إهمال الجنوب والأطراف التي تتحمل مسؤوليته
16 نوفمبر 2021
عقود طويلة والجنوب يعاني من الفقر والمرض والبطالة و نقص الأعمار وسوء الخدمات، عقود والناس تسمع وعودًا وعهودًا وشعارات ومتاجرة بمظلوميتهم ومعاناتهم، عقود والعديد من مثقفيهم ونخبهم بلا فاعلية وبلا أثر في تغيير الواقع، حتى الذين انتخبوا من قبلهم وتولوا المناصب باسمهم لم يكن لهم أثر يذكر في تغيير واقعهم البائس، وإنهاء حرمانهم ومعاناتهم، وكأن هذا الحرمان وهذه المعاناة قدر لا فكاك منه.
إن مسؤولية استمرار إهمال الجنوب واستمرار معاناة أبنائه لا تقع على عاتق طرف واحد بل أطراف عدة، وأول هؤلاء: المثقفون من شعراء وكتاب وأكاديميين وإعلاميين ومن مختلف الاختصاصات الأخرى، إذ لم يكن صوت هؤلاء عاليًا بما يكفي للفت الانتباه لأوضاع الجنوب المزرية، وعرض معاناة أبنائه، وقد شمل ذلك حتى نتاجاتهم الثقافية والأدبية والمعرفية التي تناولت بعض قضايا الجنوب، إذ لم تكن في أغلبها ذات صفة نقدية أو مطلبية، بل كان الغالب فيها الصفة الإبداعية أو الوصفية، الأمر الذي جعل صوتهم خافتًا ودورهم ضئيلًا في توجيه الأمور إلى الوجهة الصحيحة، وجهة المطالبة الصريحة والمباشرة والقوية والفاعلة بحقوق الجنوب في الإعمار وتحسين الخدمات وتشغيل العاطلين ومكافحة الفساد.. الخ.
أما التقصير الأكبر؛ فيتحمله بالدرجة الأولى من يتولى المناصب من أبنائه سواء أكان ذلك في الحكومة المركزية أم في الحكومات المحلية، لا سيما في الوقت الحاضر الذي لم يعد للجنوب فيه الحق في الشكوى من تهميش سياسي أو من قلة في أعداد ممثليه في البرلمان ومسؤوليه في الحكومة، لأنه حتى مع مطالبة بعض القوى بحقوق إضافية لها أو لمكوناتها وقاعدتها الجماهيرية، فهذا لا يعني أنهم مسؤولون بشكل مباشر عن سلب هذه الحقوق من مكونات أو قاعدة جماهيرية أخرى، بل أن المسؤولية الكبرى يتحملها ممثلو المكونات والقاعدة الجماهيرية التي جرى التنازل عن حقوقها، لأنهم ضحوا بحقوق مكوناتهم، بدل التضحية بأمور أخرى أقل أهمية كالمناصب والامتيازات الخاصة بهم وما إلى ذلك.
ما يحتاجه الجنوب ليس أقل من صوت عالي مزلزل يدل على ظروفه ومعاناته ومشاكله، ومن أبنائه كافة، لا بل ومن كل العراقيين، لأن بقاء الجنوب على حاله من التأخر وسوء الخدمات وقلة الإعمار وانتشار البطالة وضعف القانون وهيمنة العشائرية .. الخ، سيؤثر على كل العراقيين وليس على أبناء الجنوب وحدهم، لأننا جميعًا كجسد واحد كل عضو فيه يتأثر بما يصيب العضو الآخر من خير وشر أو من فائدة وضرر، فظروف الجنوب ومشاكله لن تكون بعيدة عن الآخرين فهم أيضًا سيتأثرون سلبًا بها مثلما سيتأثرون إيجابًا بتحسن ظروفه وتغيير واقعه إلى الأفضل.
اقرأ/ي أيضًا:
الكلمات المفتاحية

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات