"تيزاب" عيد الحب.. المسلحون ينشغلون بتعذيب الناشطين في العراق
14 فبراير 2021
الترا عراق - فريق التحرير
في سابقة، مر نهار الرابع عشر من شباط دون تحريض وهجمات تذكر ضد محال بيع الهدايا أو المحتفلين بـ "عيد الحب" في العراق، إذ تنهمك "الجهات المسلحة" في محاولات اغتيال وعمليات "تعذيب منظمة" ضد ناشطين ومتظاهرين في مدن جنوب البلاد تحت مرأى من السلطات الأمنية، كما يقول ناشطون.
تعرض ناشطون ومتظاهرون إلى سلسلة هجمات وعمليات اختطاف في النجف والكوت والناصرية
آخر تلك الحوادث وقعت في النجف، التي تشهد توترات منذ احتفالية "ضحايا تشرين" التي أقيمت في اتحاد الأدباء في السادس من شباط/فبراير، وشهدت هتافات ضد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

النجف.. عمليات انتقام!
وأثارت الاحتفالية غضب الصدر حيث وصف المشاركين فيها بـ "البعثية والدواعش"، في إشارة خضراء لأنصاره للانتقام منهم، كما يؤكد أحد الناشطين لـ "الترا عراق".
ويقول الناشط الذي طلب عدم كشف هويته للحفاظ على حياته، إنّ "مسلحين تابعين للتيار الصدري ينفذون عمليات اختطاف مستمرة تطال ناشطين ومتظاهرين"، مبينًا أنّ "بعض الناشطين اختطفوا من منازلهم أمام أنظار القوات الأمنية".
"نتعرض لأبشع حملة مطاردة. كثيرون هربوا"، يضيف الناشط النجفي، مؤكدًا "تواطؤ" أحد الضباط مع "المسلحين الصدريين" و"مشاركته في عمليات الاختطاف التي تنفذ باستخدام سيارات دفع رباعي".

ويوضح الناشط، أنّ "الضابط المتهم، وهو مقدم في أحد الأجهزة الأمنية شارك بلباسه العسكري في عمليات اختطاف بعض الناشطين، وسهل عمليات اقتحام منازل بعض الناشطين وأقربائهم في المحافظة بحثًا عن المشاركين في مهرجان اتحاد الأدباء"، مشيرًا إلى أنّ "الضابط ذاته واجه اتهامات بقتل أحد المتظاهرين، في وقت سابق، لكن جرى تسوية الأمر عشائريًا".
يتهم ناشطون مسلحين على صلة بالتيار الصدري بتنفيذ "عمليات انتقام" ضد ناشطين ومتظاهرين
آخر عمليات الاختطاف طالت الناشط علي نصير، مساء السبت 13 شباط/فبراير، ووقعت في أحد شوارع المدينة حين اقتاده مسلحون يستقلون سيارة "بيك آب"، كما يظهر مقطع مصور اطلع عليه "الترا عراق".
ويقول أخد زملاء الناشط النجفي، إنّ "نصير تعرض إلى التعذيب بالكهرباء و(التيزاب) على مدى 6 ساعات متواصلة، ثم ألقي في أحد شوارع المدينة"، مشيرًا إلى أنّ "الناشط أصيب بحروق شديدة ورضوض وكدمات نتيجة عملية التعذيب".

ونشر ناشطون صورًا تظهر بعض "أثار التعذيب" التي طالت زميلهم، مؤكدين أنّ عمليات من ذات النوع المتظاهر محمد جعفر وشبان شاركوا في الاحتجاجات، ما دفع كثيرين إلى الهرب من المدينة لتجنب "أعمال الانتقام التي يمارسها الصدريون بإشراف مباشر من الصدر وتحت أنظار السلطات الأمنية ورئيس الحكومة".
واسط.. محاولة اغتيال!
في واسط، المحافظة التي شهدت خلال الأيام الماضية تصعيدًا احتجاجيًا جوبه بـ "القمع"، تعرض ناشطان بارزان إلى محاولة اغتيال في مدينة الكوت.
اقرأ/ي أيضًا: تصعيد يدخل الكاظمي على الخط.. هل هناك "اتفاق سياسي" يحمي محافظ واسط؟
ويقول الناشط في تظاهرات واسط أحمد الباشك لـ "الترا عراق"، إنّ "ساحة اعتصام الكوت هي الوحيدة التي تمتلك خيمة مركزية حتى الآن، حيث تجدد الحراك ضد الحكومة المحلية مؤخرًا على إثر سوء الأداء"، مبينًا أنّ "المتظاهرين تعرضوا إلى العنف على يد قوات مكافحة الشغب وحفظ القانون وبعض الأطراف المسلحة، ما تسبب بمقتل متظاهر وإصابة العشرات".

