"تربص" وملفات ساخنة.. سيناريوهات أولية لموعد الكاظمي مع البيت الأبيض
24 يونيو 2020
ساخنة ومحتدمة هي الأزمات التي تواجهها الحكومة والتي تتجه نحو التعقيد أكثر على عدة أصعدة، أبرزها الملف الصحي والنظام المالي، حيث يبدو مصطفى الكاظمي في أمس الحاجة إلى أكبر قدر من الدعم الإقليمي والدولي للمرور نحو مرحلة جديدة عبر انتخابات مبكرة ما يزال تحققها بعيد المنال حتى الآن.
تسعى حكومة الكاظمي إلى الخروج من مستنقع الصراع الأمريكي الإيراني ونيل أكبر مستوى من الدعم الدولي والإقليمي
لكن التوازن المطلوب للظفر بـ"الدعم الآمن" يتطلب الابتعاد بذكاء عن خنادق الصراع الأمريكي - الإيراني التي اقتحمتها بغداد رغم إرادتها منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس" في حرم مطار العاصمة.
"تسلق المستنقع.."
بدأت الحكومة الجديدة تتلمس خطوات الخروج من مستنقع الصراع البارد، عبر تدشين حوار استراتيجي أثار الكثير من الجدل على المستوى الداخلي على الرغم من عدم تحقيقه أي نتائج ملموسة، لكنه مهد الطريق إلى واشنطن، كما يبدو، أمام الكاظمي، وهو طريق قطعه البيت الأبيض بشكل صارم بوجه رئيس الحكومة السابقة عادل عبد المهدي لاعتبارات كثيرة أبرزها اعتباره منخرطًا ضمن المحور الإيراني.
ملامح الزيارة بدأت تتضح وبدأت تدور حولها بعض التسريبات والكثير من التكهنات، إذ قال فؤاد حسين وزير الخارجية وهو عضو مخضرم في كابينة الكاظمي قدم من بين صفوف فريق عادل عبد المهدي، إن زيارة سيجريها رئيس الحكومة إلى العاصمة الأمريكية خلال شهر تموز/يوليو المقبل، لاستكمال الحوار.
كشف حسين أيضًا، في بيان صدر على هامش لقائه بممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جنين بلاسخارت، عن جولة أولى على مستوى وزارة الخارجية العراقية في الحكومة الجديدة ستشمل طهران والرياض، مؤكدًا أن "الحكومة تحرص على انتهاج سياسة مُتوازنة في إقامة العلاقات مع الجميع، ولاسيما دول الجوار".
وتشير تسريبات وتقارير صحافية، إلى أن زيارة الكاظمي ستجري تحديدًا أواخر تموز/يوليو، وستتضمن لقاءً بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار المسؤولين في واشنطن، وتركز على محاولة إيجاد خارطة طريق للخروج من الأزمة المالية الخانقة، وبحث ملفات أخرى أمنية وسياسية واقتصادية، على رأسها ملف الحوار الأمريكي العراقي الاستراتيجي.
ارتياب.. وتربص!
داخليًا، تتربص الكثير من الأطراف والجهات خاصة الشيعية منها وتحديدًا التي توصف بـ"الموالية لإيران"، بانتظار خطوات حكومة الكاظمي تجاه واشنطن، دون أن تخفي نيتها إعاقة أي تطور لا يوائم مشروعها المنخرط ضمن المحور الإيراني.
تنظر أطراف سياسية عدة بعين الريبة إلى الخطوات التي تسلكها حكومة الكاظمي نحو واشنطن
إلى جانب تلك الأطراف، يبدو تحالف الصدر، أكبر تكتل في البرلمان، غير مرتاح للنتائج الأولية التي أفرزها حوار الدائرة الإلكترونية بين بغداد وواشنطن.
ويقول النائب عن تحالف سائرون صباح العكيلي، إن "البرلمان بشكل عام ما يزال على موقفه وقراره الذي صوت عليه بخروج القوات الأمريكية، وأن الحوار الستراتيجي قبل استكماله في زيارة الكاظمي يجب أن يتضمن التأكيد على انسحاب القوات الأمريكية".
ويبين العكيلي، أن في حديث لـ"الترا عراق"، أن "الاتفاقية الاستراتيجية السابقة بين الجانبين العراقي والأمريكي، تضم محورًا عسكريًا، والاتفاقية انتهت ولا داعي لمحاولة تفعليها مجددًا".
"لا تفاهم دون انسحاب.."
ويرى النائب عن تحالف الصدر، أن "أية اتفاقيات أو تفاهمات أخرى تعتبر ناقصة مالم يتم نقاش الانسحاب الأمريكي من العراق ولا تراجع عن هذا القرار"، مبينًا أن "القوات الأمريكية الآن تعتبر محتلة، ويجب عليها الانسحاب أولاً، وبعدها يتم النقاش حول الفقرات الأخرى الاقتصادية والثقافية وغيرها من المحاور الذي يتضمنها الحوار الاستراتيجي".
من جانبه، يرجح الخبير الأمني والمقرب من دائرة صنع القرار، هشام الهاشمي، أن "زيارة الكاظمي إلى واشنطن تتمثل بـ 3 محاور مهمة".
3 محاور..
ويقول الهاشمي في حديث لـ "ألترا عراق"، إن "الأزمتين المالية والصحية على رأس الاهتمام الحكومي في الوقت الحالي، وهذان الملفان من أساسيات الحوار الاستراتيجي المفتوح بين الجانبين، وهو ما سيكون أساس الزيارة المرتقبة للكاظمي إلى واشنطن".
ويضيف، أن "المحور أو الانعكاس الثاني للزيارة، يتمثل في رغبة الجانب الأمريكي في سلوك طريقة مغايرة في التعامل مع الحكومة الجديدة، حيث أن واشنطن رفضت أي لقاء بحكومة عادل عبد المهدي، بينما هي من قدمت الدعوة إلى الكاظمي لزيارة واشنطن".
يرى الهاشمي أن زيارة الكاظمي إلى البيت الأبيض ستترجم ثلاثة 3 محاور أبرزها مستقبل العلاقات ومصير الحوار
ويرى الهاشمي أن "الهدف الأهم للزيارة، هو تحديد مصير الحوار الاستراتيجي والوصول إلى رؤية واضحة وخاصة بالنسبة إلى الجانب العراقي، حيث تنتظر واشنطن مستوى نهاية الحوار، وهل سيختتم بتوقيع مذكرة تفاهم، أم الذهاب إلى اتفاقية صوفا جديدة كسابقتها في 2008، والتي تركز على تواجد مؤقت للقوات الأمريكية والذهاب نحو إخراجها بشكل صريح".
اقرأ/ي أيضًا:
الكلمات المفتاحية

بعثة الناتو: عملنا سيستمر لأعوام بالعراق.. وندرب قواته على إغلاق الحدود مع سوريا
الاتفاق مع الحكومة العراقية على 32 هدفًا طويل الأمد لدعم مهمة الناتو في العراق

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات