ثقافة وفنون

بعد العزلة والخوف من كورونا.. كيف استقبل العراقيون معرض الكتاب؟

18 ديسمبر 2020
GettyImages-1230027209.jpg
شهد المعرض إقبالًا كبيرًا منذ أيامه الأولى (Getty)
إيناس فليب
إيناس فليب شاعرة عراقية

بدأت فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب دورة الشاعر مظفر النواب في 12 كانون الأول/ديسمبر، والذي نضمته مؤسسة المدى بمشاركة ما يقارب 300 دار عربية وبعض الدور العالمية، فيما قال منظموه إن المعرض اتسم بتنوع ثقافي متميز، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا. 

 بعد عام من فيروس كورونا، بدا الكثير من القراء متعطشين للكتب في معرض بغداد الدولي للكتاب

تبدأ الرحلة من باب الدخول الرئيسي الذي لا يستطيع أن يمر به الزائر قبل أن يرتدي "الكمامة"، ثمّ يسير باتجاه الأجنحة المتفرقة حفاظًا على التباعد الاجتماعي، وهي الخطوة التي تعكس شكل الحياة الجديدة التي خلّفها فيروس كورونا، خاصة وأن المعرض كان مخصصًا للمصابين في أيام الذروة ولا زالت بعض قاعاته كذلك، وهو ما رأى فيه زائرو المعرض صورة جيّدة أن تعرض الكتب في بعض القاعات، بدل الأسرّة، للتعبير عن استمرارية الحياة. 

اقرأ/ي أيضًا: الدورة الأولى من "معرض العراق الدولي للكتاب".. تحية إلى مظفر النوّاب

وبعد نحو عام من العزلة القسرية والتباعد الاجتماعي، شهد المعرض إقبالًا كبيرًا منذ أيامه الأولى، وبهذا الشأن، يقول أحمد الظفيري، وهو أكاديمي وصاحب دار نشر في المعرض، إنه "لم أكن أظن أن المعرض سيحقق هذا النجاح، مبينًا في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "الكثير من الرواد القراء جاءوا متعطشين لاقتناء الكتب، ليس للمطبوعات الجديدة فقط، بل حتى القديمة، لذلك أجد أن الوضع يتحسن بعد هذه الجائحة، مشيرًا إلى أن "القارئ استهلك الكتب التي كانت مخزونة لديه في أوقات العزلة، لذلك هو اليوم يبحث عن عناوين جديدة وكتب جديدة يرفد بها مكتبته". 

ولم تقتصر الفعاليات في المعرض، على الكتب وحسب، بل كانت هناك ندوات ثقافية في قاعة الخيمة، بالإضافة إلى فعاليات موسيقية في الباحة الخارجية، فضلًا عن انتشار المقاهي في المعرض، والتي تسنح للزائرين فرصة للأحاديث والحوارات الثقافية المتنوعة. 

كذلك، كان الخوف من فيروس كورونا يشكل عائقًا أمام استمرارية الحياة، وكان سؤالًا ينطلق دائمًا عن قدرة المثقف أو القارئ أن يمسك كتابًا والخوف يلاحقه من كل اتجاه، وهو الأمر الذي يقول عنه الشاعر عمر السراي في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "الخوف مقبرة لكل المشاعر، فهو تحد كبير، تحدي أن تقرأ تحت عصي الخوف أو تحت سكاكين الخوف، مستدركًا "لكن الجميل أن القراءة تستمر دائمًا". 

واستذكر السراي "جزءًا من مسرحية الباب ليوسف الصائغ عندما كان هناك قرار أن تدفن المرأة مع زوجها وتذهب إلى الأقبية السفلى داخليًا، فكان هناك حوار يجري ما بين الأرواح داخل القبو، وكان هناك الكتاب والثقافة والحديث الثقافي حاضرًا، مبينًا "أظن بأن الخوف وأن كان معرقلًا لكثير من المشاعر، إلا أن مشروع القراءة سوف يستمر، وهو وسيلة أيضًا لكنس الخوف وطرده".

لكن حسين المخزومي، وهو شاعر، رأى في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "الكتاب طوق النجاة الأخير في العزلة التي فرضها فيروس كوورنا، مبينًا "فنحن نحتاج أن نختلي بالكتاب لأنه يزيل عنا الخوف الذي يحيط بنا، ففي زمن الطوفان الذي نعيش به، قد يكون الكتاب الملاذ الأخير خاصة بعد أن أصبحت الحياة ضيقة". 

لا يستطيع أحدًا أن يدخل معرض الكتاب دون "كمّامة" تحجب أنفه وفمه، وهو ما قالت عنه زائرة للمعرض سألها "ألترا عراق" عن هذه الإجراءات، أنها "إجراءات جيدة، ومن الأفضل أن تدخل بهذا الشكل وتخرج بأكياس محملة بالكتب تبعد عن رأسك فيروس الجهل". 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

القراءة والحرية

ماذا يقرأ العراقيون؟

الكلمات المفتاحية

مدرس.jpg

صور: أستاذ عراقي يتطوع لتعليم المسمارية بطريقة مبتكرة

ينظم مدرس مبادرة سنوية لتعليم الكتابة المسمارية عبر مشروع يستهدف طلاب المرحلة المتوسطة


الهيئة العامة للاثار والتراث.jpg

البعثة التنقيبية العراقية الإيطالية تقترح إقامة متحف ثابت في تل محمد

اكتشافات آثارية في تل محمد ببغداد


جروانة.jpg

لا سياج ولا إجراءات تأمين.. "تويوتا العراق" تبرر صعود "لكزس" فوق السد الأثري

بررت شركة "تويوتا العراق" تصوير إعلان تجاري على متن سد جروانة الأثري في محافظة نينوى والذي أثار استياءً كبيرًا وتفاعلاً غاضبًا


المخرج العراقي محمد شكري جميل.jpg

أخرج "المسألة الكبرى" وشارك في أفلام عالمية.. رحيل المخرج العراقي محمد شكري جميل

النقابة والوزارة تنعيان المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل عن عمر 88 عامًا

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert