الآلاف بالأكفان غدًا.. لماذا غضب أنصار الصدر من ضحك مقدمة برنامج؟

الترا عراق – فريق التحرير

من الحديث عن ملفات الفساد ومصرع رئيس هيئة النزاهة القاضي عزت توفيق، تحول السياق بشكل كامل بعد تعليق من القاضي والنائب السابق وائل عبد اللطيف خلال برنامج تلفزيوني سياسي، أثار ضحك مقدمة البرنامج، ومن ثم غضبًا شديدًا، انتهى إلى صلاة جمعة بالأكفان لأتباع التيار الصدري.

أثار تعليق من القاضي وائل عبد اللطيف غضب أنصار التيار الصدري بعد أن استغرب استمرار قادته بارتداء الكفن على الرغم من كونهم "هم من يحكم الآن"

قال عبد اللطيف خلال برنامج سياسي تقدمه الإعلامية سحر عباس جميل، إن هناك تحقيقًا في ألفي منصف وملفات أحيلت إلى هيئة النزاهة في الوقت الماضي، "فإذا بالهيئة تفقد رئيسها"، في تلميح إلى احتمالية تدبير حادث السير الذي أودى بحياة القاضي عزت توفيق في دهوك بعد حديثه عن امتلاك ملفات فساد وتعهده باحالتها للتحقيق.

اقرأ/ي أيضًا: مصدر خاص يكشف أسباب "احتجاب" الصدر والموقف السياسي المرتقب بعد عزلته

وطالب عبد اللطيف، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق بحادثة وفاة توفيق، محذرًا من أن المصير الذي لقيه سيثير الخوف لمن يفكر بالتصدي لمكافحة الفساد بعده، وإلا عليه "لبس الكفن"، واستشهد بما فعله المرجع الديني محمد صادق الصدر حين ارتدى الكفن خلال صلاة الجمعة في عهد النظام السابق.

ثم عقب عبد اللطيف على تعليقه مجددًا، حول استمرار أتباع التيار الصدري بارتداء الكفن حتى اليوم بالقول،: "صدام جان يطكهم، هسة منو يمهم.. همة اللي يحكمون"، في إشارة إلى هيمنة التيار الصدري على المشهد السياسي عبر مقاعد كتلة سائرون وتأثير زعيمهم مقتدى الصدر، كما ترى عدة جهات سياسية، بل وتذهب أخرى أبعد باتهامهم بابتزاز مسؤولين ووزراء لنيل مناصب، على الرغم من "ادعاء عدم المشاركة في الحكومة".

تعليق عبد اللطيف أثار ضحك مقدمة البرنامج، ثم غضبًا عارمًا عبر عنه أولًا قياديون في كتلة سائرون والأحرار سابقًا، حيث وصفه صباح الساعدي بـ "جاهل يضع نفسه موضع العلماء"، مطالبًا إياه (عبد اللطيف) بـ "معرفة حجمه وعلمه ومكانه الذي يضع فيه نفسه وأن يعتذر عن تصريحاته المستهجنة"، في حين اتهمه حاكم الزاملي، بـ "التجاوز على مراجع الدين"، مهددًا بمحاسبته "عند تفعيل قوانين مكافحة الفساد عن علامات استفهام شابت عمله حينما كان وزيرًا ونائبًا"، فيما طالب هيئة الإعلام والاتصالات، بـ "محاسبة أي محطة فضائية أو وكالة أو صحفي إذا ما أقدم على التجاوز على الآخرين، وأن تكون هناك عقوبات رادعه لمثل هؤلاء".

تصاعد غضب الصدريين من بيانات السياسيين إلى محاصرة مقر القناة الفضائية التي بثت البرنامج، ثم إلى مواقع التواصل الأجتماعي

لكن غضبًا أشد شهده الشارع حين تجمع العشرات من أتباع التيار الصدري وحاصروا مقر القناة الفضائية، مطالبين باعتذار من القناة وإنهاء خدمات مقدمة البرنامج، ما اضطر إدارة القناة إلى تقديم اعتذار خطي والتعهد بعد المساس بـ "الرموز الدينية كونها خط أحمر لا يمكن تجاوزها أو جعلها مادة إعلامية للسجال أو الكسب السياسي"، مؤكدة أن "محمد الصدر سيبقى ظاهرة لا يمكن تكرارها في محاربة الظلم والظالمين".

بدوره استغرب القاضي وائل عبد اللطيف، من غضب أنصار التيار الصدري، بعد تصريحه المتلفز حول مسألة "الكفن"، موضحًا في تصريح صحافي، أنه كان يتحدث عن الفساد وقال "كل من يتصدى إليه يجب أن يرتدي الكفن، في إشارة إلى حادثة رئيس هيأة النزاهة عندما أثار ملفات فساد"، مؤكدًا احترامه "جميع المراجع في العراق وأنه لن ينال منها".

اقرأ/ي أيضًا: هل اعتكف الصدر لغضبه من سياسة عبد المهدي مع "ميليشيات" الفتح؟

من الشارع إلى الواقع الافتراضي أثارت الحادثة الكثير من الاستياء والجدل، حيث طالب الكاتب والباحث في الشأن العراقي، غيث التميمي، عبر صفحتع على فيسبوك بالتصدي لما وصفها "سلوكيات همجية رعناء، تشوه سمعة التيار الصدري وقيادته وتهدد حياة الإعلاميين والصحافيين"، فيما انقسمت التعليقات بين مستهجنن لاندفاع اتباع الصدري للدفاع بهذه القوة في مثل هذه المواقف، وبين تعليقات تدافع عن الخط الصدري، فضلًا عن التراشق وتبادل الاتهامات التي تصل حد الطعن بالأعراض.

دعا مكتب الصدر أنصاره في أنحاء البلاد إلى ارتداء الكفن خلال صلاة الجمعة غدًا ردًا على الحادثة

ويبدو أن تداعيات الحادثة ستظل مستمرة، حيث دعا مكتب الصدر، اليوم الخميس، 21 آذار، مارس أنصاره لارتداء الكفن خلال صلاة الجمعة، غدًا. وقال المكتب في بيان إنه "يهيب بالأخوة المؤمنين ارتداء الكفن في صلاة الجمعة المباركة ليوم غد، في جميع محافظات العراق ردًا لما صدر بحق رمزية الكفن وأصحابة من قبل بعض القنوات والمحسوبين على القضاء". 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ما الذي جرى بين الصدر وسليماني طوال 5 ساعات بضيافة نصر الله؟

احتمالات مقتدى الصدر الشاسعة.. هدم جدار المنطقة الخضراء أم الاعتصام أمامه؟