رأي

بغداد تتألق بالموسيقى

27 مارس 2022
GettyImages-1238063363.jpg
نقاش لأن تكون الموسيقى منهجًا في المدارس الحكومية والأهلية (Getty)
آية القيسي
آية القيسي مقدمة برامج من العراق

"نأمل أن تغير الموسيقى روح الناس"، هذا ما قاله الأستاذ عازف العود نصير شمة، عن عودة محافل الموسيقى على أرض الواقع. وحين كنت متوجهةً إلى بوابة المسرح الوطني لحضور حفل موسيقي، سمعت حديث بين سيدتين تقول أحداهن للأخرى "دتشوفين المسارح الموجودة بالكويت والسعودية ودبي! والله أموت قهر من أشوفهن وشلون مهتمين ويحبون هاي الأجواء". 

تجري نقاشات عراقية لتدريس الموسيقى في المدراس الحكومية والأهلية

وفي رأيي نحنُ اليوم لسنا بحاجة إلى مسارح عالمية وعريقة، بقدر حاجتنا للموسيقى نفسها، لأنّ وجود الموسيقى لا ينحصر بالمسرح فقط، و أن وجد المسرح فهي لا تشترط أن يكون يكون المسرح ضخمًا وعريقًا حتى تكون موجودة به أو تليق به، أما عن الاهتمام، فقد  شهدت بغداد في الفترات السابقة عودة موفقة جدًا بحفلات الموسيقى وسط بساطة المسارح والإمكانيات، ولاقت استحسان ورضا الجمهور أيضًا. 

اقرأ/ي أيضًا: ناظم الغزالي.. صوتٌ على جسر المسيّب

والحفل الاضخم كان "حفل ليالي ألق بغداد"، بقيادة المايسترو علاء مجيد والأستاذ نصير شمة، مع الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي العراقي على أرض المسرح الوطني، حينها تألقت بغداد لليلتين بما يليق بها من الموسيقى، وبمن يحبونها من الجمهور. أتذكر جيدًا وجوه الحاضرين المبتجهة والسعيدة بهذا الحفل، حيث الرجال ما هم فوق الخمسينيات من أعمارهم وهم يرتدون السدارة والملابس الرسمية، وتألق السيدات بجمال أناقتهن وتسريحات الشعر العصرية مع الملابس القصيرة تحت الركبة مع الجوراب الشفاف والكعب المتوسط. أنا متعمدة لوصف هذه المشاهد بهذه الدقة لأنني تساءلت حينها هل نحن في عام 2022؟! وكأن هذا الحدث من بغداد السبعينيات أو مشهد من فيلم أو نص روائي.

فكرة اهتمام الناس بحدث موسيقي وتخصيص الوقت من يومهم لهذا الحفل، وقطع مسافة طريق هذا شيء ليس اعتياديًا أبدًا، هو علامة واضحة للرقي والتحضر في المجتمع، وأبدع الاثنان علاء مجيد ونصير شمة، وتم عزف قطع موسيقية من تأليف شمة، حملت العديد من العناوين المهمة التي تحاكي الحياة وبمثابة صوت الحق كانت، وبمشاركة آلات موسيقية عراقية خالصة.

يوم 25 آذار/مارس، تكرر هذا المشهد نوعًا ما في حفل أقيم على المسرح الوطني بعنوان "العشق الإلهي" أيضًا بقيادة الموسيقي "مصطفى زاير" مع أوركسترا "شغف"، وبهذا الحفل شاهدنا التنوع بالآلات الموسيقية، حيث كان العود حاضرًا بكل تأكيد مع البيانو والناي والكمان، وحتى الكيتار بأنواعه و الدف والرق أيضًا. 

ومع وجود الحفلات الموسيقية للبالغين هناك بادرة لتكون حاضرة لدى طلبة المدراس أيضًا كما ناقش د.قيس الكلابي مدير عام تربية الكرخ الثانية مع ممثلين عن بيت العود العربي ببغداد الذي يشرف عليه الأستاذ نصير شمة متمثلًا بعازف العود محمد العطار، حيث تم تداول النقاش حول تدريس الموسيقى في المدارس الحكومية والأهلية، وأن تكون منهاجًا حاضرًا في الأسبوع كبقية المناهج الأخرى. 

وهذه الأخبار هي خير دليل على إعادة حضور الموسيقى ومختلف الفنون، لأن بغداد تليق بها الموسيقى، ولأنّ العراق هو من بدأ بالموسيقى، حيث أبتكر السومريون أول نظام موسيقي، وأول آلة موسيقية وهي "قيثارة أور"، وكانت الموسيقى حاضرة في كل الأماكن؛ منها المعابد والساحات العامة والأسواق وغيرها.

شخصيًا أشعر وكأن بغداد تبتهج وتكون مبتسمةً عندما يكون هناك حفل على أرضها، وبالتالي هي تزهو وتكبر بمن يحبونها ويقدمون لها ما تستحقه، ونحن كوسائل إعلام وصحافة اليوم من دورنا وواجبنا الإشادة والإعلان عن كل هذه الفعاليات لأننا شركاء بتوثيق هذا العطاء أيضًا. 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

استحمت بـ "الماء المثلج" في العراق وسحرها شط العرب: من هي نادرة أمين؟

جدلُ مستمر يصل إلى "القضاء".. ما أسباب تراجع الدراما في العراق؟

الكلمات المفتاحية

الحروب.jpg

2025.. عام الحرب والسلام

الحروب هي في الأساس توترات مؤجلة انفجرت وتصاعدت بسرعة


الدراما في العراق.jpg

المسلسلات في "عام الإنجازات"!

هناك أسئلة عديدة حول المنحة الحكومية للدراما في العراق خلال 2024


احتفالات في غزة.jpg

نعم.. انتصرت غزة

الكيان الإسرائيلي في نكبة ليست أقل من نكبة غزة


مسعود بارزاني السوداني.jpeg

خلافات بغداد وأربيل.. تنافس يوضح المشهد السياسي لانتخابات 2025

لا يمكن أن تأتي إعادة تشكيل القوة في العراق إلا نتيجة لحدث عراقي أو إقليمي كبير من شأنه أن يعيد ضبط اللعبة

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert