رأي

الجنوب: من المسؤول عن الفقر وسوء الخدمات فيه؟

30 أكتوبر 2021
2003-07-13T000000Z_1541021507_RP4DRIFRTEAB_RTRMADP_3_IRAQ-1.jpg
قال أهل الجنوب كلمتهم في احتجاجات تشرين (فيسبوك)
باسم محمد حبيب
باسم محمد حبيب كاتب من العراق

اعتذر لأني أكتب مرة أخرى عن الجنوب ومعاناته دون بقية مناطق العراق التي أعتز بها جميعًا، فأنا مضطر لأن أفعل ذلك بسبب أوضاع محافظات الجنوب الصعبة ومعاناة سكانها الكبيرة من سوء الخدمات، وقلة الإعمار، وانفلات الأمن، وهيمنة العشائر، والفساد، والبطالة، والفقر، وما إلى ذلك من الأمور التي وأن نجد مثلها أيضًا في المحافظات الأخرى، إلا أنها ربما ليست بالسوء نفسه.

إذا بقي حال الخدمات في محافظات الجنوب على حاله فلن يكون أمام الناس إلا العودة للتظاهر لاستحصال حقوقهم

لقد كنا نمني النفس بأن يشهد الجنوب نهضة إعمارية بعد عام 2003، لأن الكل كان يتحدث عن مظلومية الجنوب وفقره و معاناته من إهمال الحكومات له وتجاهلهم لحاجات سكانه، لكن ذلك لم يحصل، فبقي يعاني من الإهمال والتجاهل أيضًا على الرغم من ارتفاع أسعار النفط الذي ضمن حصول الدولة على مدخولات مالية تفوق مجموع مدخولاتها من تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 وإلى عام 2003. وللأسف، لم يتمّ استغلال هذه الأموال بما يضمن تحسين الخدمات والبنى التحتية وإقامة مشاريع صناعية وزراعية وسياحية، وما إلى ذلك، بل جرى تبديدها في مشاريع وهمية وسطحية، ولكن باهظة التكاليف، فكان الفساد المذنب الأكبر في حرمان الجنوب من حقوقه، يليه الفشل السياسي وقصور أداء ممثلي الجنوب في البرلمان ومسؤوليه في الحكومة المركزية والحكومات المحلية.

اقرأ/ي أيضًا: محافظات الجنوب.. الإهمال من الحكومات

إن أهم ما يشير إلى الفشل وقصور أداء المسؤولين في هذا الملف هو تغير حال عدد من المحافظات، لا سيما محافظات إقليم كردستان التي وصل الإعمار والبناء فيها إلى مستويات جيدة، حتى باتت مدنها تقارن ببعض مدن الخليج، أما المحافظات الأخرى، فعلى الرغم من أن مستوى الإعمار فيها لا يقارن بالإعمار في كردستان، وهو يتفاوت أيضًا من منطقة إلى أخرى، إلا أنه أفضل كثيرًا من مستواه في الجنوب بإستثناء الموصل التي ما زالت هي الأخرى تعاني من سوء ملف الإعمار والخدمات.

ومن ثمّ على مسؤولي هذه المحافظات وممثليها في البرلمان أن يدركوا أن الاستمرار على هذا الحال لن يكون مقبولًا من قبل الناس بعد الآن، لا سيما وقد قالوا كلمتهم في تشرين، وطرحوا مطالبهم الوطنية أولًا، ومن ثم تلك التي تتضمن بشكل أساسي على تحسين حياة السكان في هذه المحافظات من خلال إقامة مشاريع استثمارية تضمن تشغيل العاطلين، وتطوير البنى التحتية من طرق وجسور وشبكات الصرف الصحي وتعليم وصحة، فضلًا عن تطوير الزراعة والسياحة وفتح المصانع والمعامل المغلقة، وما إلى ذلك.  

فمن دون القيام بذلك لن يكون أمام أبناء الجنوب إلا العودة للتظاهر لاستحصال حقوقهم، لا سيما وقد باتوا مدركين بأن الانتخابات لن تحقق ما كانوا يأملون من مجيء قوى داعمة لحقوقهم ومؤيدة لمطالبهم، بل هي لا تعدو مجرد تفويض ببقاء القوى الحالية في الحكم لسنوات قادمة، ولضمان عدم حصول ذلك؛ من الضروري وضع خطة إعمار سريعة تنهض بواقع الخدمات في هذه المحافظات، مع خطة استثمارية لإنشاء المشاريع الصناعية والزراعية والخدمية لتوفير فرص العمل، فضلًا عن  دعم قطاعات الرياضة والثقافة والفن التي تسهم أيضًا في استقطاب الشباب وإطلاق مواهبهم، فهل إلى ذلك من سبيل؟ نأمل أن نجد من يستجيب.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ماركس في ضيافة "الشروكية"

أهل الجنوب.. شعب الله المُحتار!

الكلمات المفتاحية

الحروب.jpg

2025.. عام الحرب والسلام

الحروب هي في الأساس توترات مؤجلة انفجرت وتصاعدت بسرعة


الدراما في العراق.jpg

المسلسلات في "عام الإنجازات"!

هناك أسئلة عديدة حول المنحة الحكومية للدراما في العراق خلال 2024


احتفالات في غزة.jpg

نعم.. انتصرت غزة

الكيان الإسرائيلي في نكبة ليست أقل من نكبة غزة


مسعود بارزاني السوداني.jpeg

خلافات بغداد وأربيل.. تنافس يوضح المشهد السياسي لانتخابات 2025

لا يمكن أن تأتي إعادة تشكيل القوة في العراق إلا نتيجة لحدث عراقي أو إقليمي كبير من شأنه أن يعيد ضبط اللعبة

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert