رأي

الأمن الانتخابي والنزاهة.. نظرة للتجارب السابقة

29 أغسطس 2021
1861FD8F-B45F-4C7B-99E8-63B7A7FD3757.jpg
مخاوف من تكرار سيناريو 2018 (فيسبوك)
أحمد فاضل
أحمد فاضل صحافي من العراق

رغم كل الادعاءات الرسمية التي تقول إن الانتخابات المبكرة ستكون نزيهة نظرًا للقانون الجديد والتغيير في المؤسسات المعنية بالانتخابات، إلا أن خطوات المفوضية الجديدة التي تصدرها للإعلام، فضلًا عن اللجنة الأمنية الخاصة بالانتخابات، وما أفصحت عنه مؤخرًا عن عدم إمكانية نصب كاميرات المراقبة في مراكز الاقتراع بسبب قلّة التخصيصات المالية يمثل مصدر قلق جديد، فضلًا عن الشكوك الكبرى المحيطة بالنظام بشكل عام.

وأهمية وجود كاميرات المراقبة تكمن في الاستفادة من تجارب سابقة، ففي أيار/مايو 2018، وحين اندلعت الحرائق في مراكز عد وفرز الأصوات بجانب الرصافة في بغداد على سبيل المثال، لم تعرف أسباب الحريق للآن، واكتفت الجهات المعنية بإصدار قرارات، منها إعادة فرز أكثر من 10 ملايين صوت بشكل يدوي بعد بيانات ومطالبات بكون الحادثة "محاولة للتزوير والإخلال بالنتائج التي كانت قريبة من الإعلان"، وعلينا اعتبار ذلك كجرس إنذار يجب قرعه الآن لعدم وجود الإمكانية المالية لتوفير الكاميرات في مراكز الاقتراع وحتى العد والفرز لربما، لكون أي إخلال بالأمن الانتخابي في تشرين الأول/أكتوبر 2021، لن تكون أسبابه معروفة، ولن تكشف نقطة بدايته وتفاصيله، أسوة بما حصل في الرصافة سابقًا، وهذا ما يؤشر خطورة لا تختلف عن وجود السلاح المنفلت في يوم الانتخاب، وربما تنفذ الشمس هجمة تحرق الصناديق كالحرائق المنتشرة والتي تُرجع للتماس الكهربائي.

حين سأذهب كناخب للإدلاء بصوتي، يجب أن أكون قد شعرت وأشعر بنزاهة المنظومة المحيطة بالصوت الذي سأضعه في الصندوق، وإلا، فإن تمزيق ورقتي أو شطبها وتسقيطها بدل التأشير على اسم أحد المرشحين، هو الخيار الأسلم بالنسبة لي، عكس ما يعتقد به الكثيرون اليوم بضرورة الانتخاب لمرشح ما تحت أي ظرف كان، أو تقديم أفضل السيئين على الأسوأ الذي يتفشى منذ سنوات، أو اختيار الوجه الجديد نكاية بالحرس القديم، ولا يخفى بالطبع، الفشل الحاصل والتغطية الواضحة لعدم قدرة الحكومة على تأمين التجربة "الديمقراطية" المرتقبة، لكون العيش يوميًا وسط الكم الهائل من الأخبار والتصريحات السياسية يجعلني أفسّر آلاف التفسيرات عما سيحصل، وأتوقع الآلاف مثلها بشأن النتائج وأماكن القوة المسلحة وسطوتها المرتقبة على مراكز الاقتراع في ظل عدم وجود المراقبة الالكترونية عبر كاميرات التسجيل منذ بدء اليوم إلى نهايته، وهذا هو ما يمثّل هاجسًا للخوف من فشل ربما لن نكون على استعداد لما بعده.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تنظيمات ما بعد تشرين: من المقاطعة إلى الممارسة

حول الاحتجاجات ومقاطعة الانتخابات.. الآن

الكلمات المفتاحية

الحروب.jpg

2025.. عام الحرب والسلام

الحروب هي في الأساس توترات مؤجلة انفجرت وتصاعدت بسرعة


الدراما في العراق.jpg

المسلسلات في "عام الإنجازات"!

هناك أسئلة عديدة حول المنحة الحكومية للدراما في العراق خلال 2024


احتفالات في غزة.jpg

نعم.. انتصرت غزة

الكيان الإسرائيلي في نكبة ليست أقل من نكبة غزة


مسعود بارزاني السوداني.jpeg

خلافات بغداد وأربيل.. تنافس يوضح المشهد السياسي لانتخابات 2025

لا يمكن أن تأتي إعادة تشكيل القوة في العراق إلا نتيجة لحدث عراقي أو إقليمي كبير من شأنه أن يعيد ضبط اللعبة

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert