التنويم المغناطيسي.. سلاح جديد للسرقة في العراق

تتجاوز طرق السرقة في العراق الأساليب المعتادة بالآونة الأخيرة، حيث انتشر ما يعرف بـ"التنويم المغناطيسي"، وهي طريقة لتشتيت انتباه المواطنين وسرقتهم بصورة محترفة من قبل عصابات متخصصة في هذا المجال.  

قام 3 أشخاص مؤخرًا بسرقة شركة صرافة في بغداد عبر "التنويم المغناطيسي"

و"التنويم المغناطيسي" يجعل الإنسان في حالة تركيز تام وهدوء واسترخاء، مما يجعله أكثر انفتاحًا وتقبلًا لكل الأوامر والأسئلة التي قد توجه إليه من قبل المُعالج، كما يعمل على مبدأ أساسي عن طريق التحكّم في درجة الوعي، حيث يعمل على النوم المؤقت للعقل الواعي وتنبيه العقل الباطن، وذلك لكي يتمكّن المُعالج من اكتشاف كل ما بداخل الإنسان من مشاعر وذكريات كامنة في عقله، كما يفسره المختصون في مجال الطب.

وعادةً ما يستخدم "التنويم المغناطيسي"، في التخلّص من بعض الأمراض النفسيّة كالأرق، الفوبيا، الاكتئاب، فضلًا عن تقوية الجهاز المناعي وقدرة الجسم على التصدي للأمراض الخطيرة.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الداخلية العراقية اعتقال 3 متهمين بسرقة شركة صرافة في العاصمة بغداد، مؤكدةً أنّ "المتهمين أوهموا الضحايا وسرقوا أموالهم حيث دخل 3 أشخاص إلى مكتب صرافة واستخدموا التنويم المغناطيسي على صاحبه وتمكنوا من سرقة مبلغ مالي قدره 3 آلاف دولار".

تعليق علمي

وفي هذا الصدد يقول كمال الخيالي، أستاذ علم النفس في جامعة بغداد، إنّ "التنويم المغناطيسي، هو طريقة يستخدمها مختصون لإيصال الشخص إلى حالة يكون فيها الفرد بين الوعي واللاوعي مما يسفر عن إمكانية التحكم بالأشخاص بهدف تنفيذ عمليات السرقة وغيرها كما حدث في العراق خلال الفترة الماضية".

ويستخدم "التنويم المغناطيسي"، للسيطرة على الألم والاضطرابات والقلق التي يتعرض لها الإنسان، وفقًا للخيالي الذي أشار إلى أنّ "هذه الطريقة لم تعد شائعة ومستخدمة طبيًا في العالم".

ويوضح الخيالي لـ"ألترا عراق"، أنّ "التنويم المغناطيسي، يحتاج إلى أجواء معينة من أجل تطبيقها على الأشخاص، وبالتالي ما نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الأخرى لا ينطبق عليها الشروط الواجب توفرها من أجل تنفيذ هذه العمليات التنويمية".

وما يحدث في العراق (عمليات السرقة)، ومن خلال متابعة المقاطع الفيديوية التي نشرت عبر مواقع التواصل، قد لا تكون تنويمًا مغناطيسيًا كما يرى الخيالي، بل "هو نوع من أنواع خفة اليد بطريقة محترفة".

رأي قانوني

ويتعامل القضاء العراقي مع قضايا السرقة التي تعرض لها المواطنون عبر "التنويم المغناطيسي" وفق أحكام المادة 456 و440 من قانون العقوبات والتي تصل الأحكام فيها للسجن بـ 15 عامًا، بحسب الخبير القانوني أمير الدعمي. 

ويقول الدعمي لـ"ألترا عراق"، إنّ "قانون العقوبات العراقي ملم بكل شيء بشأن عمليات السرقة وغيرها، لكنه يحتاج أحيانًا إلى تعديل بعض الفقرات الخاصة بالعقوبة وتشديدها لتواكب الجريمة".

وزاد الحديث عن استخدام طرق "التنويم المغناطيسي"، في العراق بعد ورود شكاوى عديدة من أشخاص تعرضوا لعمليات سرقة وسلب أموالهم في  المحلات التجارية وشركات الصرافة والصيدليات وغيرها، تزامنًا مع تضارب رسمي بشأن وصف ما يجري.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة مقاطع فيديو مصورة لأشخاص تعرضوا للسرقة من قبل لصوص عبر طريقة "التنويم المغناطيسي"، مما أثار الذعر في الشارع العراقي وسط مطالبات بالقضاء على هذه الظاهرة الجديدة على المجتمع.

ورغم الجدل الدائر بشأن "التنويم المغناطيسي"، تنفي السلطات الأمنية العراقية كل الأحاديث التي أشيعت مؤخرًا على لسان المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنا، والذي نفى وجود حوادث سرقة عبر "التنويم المغناطيسي" وإنما عن طريق آليات مختلفة. 

ويكشف المحنا عن تلقي وزارته شكاوى من ضحايا تمت سرقتهم تحت تأثير التنويم المغناطيسي، لكن "بعد إجراء التحقيقات تبين أن منفذيها مارسوا عمليات احتيال ونصب على الضحايا بالتعاون مع مقربين من ذوي المسروقين".

وقد فصّل قانون العقوبات العراقي عمليات السرقة، حيث يقول الخبير القانوني، علي التميمي، إنّ "العمليات التي تجري وسط النهار عن طريق الحيل تكون عقوبتها السجن لمدة 7 سنوات وفقًا للمادة 440".

وإن جرت السرقة في الليل ـ والكلام للتميمي ـ فتكون عقوبتها السجن لمدة 10 سنوات بحسب المادة 443/ خامسًا من القانون، إذ "يدخل التنويم المغناطيسي ضمن أساليب الحيل التي يحاسب عليها القانون العراقي".

قدم العديد من المواطنين شكاوى لوزارة الداخلية عن تعرضهم لسرقة عبر "التنويم المغناطيسي" 

ويقول التميمي لـ"ألترا عراق"، إنّ "القانون العراقي يطبق على جميع الأشخاص حتى إذا كانوا غير عراقيين، وتتخذ العقوبة عقب تحقيق قضائي يدخل فيه مختصون طبيون لمعرفة تأثير التنويم المغناطيسي على المتضررين جراء عمليات السرقة".