وأضاف الباشك، أنّ "فالح الموسوي وأحمد جمعة، الناشطيّن في ساحة الاحتجاج، تعرضا مساء السبت على إلى محاولة اغتيال في منطقة الفلاحية، حيث فتح مسلحان يستقلان دراجة نارية عليهما النار، لكنهما أفلتا من الرصاص بأعجوبة".
كما تحدث الناشط، عن هجوم آخر طال منزل زميله "كرار فيصل" في منطقة الأنوار في مدينة الكوت بواسطة عبوة ناسفة، ما أسفر عن أضرار في واجهة المنزل.
شهدت واسط هجومًا مسلحًا ضد ناشطين بارزين وتفجيرًا بعبوة ناسفة استهدف منزل ثالث
هذه الأحداث تأتي عشية انتهاء مهلة ثلاثة أيام منحها المتظاهرون لعبد الغني الأسدي مبعوث رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى المحافظة، لإيجاد بديل للمحافظ، فيما تشهد مدينة الكوت تحضيرات لجولة احتجاجات جديدة.
الناصرية.. هجوم آخر!
جنوبًا أكثر، تشهد مدينة الناصرية هجمات مستمرة ضد منازل ناشطين ومتظاهرين باستخدام عبوات ناسفة ومتفجرات.
وقال شهود عيان لـ "الترا عراق"، إنّ الناشط إحسان الهلالي أمسك بشخصين أثناء محاولاتهما زرع عبوة ناسفة أمام منزله، وسلمهما إلى الشرطة.
لكن مصدرًا في الشرطة قال إنّ "الهجوم لم يكن يستهدف منزل الناشط، بل منزلاً آخر، حيث حاول مسلحان تنفيذ اعتداء على خلفية نزاع عشائري"، مبينًا أنّ الناشط "اعتقد أنّ المسلحين يحاولان مهاجمة منزله وتمكن من إمساكهما وتسليمهما إلى الشرطة".
"فالنتين المسلحين".. والكاظمي!
بدورها، التزمت الأجهزة الأمنية الصمت حول الهجمات وأعمال العنف الأخيرة، والتي نجت منها هذا العام احتفالات "عيد الحب" ومحال بيع "الدببة الحمراء".
يقول ناشطون إنّ رئيس الحكومة "يتغاضى على الأقل" عن عمليات القتل والترهيب التي تطال الناشطين
ويقول الصحافي مصطفى المسعودي لـ "الترا عراق"، إنّ "الجهات المسلحة ورجال الدين المتطرفين انشغلوا هذا العام بمكافحة الناشطين والمتظاهرين المطالبين بالإصلاح والتحريض ضدهم، عن المحتفلين بعيد الحب ومحال الهدايا والدببة الحمراء".
ويتهم ناشطون حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالتغاضي على أقل تقدير عن حملات الاستهداف و"تصفية" الناشطين والتي ارتفعت حدتها بشكل كبير مع تحديد موعد جديد للانتخابات.
اقرأ/ي أيضًا:
سرايا السلام بسلاحهم في ثلاث محافظات.. والكاظمي يتوعد المتجاوزين
قيادي صدري: نشر المسلحين لم يزعج الكاظمي.. و"قُحّ" سيحول العراق إلى سنغافورة
الكلمات المفتاحية

بعثة الناتو: عملنا سيستمر لأعوام بالعراق.. وندرب قواته على إغلاق الحدود مع سوريا
الاتفاق مع الحكومة العراقية على 32 هدفًا طويل الأمد لدعم مهمة الناتو في العراق

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات