بدء محاكمة 900 عنصر من "داعش" بينهم أجانب ونساء.. كم ستدفع دولهم لبغداد؟

الترا عراق – فريق التحرير

بدأت السلطات القضائية محاكمة 900 عنصر من تنظيم "داعش" تسلمتهم القوات العراقية من قوات سوريا الديمقراطية، بينهم قياديون فاعلون وعناصر ونساء أجانب، وفق مصدر قضائي وآخر أمني تحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية.

السلطات القضائية تبدأ محاكمة 900 من عناصر "داعش" اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية بينهم أجانب ونساء

وذكر المصدر بحسب "فرانس برس"، أن "السلطات القضائية استلمت الملفات التحقيقية لـ 900 من عناصر تنظيم داعش القادمين من سوريا"، مبينا أن "المحكمة المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بدأت بتحديد مواعيد لإجراء محاكماتهم على وجبات".

اقرأ/ي أيضًا: وجبة جديدة من عناصر "داعش" إلى العراق.. أين البغدادي؟

كما نقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله، إن "عراقيين مشتبه بهم ما يزالون في سجون القوات الكردية السورية في انتظار نقلهم إلى العراق"، مشيرًا إلى أن "عملية التسليم ستجري على وجبات، وسيتم التسليم على الحدود العراقية السورية".

بين المصدر، أن "هؤلاء قيادات مؤثرة جدًا، لكن التنظيم راعى إخفاءهم"، مؤكدًا أن "بين القيادات شخصية تعد محورًا ومُصنعا للكيميائي، وهو المسؤول عن غالبية الضربات الكيميائية".

كانت السلطات القضائية قد حاكمت الآلاف من الإرهابيين بينهم أجانب ونساء، وصدرت أحكام إعدام بحق المئات منهم، حيث يعد العراق من بين أكثر خمس دول تنفيذًا لحكم الإعدام وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر مؤخرًا. لكن السلطات العراقية لم تنفذ أي حكم إعدام بحق مقاتل أجنبي من عناصر "داعش".

وتضاعف عدد أحكام الإعدام الصادرة في المحاكم العراقية أربع مرات، من 65 في العام 2017، إلى 271 على الأقل في العام 2018. لكن الأحكام المنفذة كانت أقل من ذلك، وفقا للمنظمة الحقوقية، حيث تم تنفيذ 52 عملية إعدام في العام 2018، في مقابل 125 عام 2017.

كان السلطات العراقية قد اقترحت على دول التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، تولي محاكمة الإرهابيين الأجانب المعتقلين في سوريا مقابل بدل مالي، ما سيتيح لدول عدة تجنب استعادة مواطنيها، وفق مصادر وتقارير صحافية، لكن هذا الحل يقلق في الوقت نفسه المدافعين عن حقوق الإنسان.

كما نقل تقرير نشرته القناة التلفزيونية الألمانية الثانية، نهاية شهر آذار/مارس الماضي، أن الولايات المتحدة عرضت على العراق ملياري دولار للقيام بمحاكمة مقاتلي تنظيم "داعش" المعتقلين، فيما أشارت الى أن بغداد تريد المزيد من باقي الدول.

بين التقرير، أن السلطات في العراق مستعدة لاستلام نحو 800 من مقاتلي "داعش" تم اعتقالهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية خلال المعارك وتحرير المناطق التي كانت تحت سيطرته في الأشهر الأخيرة، بينهم 56 مواطنا ألمانيًا، ومحاكمتهم مقابل تحمل الدول الأوروبية والولايات المتحدة تكاليف المحاكمة.

تشير تقارير صحافية إلى أن العراق طلب أموالًا مقابل محاكمة عناصر "داعش" الأجانب على أرضه، مع استجابة من واشنطن التي عرضت ملياري دولار

وأشار التقرير، إلى الجدل حول مدى قانونية محاكمة العراق للمقاتلين الأجانب على أرضه، إذ هناك من يعتقد أن العراق هو المكان الصحيح لمحاكمة هؤلاء "الدواعش"، لأن معظم الجرائم قد حدثت على أرض العراق أو في الجارة سوريا، حيث تكون إجراءات توفير الأدلة ومؤشرات تأكيد التهم الموجهة إلى الجهاديين الأوروبيين أسهل وأكثر قربًا إلى الواقع. فيما يقول مراقبون آخرون إن ذلك أمر غير ممكن لأن كل من يحمل جوازًا ألمانيًا له الحق في محاكمة قانونية داخل ألمانيا، إذا دخل الأراضي الألمانية.

لكن المحاكم الألمانية، وأيضًا كل محاكم الدول الغربية ستكون عاجزة عن توفير أدلة دامغة لإدانة المتهمين، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بجرائم القتل أو الإبادة الجماعية أو الاغتصاب. وحسب معلومات صحافية للقناة الألمانية، فإن الدول الغربية عمومًا وألمانيا خصوصًا تميل كثيرًا إلى دفع العراق لإجراء المحاكمات على أراضيه.

 اقرأ/ي أيضًا:

المخابرات تروي قصة فساد: هكذا تم النصب على مسؤولين عبر أربعة محتالين!

ماذا كشف ضابط في مخابرات صدام عن سيناريو واشنطن للعب بورقة "السنة"؟