العراقية والتخفيف من انتقادها بهذا الشكل.

هديل كامل، الممثلة العراقية الشهيرة بدورها تعلق على الأزمة بالقول "كلشي ولا أحمد وحيد.. رجاءً لتدخلوه بحلبة التأويلات، وتنهالون عليه باللكمات، هذا الفنان أتابع خطواته الحريصة في تقديم كوميديا عائلية نظيفة تستطيع أن تجلس مع أبنائك وتشاهدها دون أن تمسك بالريموت خوف أن ترد كلمة خادشة أو موحية… رجاءً أهلنا وحبايبنا  ممن التبست عليهم الأمور".

وذهبت حملة التضامن على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أبعد من ذلك، حيث بدأ الحديث عن الأسباب الخفية التي تقف وراء الدعوى القضائية التي طالت وحيد، معللين السبب بـ"الحملة الأخيرة التي باتت تستهدف القناة التي تبث العمل سياسيًا، والتي بدأت من مسلسل الكاسر وانتهاءً بقط أحمر".

 

وأثار مسلسل "الكاسر"، الشهر الماضي، جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، على خلفية اتهامه بأنه "يستهدف العشائر في المحافظات الجنوبية".

 

تدخل نقابي

ودخلت نقابة الفنانين العراقيين خط الأزمة، على لسان نقيبها جبار جودي، حيث قال إنّ نقابته تقف بقوة مع الفنان أحمد وحيد ضد ما سماه بـ "التخرصات"، التي قدمت إلى القضاء.

ويضيف جودي، خلال حديثه المقتضب لـ"ألترا عراق"، أنّ "تقديم دعوى قضائية ضد فنان تعتبر سابقة خطيرة ولا يمكن السكوت عليها".

النقابة، والكلام لجودي، بـ"كامل عددها وأعضاءها يقفون مع وحيد، مشددًا على "عدم المساس بالفنان العراقي على كافة الأصعدة".

نقيب الفنانين العراقيين: تقديم دعوى قضائية ضد فنان سابقة خطيرة ولا يمكن السكوت عليها

وفي بيان اطلع عليه "ألترا عراق"، عدّ مركز النخيل للحقوق والحريات الصحفية حملة "الاستهداف والتسقيط التي يتعرض لها وحيد ضمن حملة واسعة باتت تستهدف الحريات الإعلامية والفنية والمدنية في العراق والتي تغذيها جماعات معروفة".

ويتفق الصحفي، سيف العيسى، مع ما جاء في مركز النخيل، قائلًا بشكل أكثر وضوحًا، إنّ "الميليشيات الإيرانية هي من تتحرك لتضييق الحريات في العراق"، مشيرًا إلى أن "ثقافة الكواتم في وجود حكومة سلاح لم تعد تجدي نفعًا، ولهذا صارت الكواتم تأتي بشكل دعاوى قضائية ضد الصحفيين والفنانين وكل ما يعتبر خلاف الخطاب الميليشياوي".