انسحاب قوات التحالف.. آثار معنوية قد يستثمرها "داعش" وإحراج للميليشيات

ألترا عراق ـ فريق التحرير

منذ العام الماضي 2020 وعملية رزم الحقائب مستمرة من قبل قوات التحالف الدولي في العراق والتي يشكل المقاتلون الأمريكيون الجزء الأكبر منها، حتى انخفض عدد القوات وصولًا إلى الوقت الحالي للنصف الذي يستعد هو الآخر لمغادرة العراق حتى نهاية العام الجاري.

ما زالت تحدث عمليات الاستهداف الصاروخي بالرغم من عمليات الانسحاب المستمرة

وفي أيلول/سبتمبر 2020 أعلنت القوات الأمريكية أن عدد قواتها الموجودة في العراق سيتقلص من 5200 إلى 3000 عسكري خلال شهر أيام، وبالفعل يتواجد اليوم على الأراضي العراقية نحو 2500 مقاتل أمريكي.

اقرأ/ي أيضًا: بعد ساعات من تهديدات ميليشيات.. هجوم صاروخي على الخضراء

وكانت عمليات الانسحاب وتقليص عدد القوات مستمر منذ العام الماضي، حتى تقلّص تواجد القوات في قاعدتين رئيسيتين وهما كل من قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة الحرير بأربيل، وذلك بعد انسحاب وتسليم تدريجي لعدّة قواعد ومعسكرات إلى القوات العراقية، من بينها قاعدة التاجي التي سلمتها القوات الأمريكية إلى القوات العراقية في آب/أغسطس 2020، فضلًا عن قاعدة القيارة الجوية في الموصل التي جرى تسليمها في آذار/مارس 2020.

وبذلك، فإن الـ2500 جندي أمريكي يتمركزون في قاعدتي الأنبار وأربيل وعدد محدود في مطار بغداد، وبينما زارت لجنة أمنية عراقية رفيعة المستوى قاعدة عين الأسد للاطلاع على أعمال الانسحاب وتخفيض عدد القوات هناك، إلا أنّ لا معلومات واضحة عن طبيعة النشاط في قاعدة الحرير بأربيل، وما إذا كانت تشهد أي عمليات للانسحاب كما يجري في عين الأسد.

وبحسب بيان لخلية الإعلام الأمني، فإنّ "لجنة فنية عسكرية عراقية ضمت مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ونائب قائد العمليات المشتركة عبد الأمير الشمري، ومعاون رئيس أركان الجيش وعددًا من القادة، أجرت زيارة لقاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار، استمرارًا لنتائج الحوار الاستراتيجي ولمتابعة تنفيذ الاتفاق العراقي مع قوات التحالف الدولي لسحب القوات القتالية التابعة لقوات التحالف بشكلٍ كامل من البلاد وبدء عمل المستشارين".

واشار البيان إلى أنّ "اللجنة زارت أماكن جمع التجهيزات والدعم اللوجستي، كما أجرت اللجنة جولة ميدانية على المناطق التي كانت تشغلها قوات التحالف الدولي، واطلعت على بعض النماذج من الآليات والأجهزة الفنية التي بدأ تسليمها إلى الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب وقيادة قوات شرطة حرس الحدود".

ووفقًا لمخرجات الحوار الستراتيجي، فإن الاتفاق بين الجانبين العراقي والأمريكي يقضي بإنهاء الدور القتالي للقوات الأمريكية، وتحويل مهامها إلى استشارية والقيام بمهام تدريب القوات العراقية وتبادل المعلومات الاستخبارية.

وسيقضي هذا الاتفاق بتوقف الطلعات والضربات الجوية لطيران التحالف ضد مواقع تنظيم "داعش" في العراق، ومن غير المعلوم بعد العدد الذي سيتبقى من المستشارين والمدربين انخفاضًا من الـ2500 مقاتل أمريكي، ولم تعلن أي جهة عن عدد المستشارين الذين سيبقون داخل العراق، إلا أن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول قال في تصريحات سابقة، إنّ "ما يتبقى من مستشارين والذين سيعملون ضمن قواعد عسكرية ستحدد أعدادهم من قبل القيادة العسكرية حسب الاحتياج، أو اللجنة الفنية التي تباحثت ضمن مخرجات الحوار الاستراتيجي".

وحتى الـ31 من كانون الأول/ديسمبر الجاري، يفترض الانتهاء بالكامل من ملف التواجد الأمريكي والذي من المفترض أن ينتهي إلى نتيجتين الأولى تخفيض أعداد التواجد من 2500 جندي إلى عدد غير معلوم من المستشارين، فضلًا عن تحول دورهم من قتالي إلى استشاري وتدريبي، وهو ما سيؤدي بالنتيجة إلى إيقاف الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" ويبدو أن هذا هو المتغير الوحيد الذي سيحصل.

بعد ذلك، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، عن إحباط محاولة استهداف أرتال الدعم اللوجستي بعبوتين ناسفتين في بابل.

من جانبه يرى الباحث في الشؤون السياسية أحمد الياسري أنه "رغم عدم وجود أثر مباشر للانسحاب الأمريكي من العراق، إلا أن له رمزية مؤثرة سواء على نشاط تنظيم داعش أو على الفصائل المسلحة في العراق".

ويقول الياسري في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "الانسحاب الأمريكي له أثر من الناحية المعنوية، فهو يدفع داعش لزيادة تحركاته وتعرضاته محاولًا استثمار فرصة إعلان الانسحاب ليحاول تكرار المشهد الأول الأفغاني بالرغم من الاختلاف بين المشهدين، ولكنّ كثرة التعرضات هي محاولة استثمار لرمزية الخروج والانسحاب".

ويضيف أنّ "لحظة الخروج نفسها محرجة للفصائل الشيعية التي تعتاش على وجود هذه القوات، وتستثمر وجودها للتنصل والخروج من مساحة الإدارة الحكومية بحجة وجود الأمريكان، وتتحول إلى وسيلة ضغط خارجية تستخدم في الصراع الأمريكي الإيراني بحجة المقاومة".

من جانب آخر، يرى الياسري أن "المستوى الأمني لن يتأثر كثيرًا بهذا الخروج لأن العراق لا يحتاج إلى قوات قتالية، بل إلى جهد قتالي وأمريكا توفر الجهد القتالي عبر تأمين الفضاء العراقي والجهد الاستخباري والجهد الاستشاري"، مشيرًا إلى "التزام أمريكا بهذه البنود". 

يرى الباحث أحمد الياسري لحظة الخروج الأمريكي نفسها محرجة للفصائل الشيعية التي تعتاش على وجود هذه القوات

ويعتقد الياسري أنّ "المرحلة القادمة تتحضر لفشل جولة المباحثات النووية وتهيؤ ايران لضربة عسكرية، لذلك ستتحرك لأخذ زمام المبادرة نحو تعطيل هذه الضربة عبر استخدام الفصائل المسلحة لملاعب أخرى وأسخن هذه الملاعب هو الملعب العراقي، والهجوم الأخير بالصواريخ على السفارة الأمريكية هو مؤشر لهذا التوجه".

وأمس، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، أن "خطر تنظيم داعش لا يزال قائمًا في العراق، كاشفًا عن "تخطيط لهروب من دواعش في مخيم الهول وهو ما يهدّد العراق"، مؤكدًا "نحن نتابع ونعمل على تأمين الحدود". 

 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

العراق يعلن انتهاء المهام القتالية للتحالف الدولي وانسحاب قواته رسميًا

نفي عراقي رسمي حول تمديد موعد انسحاب القوات الأمريكية