العام الدراسي بمواجهة كورونا.. ما هي سيناريوهات "بث الحياة فيه"؟

ألترا عراق ـ فريق التحرير

يأبى العام الدراسي أن ينقضي في البلاد، حيث بدأ متعثرًا بعد إضراب التلاميذ والطلبة على خلفية احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر 2019 في عددٍ من المحافظات، والتي استمرت لنحو أربعة أشهر، حيث مثل عامل قوة وإسناد للاحتجاجات، لكنه أثر كثيرًا في تطبيق المنهج المحدد من قبل وزارتي التربية والتعليم العالي، ولا يكاد يلتقط أنفاسه حتى عطّله فيروس كورونا في جميع العراق، ما يضع نهايته أمام سيناريوهات متعددة.

كان العام الدراسي في العراق متعثرًا منذ بدايته، حيث ساهم الطلبة في احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر بالإضراب لنحو أربعة أشهر

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الحلول تدرسها هيئة الرأي في وزارة التربية لبث الروح في العام الدراسي، وهي "دخول شامل باستثناء الخارجي، ويتم تحديد امتحان تقويمي لاحق لهم بدل التمهيدي، فيما يتم اعتماد درجات الفصل الأول ونصف السنة من الأول إلى الرابع والخامس ابتدائي، فيما يحذف فصلين من كل منهج السادس ابتدائي".

اقرأ/ي أيضًا: بعد الإضراب.. كورونا يعطّل الجامعات والتعليم الإلكتروني "يتعثر"

وحول المرحلة المتوسطة تدرس الهيئة اكتفاء الطالب ببحث علمي عن المتبقي من الفصل الثاني وتتولى إدارات المدارس عبر وسائل التواصل متابعته، ويشمل ذلك للأول متوسط والثاني متوسط والرابع والخامس إعدادي، فيما تقلص المواد ودمجها للثالث متوسط مع الحفاظ على رصانة المادة العلمية بما لا يثقل كاهل الطلبة، فيما تدرس الوزارة أيضًا للسادس إعدادي إلغاء أحد المواد "العربي للإحيائي والتطبيقي، والاقتصاد للأدبي، بالإضافة إلى عدم دخول الفصول الأخيرة من كل منهج".

في الأثناء، أوضح المتحدث باسم وزارة التربية حيدر فاروق أن "الوزارة لم تتخذ أي قرار لغاية الآن، حيث يتم مناقشة المقترحات المتداولة"، مبينًا أن "الحلول يجب أن تخدم الطالب والعملية التربوية على حدٍ سواء".

أكد فاروق خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "الوزارة لا تفكر بتأجيل العام الدراسي أو اعتباره سنة عبور، حيث تعمل على إتمامه بما يحافظ على الرصانة العملية"، لافتًا إلى أن "التجارب السابقة لا يمكن مقارنته بما يحصل، عند دخول "داعش" كانت الأزمة مناطقية، خاصة وأن الوزارة عالجت الانقطاع أيام الاحتجاجات من خلال سلسلة إجراءات، لكن الأزمة اليوم عالمية".

تفضل الطالبة ضحى عماد تقليص المواد على إلغاءها، معللةً ذلك باعتماد الكثير من الطلبة على المواد المتداول تعليقها، في رفع معدلهم، ما يصعب رفع المعدل، مبينةً أن "الدراسة بعد الاحتجاجات جرت بإيقاع سريع حتى تقدمنا ببعض المواد بفترة غير منطقية، حيث أعتمد الأساتذة على الشرح المكثف والتأشير في الكتاب".

تتخوف عماد وهي طالبة في السادس علمي خلال حديثها لـ"ألترا عراق"، من "آلية تقليص المنهج، خاصة إذا اعتمدت إلغاء الفصول الأخيرة من كل مادة، والتي تكون في معظم المواد سهلة، ويعتمد عليها الطلبة في جمع الدرجات".

تمضي عماد بالقول إن "التعليم الإلكتروني غير مجدي، بسبب سوء الإنترنت، وحداثته على الكادر والطلبة، وهو إضافة جديدة على كاهل الطالب، بعد الخدمات المتردية في المدارس، لدرجة استعارت إدارة المدرسة كراسي من أحد المواكب الحسينية للطلبة أثناء الامتحانات".

طالبة: الدراسة بعد الاحتجاجات جرت بإيقاع سريع حتى تقدمنا ببعض المواد بفترة غير منطقية، حيث أعتمد الأساتذة على الشرح المكثف والتأشير في الكتاب

في السياق، تدرس وزارة التعليم العالي مجموعة إجراءات لطلبة الجامعات، والتي تعتمد منذ بداية الأزمة على التعليم الإلكتروني، حيث تعمل على تكثيف الكورسات وتقليص العطل، الربيعية وعطلة نهاية السنة لتوفير الوقت الكافي للجامعات والمدارس لاستيعاب المناهج العلمية.

اقرأ/ي أيضًا: "كورونا" يعطل المؤسسات الحكومية والتعليمية في العراق مجددًا

فيما نفت الوزارة تأجيل العام الدراسي أو إلغائه، بحسب بيان أطلع عليه "ألترا عراق"، والذي ذكر أن "الوزارة تتخذ إجراءاتها بخصوص إكمال المناهج للعام الدراسي الحالي من خلال التعليم الإلكتروني، وكوكل كلاس روم ومواقع التواصل الاجتماعي، على ضوء مقررات خلية الأزمة لمواجهة فيروس كورونا ومنها إيقاف الدوام الرسمي في الجامعات".

وتعتبر الوزارة التعليم الإلكتروني إجراء مؤقت لتجاوز الأزمة، حيث أكدت في بيان أطلع عليه "ألترا عراق"، "عودة آليات الدراسة إلى طبيعتها إذا ما تقرر إعادة الدوام الرسمي، حيث يستفيد منه نحو 80 % من الطلبة".

اقرأ/ي أيضًا: 

العراق.. حصيلة القرارات بشأن الجامعات والمدارس للوقاية من "كورونا"

مؤشر الموت يرتفع.. "كورونا" يحصد نحو 10% من المصابين في العراق