السوداني: لم نسجل إطلاق صواريخ من العراق أثناء هجوم إيران على "إسرائيل"

نفى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الثلاثاء، إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من العراق نحو أهداف للاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلة أثناء الهجوم الإيراني، فيما حذر من التداعيات واتساع ساحة الصراع في الشرق الأوسط إثر استمرار الحرب على غزة.

وقال السوداني في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، إنّ "زيارة واشنطن تأتي في وقت حساس ومهمّ لعلاقاتنا الثنائية ولما يحصل في المنطقة"، مبينًا أنّ المباحثات في واشنطن أكّدت على "أهمية وقف التصعيد وعدم الانخراط في المزيد من أعمال الرّد المتبادلة؛ لأنها تؤثر على أمن وسلامة شعوب المنطقة".

وأضاف، أنّ "العراق، منذ بداية أحداث 7 أكتوبر، كان من أوائل المحذرين من خطورة استمرار هذا الصراع وتداعياته الخطيرة"، مشيرًا إلى أنّ "الملاحة الدولية في البحر الأحمر تتمّ إعاقتها وما يحصل في لبنان وسوريا والتصعيد، مؤخرًا، هو من تداعيات هذا الصراع".

وحذر السوداني، من أنّ "المنطقة لا تتحمل هذه الأحداث"، وقال إنّ "على الجميع الضغط لوقف هذا التصعيد"، مؤكدًا في الوقت ذاته "عدم التهاون في إنفاذ القانون والحفاظ على الأمن والاستقرار في العراق، واتخاذ إجراءات فورية وعملية  في هذا الأمر".

وأضاف، "نعمل على إبعاد العراق عن ساحة الصراع، مع الاحتفاظ بموقفنا المبدئي تجاه ما يحصل من عدوان على غزّة والأراضي الفلسطينية؛ لأن هذا هو جذر المشكلة. لا يمكن اختزال المنطقة بردود الأفعال، بل إنّ هناك عملية إبادة يتعرّض لها الفلسطينيون أمام مرأى ومسمع العالم والمجتمع الدولي، الذي فشل هو ومنظوماته وقوانينه في الحفاظ على المدنيين الأبرياء".

وتابع، "سقوط الضحايا من النساء والأطفال أمر غير مقبول، وهو أصل المشكلة؛ لأنه بمجرد وقوف هذه الحرب ستشهد المنطقة انفراجة واستقرارًا، والتباين في المواقف بيننا وبين الولايات المتحدة، في ما يخص أحداث المنطقة ليس قليلاً في وصف الأحداث، لكننا متفقون على أن هناك قانونًا دوليًا ومبادئ عامة وقانونًا إنسانيًا وقوانين حرب ومبدأ حماية البعثات الدبلوماسية".

وقال السوداني أيضًا، "نريد تنفيذ هذه القيم والمبادئ التي ينادي بها المجتمع الدولي، لهذا أين قرارات مجلس الأمن الدولي وتوصيات المؤتمرات الدولية تجاه القضية الفلسطينية؟ منذ مؤتمرات أوسلو ومدريد وشرم الشيخ، وكذلك قرار مجلس الأمن الأخير. لا أعتقد أن الرئيس بايدن يختلف معي في هذه المبادئ، ولا أية دولة تنادي بنظام دولي يحترم الإنسانية".

وأضاف، أنّ "الاعتداء الذي حصل على بعثة إيران في دمشق خرق واضح وينافي القانون الدولي وهو الذي دفع إيران للرّد، رغم أننا بذلنا جهدًا لاحتواء هذا الموقف، ونحن أمام مشكلة حقيقية لما يحصل في غزّة، وهو الذي يؤثر على استقرار المنطقة والعالم، والتغاضي عن جذر هذه المشكلة يعني المزيد من التداعيات واتساع ساحة الصراع في منطقة حساسة للعالم".

وأكّد السوداني، عدم تلقي "تقارير أو مؤشرات على إطلاق صواريخ أو طائرات مسيّرة من العراق أثناء الهجوم الإيراني"، مشيرًا إلى أنّ "موقفنا واضح من عدم السماح بزجّ العراق في ساحة الصراع ونحن ملتزمون بهذا الأمر".

وحول التدخل الإيراني في العراق، قال "لا يمكن زجّ إيران في كل قضية تتعلق بالوضع العراقي، ومسألة إنهاء التحالف مطلب عراقي، وهو جزء من البرنامج الحكومي الذي صوّت عليه مجلس النواب، وهي حقائق يجب عدم التغاضي عنها".

فيما أشار بشأن التحالف الدولي، إلى أنّ "نقاشًا يجري حول مهمة التحالف بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة منذ آب 2023، والعراق اليوم مختلف عما كان عليه قبل عشر سنوات حين تشكّل التحالف".

وقال إنّ "داعش لا يمثل اليوم تهديدًا لأمن الدولة العراقية، ومن الطبيعي أن تبادر الحكومة لتنظيم موضوع التحالف الدولي"، مبينًا أنّ "أجهزتنا الأمنية وصلت إلى أعلى المستويات من الكفاءة والجاهزية والسيطرة والمحافظة على الأمن والاستقرار في العراق".

وأضاف، "بادرنا وفق المعطيات على الأرض إلى إجراء الحوار مع الولايات المتحدة، وهو ما تحقق عبر إقرار اللجنة العسكرية العليا التي تجتمع بشكل متواصل لتقديم المقترحات حول الجدول الزمني لإنهاء مهمة التحالف الدولي"، مشيرًا إلى أنّ "الانتقال إلى علاقات ثنائية مع دول التحالف  رغبة وانطلاق من مصالح العراق الوطنية وليس من رغبات دول أو مواقف معينة".

وختم بالقول، "لدينا تفاهمات ولجان للتعاون الأمني المشترك بين العراق والولايات المتحدة، تعقد اجتماعاتها بشكل مستمر وتؤسس علاقة مستدامة وشراكة ثنائية أمنية وفق ما نصّ عليه الدستور واتفاقية الإطار الإستراتيجي".