الفردنة التي تنتهك الكل.. نقد لتمركز "الذات" المتعالي على الموضوع
5 ديسمبر 2022
هل على المثقف المشاركة في المناقشة من أجل تحويل الخطاب المنغلق على ذاته إلى دعوى للحوار عن طريق الجماعة التواصلية، كما يقال، لا أن ننطلق من أن التبرير استنادًا لمقولات سابقة نعتقد بصحتها، أو أن نزعم بامتلاكنا (الحقيقة) فعند ذلك نخسر بعدًا مهمًا، يتمثل بأن الحقيقة التي نطالب بتحقيقها في الحين، في المكان والزمان ذاته نخسرها، ووفق السياق الذي توجد فيه (بكونها مطالبة) وعبر لغتنا ذاتها.
فلحظة النقد، هي لحظة مفارقة لما هو مألوف. يتحقق فيها قبول الآحر المخالف والمفارق بوصفه مكونًا أساسيًا للوجود الإنساني. لحظة ينكشف فيها لنا عن التورط التاريخي لتمركز الذات في إنجاز كل هذه الهشاشة المعرفية والتشوهات الثقافية، التي تخللت مفردات حياة الفرد والجماعة، الواقع والنص. فنقد تمركز الذات يؤشر لأفول الكلمة، وتقويض الكتابة لذاتها، ويكشف التقنين الاستيهامي للهيمنة والسيطرة والانتهاك. فهذه اللحظة النقدية التي نطالب بها، موجهة في الواقع لكشف تورط بعض سياقات التبرير للمثقف الاستيهامي عبر تمركزه حول ذاته، فمنذ تحول المثقف بكل تصنيفاته بشكل عام والعقل الشعري بشكل خاص (والذي يكثر حوله الجدل) من مركزية الواقع إلى مركزية الذات، امتنع لديه أن يكون الواقع مركز البحث أو أن يكون أفقه الذي يراه، وتمت الاستعاضة عنه بقائمة طويلة من المتطلبات التي تعمل على تمجيد ذاته ونسيان الواقع، من أجل تسكين "قلق المكانة لديه" لذا علينا أن نفتش في ذاته وليس عن ذاته.
ولا يتأكد هذا الشعور إلا بتحوله إلى دائرة الشمولية، فتجتاز هذه الدعوة الزائفة "للحرية" لدى الكاتب أو الشاعر النرجسي، كل عقباتها الفردية لكي تمتلك صفاتها الشمولية. إنها عتمة الذات التي لا ترى غير نفسها جديرة بالقول والخوض في كل شيء بهذا الكون. إنه "الجهل العقلاني"
الكلمات المفتاحية

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات