السبت المصيري.. نهاية البرلمان أم تحديد مشهد العراق لـ4 سنوات؟

ألترا عراق ـ فريق التحرير 

تتجه الأنظار نحو مجلس النواب الذي من المؤمل أن يعقد جلسته المخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية يوم غد السبت 26 آذار/مارس، بعد جولة من التأجيل والمعرقلات التي منعت حسم ملف رئاسة الجمهورية، فيما تعدّ هذه الجلسة مصيرية وقائمة على لعبة "الاستمالة وفرض الإرادات" وفقًا لسياسيين، وهي من سيحدّد مصير وشكل الحكومة المقبلة والجهات الأكثر سيطرةً على المشهد السياسي للأعوام الأربعة المقبلة.

 ما يعزّز وجود صعوبة فعلية بتحقيق التحالف الثلاثي لنصاب انتخاب رئيس الجمهورية هي الرسائل المتكررة لزعيم التيار الصدري التي يوجهها للمستقلين

ويبدو أنّ المعرقلات لا زالت قائمة، وسط معطيات تشير إلى صعوبة موقف تحالف "إنقاذ الوطن" المكوّن من الثلاثي (الكتلة الصدرية والديمقراطي الكردستاني والسيادة)، وعدم تمكّنهم من تحقيق نصاب الثلثين لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية والتي تتطلب حضور 220 نائبًا.

اقرأ/ي أيضًا: البرلمان ينشر جدول أعماله لجلسة السبت: انتخاب رئيس الجمهورية

ويبلغ العدد المتأرجح الذي يعد الرقم السري لحسم الجلسة 30 نائبًا، حيث يتحدّث تحالف "إنقاذ وطن"، متأكدًا من حضور أكثر من 190 نائبًا للجلسة، فيما يتمّ التعويل على 40 نائبًا مستقلًا، إلا أنّ آراء أخرى تؤكد أن جزءًا من هؤلاء المستقلين الأربعين موجودون بالفعل ضمن الـ190 مقعدًا المحسومة.

وما يعزّز وجود صعوبة فعلية بتحقيق تحالف "إنقاذ وطن" لنصاب انتخاب رئيس الجمهورية، هي الرسائل المتكرّرة لزعيم التيار الصدري التي يوجهها للمستقلين بحسب مراقبين، فيما كان آخرها تغريدة طالب فيها المستقلون بـ"الحياد" الذي يتمثل بحضور الجلسة دون التصويت، معتبرًا أنّ عدم حضور الجلسة هو "اللاحياد" ملوحًا بـ"نهاية" مجلس النواب في حال لم تعقد الجلسة.

الموقف الصعب للتيار الصدري وحلفائه تبيّن أكثر على لسان الصفحة الناطقة باسم الصدر "صالح العراقي"، بتغريدة خاطب من خلالها "الإطار التنسيقي" متهمًا إياه بـ"المكر" عن طريق اختراع "الثلث المعطّل" وتسليطه "ضد الشيعة"، في رد على اتهامات الإطار للتيار الصدري بأنه "سلب حق الشيعة" في تكوين الكتلة الأكبر، فيما لوّح بأن الإطار لو كان بمكان التيار للعب دوره بـ"تشكيل كتلة أكبر مع السنة والكرد بمعزل عن شيعة التيار"، متسائلًا عن "ماذا سيفعلون حينما سيعمل التيار على تشكيل الثلث المعطّل أيضًا". 

وبلغة الأرقام، يتضمن تحالف "إنقاذ وطن" قرابة 177 مقعدًا، فيما تحتسب مقاعد كل من "امتداد" و"الجيل الجديد" البالغة 18 مقعدًا مع الجبهة التي ستحضر الجلسة ليكون المجموع 195 نائبًا، بالرغم من أن حركة "امتداد" لم تكشف موقفها النهائي بعد.

وتؤكد النائبة عن "امتداد" نيسان الزاير في حديث لـ"ألترا عراق"، أنّ "تحالفها سيعلن عن موقفه مساء اليوم بعد عقد اجتماع، فيما إشارت إلى "عدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل الجلسة بعد وإمكانية حدوث مفاجآت في اللحظات الأخيرة".

ويرى مراقبون أنّ عدم إفصاح "امتداد" عن موقفها هو محاولة للمناورة، مرجحين بأن تحضر امتداد والجيل الجديد الجلسة خصوصًا أنهم صرحوا لأكثر من مرة أنّ "التغيب عن الجلسات مخالفة دستورية لا يجب أن يقدموا عليها".

ويؤكد الأمر تصريح للنائب عن حركة "امتداد" حميد الشبلاوي، حيث إننا "كمستقلين سنحضر جلسة مجلس النواب من أجل مصلحة المجتمع".  

وقال الشبلاوي "أننا ندعم حكومة الأغلبية حتى نستطيع تشخيص مسؤولية النجاح أو الفشل، وسيكون على الجهة التي تشكّل تلك الحكومة المسؤولية الكاملة أمام الشعب عن تعثر الخدمات وتحقيق طموحات المواطنين، لذلك حكومة الأغلبية عامل متغير جديد في الواقع العراقي لكي نستطيع أن نحدد مسؤوليتها عن الفشل والنجاح".  

وفي الملخص، فإنّ حضور 195 نائبًا سيتطلب قرابة 25 نائبًا لعقد الجلسة، وهو أقلّ من عدد المستقلين المتبقي عند استبعاد "امتداد" والجيل الجديد البالغة أعدادهم 18 نائبًا، حيث يتبقى 22 نائبًا، 6 منهم في كتلة "إشراقة كانون"، و١٦ آخرين منفردين.

تجري تحركات الديمقراطي الكردستاني تجاه تحالف عزم برئاسة مثنى السامرائي الذي يمتلك قرابة 12 مقعدًا

وجود 195 نائبًا فقط مضمونين لحضور الجلسة، يؤكده عضو ائتلاف دولة القانون المنضوي في "الإطار التنسيقي"، أحمد الصوفي، والذي يشير لـ"ألترا عراق" إلى "ضمان الإطار 133 نائبًا في صفه، وأنهم لن يحضروا جلسة يوم غد"، وهو العدد المتبقي تقريبًا من العدد الكلي لمقاعد البرلمان عند استبعاد الـ195 نائبًا.

اقرأ/ي أيضًا: صالح العراقي يخاطب "الإطار التنسيقي": أنتم من سلّط الثلث المعطل على الشيعة

واتساقًا مع هذه المعطيات، تجري تحركات الديمقراطي الكردستاني تجاه تحالف "عزم" برئاسة مثنى السامرائي الذي يمتلك قرابة 12 مقعدًا في محاولة لثنيه عن موقفه وإقناعه بحضور جلسة يوم غد، وبينما أشار عضو "الإطار" أحمد الصوفي إلى صعوبة "ثني" السامرائي عن موقفه، إلا أنه لم يستبعد إمكانية إقناعه في حال إعطائه "جزءًا من الكعكة"، بحسب وصفه.

بالمقابل، يستبعد الصوفي إمكانية إقناع وسحب "الاتحاد الوطني الكردستاني" من قبل تحالف "إنقاذ وطن" وتوافقه مع الديمقراطي الكردستاني، مشيرًا إلى أنّ "الاتحاد كان متوافقًا في الرؤية منذ البداية مع دولة القانون وبقي ثاتبًا على موقفه"، معتبرًا أنّ "توافق الديمقراطي والاتحاد أصبح من الماضي، خصوصًا وأن الديمقراطي يريد سحب البساط كاملًا من الاتحاد الوطني الكردستاني".

وفي حال نجح الديمقراطي الكردستاني بسحب تحالف عزم برئاسة مثنى السامرائي صوب حضور الجلسة، خصوصًا بعد الزيارة التي أجراها وفد الحزب إلى السامرائي اليوم الجمعة، فأنّ العدد المضمون لحضور الجلسة سيرتفع إلى 207 نواب، ولن يتبقى سوى 13 مقعدًا يحاول تحالف "إنقاذ وطن" الحصول عليها من حضور عدد من النواب المستقلين المتبقين والبالغين 22 مقعدًا.

ويبدو أن الديمقراطي الكردستاني مطالب بأن ينجح بهذه المهمة عبر استمالة السامرائي، بعد أن "حرم" الصدر من انضمام الاتحاد الوطني الكردستاني إلى جانبه، كما نجح الحلبوسي باستمالة جزء من تحالف عزم وعلى رأسهم "خميس الخنجر".

ولم يتسن لـ"ألترا عراق" الحصول على تعليق من الديمقراطي الكردستاني بشأن ما إذا لمس معطيات أولية بإمكانية استمالة تحالف عزم برئاسة السامرائي لحضور الجلسة.

 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

البارتي يتحدث عن حسم الفوز لمرشحه و"امتداد" تؤكد: الدماء لا تُشترى

مقتدى الصدر يتحدث عن تجاوب من المستقلين ويتعهد بـ "رد الجميل"