المجتمع والسياسة بعيون عراقية
12 أكتوبر 2022
لا أعرف متى يأتي هذا اليوم، لكنني مدرك أن الوقائع يمكنها أن تؤدب الناس بشرط إدراكها وتوظيفها جيدًا. بمعنى أن الصيرورة ليست ضربة ساحر. الشرط الأساس في النجاح هو احترام العواقب، أن تظهر كوكبة من المفكرين، وكوكبة من السياسيين المستنيرين. لا ينحصر الأمر تمامًا بنوعية المجتمع. قد نجادل بعمومية وفضفاضية حول جودة هذا المجتمع أو ذاك؛ حول التقاليد البروتستانتية الأوربية، أو أخلاق الساموراي اليابانية، أو الأخلاق الكونفوشية الصينية، باعتبارها ساهمت بشكل فعال في التنمية وبناء المؤسسات. هذا صحيح بشكل عام. لكنه يمثل نصف الحكاية، ذلك أن المزيد من التعليم والتدريب يمكنه أن ينتشل المجتمعات من براثن الجهل والخرافات المتأصلة. أعطني شعبًا متعلمًا أعطيك تنمية وازدهارًا. ربما سنقع في جدلية أسبقية البيضة والدجاجة ونقول، من يسبق من: النخبة السياسية أم المجتمع؟
مفهوم العيش المشترك يستدعي المواطنة وهذه الأخيرة تستدعي القانون
على الرغم من أن حركة الوجود لا نقطة مرجعية لها، وأن ظهور وحركة الأشياء يجري بصيغة اعتمادية؛ كل الأشياء تعتمد على بعضها البعض، والوجود الاجتماعي لا يشذ عن هذه المعادلة، فهو يتفاعل، وينقبض وينبسط، وينفتح وينغلق، ينحط ويزدهر، اعتمادًا على الوقائع السياسية، وهذه الأخيرة يجري عليها ما يجري على المجتمع من حيث كونها ليست نقطة مرجعية متأصلة. لكن من باب العلل القريبة، والوقائع الملموسة، ولكي لا يتحول النقاش السياسي والاجتماعي إلى تجريدات وعموميات غامضة، يمكننا أن نتلمس تاريخيًا أن التغييرات الكبرى لا تحدث ضمن الإيقاع الاجتماعي الرتيب والبطيء، لا يمكن لأي مجتمع كان أن يحدث نقلة نوعية أو ينشد التغيير بعفو الخاطر. فهذا المجتمع المزعوم سينتهي أمره إلى شقاق، ويتحول أفراده كما الضواري يأكل بعضه بعضًا، وتفترسه الأنانيات الفردية، والمصالح الفئوية، وتمزقه روح الانفصال شر ممزق.
إن التغيرات الكبرى تحدث في اللحظة التي يحافظ فيها المجتمع على قواه الحيوية، وأعني بها بالضبط القوة السياسية المنظمة التي تترجم أماله وطموحاته، وتضبط إيقاعه وتصونه من هاوية الانزلاق نحو الحرب الأهلية، وتبني المؤسسات وتشيد بناه التحتية. إذا كان المجتمع هو الجسد فالنخبة السياسية هي الدماغ المفكر.
لكن إذا رجعنا إلى الجذر الصحيح، وتطلّب منا أن نفكر بشكل سوي، سوف لا نسمع لا حسيسًا ولا نجوى من هؤلاء المتذمرين. بمعنى أنهم يختفون ويتبخرون أثناء التفكير الجاد النابع من الهم الأصيل.
لذا، وبشي من الحذر، يمكنني أن أمني النفس بهذه الصيغ المثالية: سيأتي يوم على العراقيين يدركون فيه أن الإيمان الديني لا يبني دولة، وإنما تبنيها الكوادر الإدارية، الكوادر التي تدرس وتتأهل في كبرى جامعات العالم.
الكلمات المفتاحية

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات