تنظيم "سرّي" للاحتجاجات وتعدد الساحات.. هل تعود "تشرين" من بوابة أيار؟
24 مايو 2021
ألترا عراق ـ فريق التحرير
دعوةٌ للتظاهر والزحف نحو بغداد أطلقتها عائلتا الناشطين فاهم الطائي وإيهاب الوزني اللذين لقيا حفتهما في كربلاء بفاصل زمني قرابة العام ونصف العام. وجاءت الدعوة تلبية لما سُمّي بـ"وصية الشهيد" إيهاب الوزني الذي كان من ضمن الداعين لها قبل اغتياله. وقد جاءت الدعوة كتهديد للحكومة المركزية والمحلية للكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين منذ اندلاع التظاهرات قبل عام ونصف العام تقريبًا.
الضغط الشعبي على الحكومة هو الدافع الأساس كما يقول متظاهرون يهددون في الوقت ذاته باتساع المطالبات لتشمل النظام السياسي بأكمله
مماطلة الحكومة وعدم إيفائها بوعودها كانت أهم الأسباب التي أوردها ناشطون ومتظاهرون تحدثوا في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام خصوصًا ما يتعلق بحصر السلاح المنفلت الذي يعتبروه عارضًا قويًا لإجراء الانتخابات المبكرة التي كانت أحد مطالب المحتجين في احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر 2019.
اقرأ/ي أيضًا: "#من_قتلني؟": حملةٌ ومسيرةٌ.. هل تُنفذ "وصية الشهيد" في بغداد؟
إذن، الضغط الشعبي على الحكومة هو الدافع الأساس كما يقول متظاهرون يهددون في الوقت ذاته باتساع المطالبات لتشمل النظام السياسي بأكمله في حال لم تستجب السلطات الحكومية لهم.
إعلان العودة
ليس أمام الناس سوى الرفض والاحتجاج والخروج لإعلان ذلك في الشوارع إذ لا جدوى من نظام المحاصصة، هكذا يصف حزب البيت الوطني المنبثق من الاحتجاجات الحال، مشيرًا إلى أن "فساد احزاب السلطة الحاكمة مستمر باختطاف حياة الناس".
قال البيت الوطني في بيان إن "الواهمين ظنوا أن شعلة الرفض انطفأت لكن العراقيين سيخرجون لهم بمواعيد جديدة، وسيكون الخامس والعشرون من أيار إعلانًا لعودة الاحتجاجات السلمية".
وأكد البيان أن العراق "مقبل على موجة احتجاج كبيرة ما لم تتدارك السلطة التغيير الجذري"، واضعًا مطلب محاسبة القتلة على رأس المطالب جميعها.
شارك الحزب الشيوعي العراقي في التحشيد للمشاركة في تظاهرات 25 أيار للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين ومن وراءهم والاقتصاص منهم، حيث قال رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب إن "قوى السلطة تتستر على ما تنفذه الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون"، مؤكدًا على "ضرورة تطوير وتوحيد عمل قوى الاحتجاج والسعي الى أن يكون تطويرًا لإرادة التغيير والخلاص من منظومة المحاصصة والفساد".
الاحتجاج بسرّية!
أصبحت منصة "كلوب هاوس" منبرًا جديدًا للمناقشة والحوار بين المتظاهرين والناشطين والصحفيين وبعض المثقفين الذين يشاركونهم الندوات الافتراضية مع جمهور من المستمعين إضافة إلى شخصيات حزبية وسياسية.
قررت التنسيقيات المعنية بتنظيم التظاهرات إقامتها في ثلاث ساحات على غير العادة
ذاع مؤخرًا حديث عن تهديدات تطال بعض الناشطين مباشرةً من خلال المنصة خصوصًا لأولئك الذين يتحدثون بصوتٍ عالٍ عن الجماعات المسلحة المتورطة باغتيال الناشطين وبالأسماء أحيانًا.
اقرأ/ي أيضًا: اغتيال إيهاب الوزني.. قوى وأحزاب وشخصيات تُقاطع النظام السياسي
وكان عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان فاضل الغراوي قد كشف عن وجود 89 محاولة اغتيال لناشطين وصحفيين منذ انطلاق الاحتجاجات في 2019 إضافة إلى عشرات التهديدات التي تُقلق آخرين.
ويتداول ناشطون معلومات تجمعاتهم التي من المفترض أن تطلق من المحافظات الوسطى والجنوبية نحو العاصمة بغداد يوم الثلاثاء، لكنهم يتداولونها بسرّية خوفًا من عمليات اغتيال قد تطالهم. إذ يشير بعض الناشطين إلى "وجود نوايا لدى فصائل مسلحة بتنفيذ اغتيالات ضد ناشطين إضافة إلى سعيٍ نحو اختراق التظاهرات من الداخل ورفع أعلام النظام السابق ذات الثلاثة نجوم التي تغيرت بعد سقوط نظام صدام حسين، مع محاولات مرتّبة لزعزعة الأمن الداخلي للمتظاهرين في الساحات".
مخاوف أمنية
وفي سياق ذلك قررت التنسيقيات المعنية بتنظيم التظاهرات إقامتها في ثلاث ساحات على غير العادة، تشمل ساحة التحرير، مركز الاحتجاجات الدائم، وساحة الفردوس القريبة منها، وساحة النسور في جانب الكرخ.
ينقل الناشط "م.ج" (طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب "إحراجات") رأيين بهذا الخصوص، يتعلق الأول بأن "التنسيقيات الاحتجاجية لم تتفق على صيغة معينة لإدارة هذا الاحتجاج، ولذلك صدرت دعوات مختلفة، جزءٌ منها يهدد بمقاطعة الانتخابات، والجزء الآخر يذهب أبعد من ذلك ليهدد بمنع حدوث الانتخابات وهذه الدعوة ظنها البعض أنها تستبطن دعوات عنفية ممكن أن تنهي الطريق السلمي للاحتجاج، لذلك لم يحصل توافق للوصول إلى الحد الأدنى من التنظيم فتعددت أماكن الاحتجاج بهذه الطريقة".
أما الرأي الثاني يتعلق بالتنظيم السري للاحتجاج والخوف من عمليات الاغتيال واختراق الساحات، ونصّ بحسب حديث الناشط لـ"ألترا عراق" على أن "تعدد الساحات مدروس لزيادة الضغط على السلطة من أماكن عدّة وفتح المزيد من الجبهات"، لكن الناشط يستبعد هذا الرأي.
يؤكد أحد النشطاء وجود تهديدات صريحة وواضحة بالقتل والقمع من جهات ذات ولاءات خارجية
وفي الوقت ذاته، يؤكد (م.ج) وجود تهديدات صريحة وواضحة بالقتل والقمع من جهات ذات ولاءات خارجية اانطلقت من منصة تويتر تحت وسم "#نصائح_لأبناء_السفارات" وهذا ما دفع المحتجين للتكتم على الخطوات الاحتجاجية وجعلها في نطاق ضيق.
اقرأ/ي أيضًا:
"مقاطعون".. اغتيال إيهاب الوزني يلهب مطالب "إسقاط النظام" في العراق
"سلاح الميليشيات" ينتج مقاطعة مبكرة للانتخابات.. هل سيتحقق الهدف منها؟
الكلمات المفتاحية

بعثة الناتو: عملنا سيستمر لأعوام بالعراق.. وندرب قواته على إغلاق الحدود مع سوريا
الاتفاق مع الحكومة العراقية على 32 هدفًا طويل الأمد لدعم مهمة الناتو في العراق

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات